المؤسسة العامة للسينما في خمسين عاما.. كتاب تحليلي لنضال قوشحة

.

يسعى الإعلامي نضال قوشحة في كتاب من إعداده وتأليفه بعنوان «المؤسسة العامة للسينما في خمسين عاما» إلى بناء منظومة شبه متكاملة عن عمل المؤسسة من الأفلام الطويلة بلغة الأرقام والمعلومات الدقيقة حول عشرات الأفلام التي عمل فيها مئات المبدعين وشاركت في الكثير من المهرجانات السينمائية المختصة ونالت العديد من الجوائز السينمائية المتنوعة.

ومهد للكتاب الذي يحمل الرقم 248 في سلسلة الفن السابع بالقول إنه بعد نصف قرن من العمل لابد من وقفة يعرف من خلالها القائمون على العمل في المؤسسة كيف كان عملهم وما الخطط المستقبلية لهذه المؤسسة الفريدة من نوعها عربيا والتي تأسست أواخر عام 1963 وأنتجت ستة وستين فيلما طويلا دون أن يكون همها الربح التجاري ما جعل أفلامها بعيدة عن شباك التذاكر التي تحكم عجلة الإنتاج في القطاع الخاص.

وصنف المؤلف أفلام المؤسسة من خلال جداول ورسوم بيانية ملونة تظهر النسب المئوية حسب طول وقصر الفيلم وحسب الزمن والموضوع والأعوام وعدد الأفلام لكل مخرج إضافة إلى جوائز المؤسسة في المهرجانات حسب إقليم البلد المستضيف ونسب الجوائز الذهبية والفضية والبرونزية وتصنيف الجوائز زمنيا والنسبة المئوية لما حققه كل مخرج من جوائز ونسب المهرجان الأكثر فعالية لإنتاجات المؤسسة.

كما تضمن الكتاب الصادر عن الهيئة السورية للكتاب جدولا بأسماء الأفلام الطويلة التي أنتجتها المؤءسسة وسنة إنتاجها واسم المخرج وعدد الجوائز التي حصل عليها واسم الجائزة وتاريخها.. وجدولا بأسماء الأفلام حسب الأصل الأدبي والعامين الأكثر تميزا انتاجيا وهما عام 1974 وعام 2012 وكذلك تضمن جدولا بأسماء الأفلام التي شاركت في المهرجانات ولم تحصل على جوائز مع الإشارة إلى أنه منذ بداية عام 2011 تعثر وجود الأفلام السورية في العديد من المهرجانات العربية وخصوصا بعد تعليق دورات مهرجان دمشق السينمائي ما أدى إلى عدم حصول أفلام المؤسسة على جوائز ما عدا فيلم مريم.

وحفل الكتاب بتحليلات عن كل مجال من هذه المجالات ففي قراءة تحليلية لعدد الأفلام الطويلة المنتجة وتصنيفها حسب الموضوع وصل المؤلف إلى معطيات رقمية تدل على أن عدد الأفلام الاجتماعية كان 43 فيلما أي ما نسبته 65 % من انتاجات المؤسسة البالغة 66 فيلما وأن احد عشر فيلما اتجهت إلى المنحى البيئي يمكن إضافتها إلى الأفلام الاجتماعية ليصبح عددها 54 فيلما أي ما نسبته 82 % من إنتاجات المؤسسة.

وكان رصيد الأفلام الوطنية ثمانية أفلام بنسبة 12 % من حجم إنتاج المؤسسة كما حضرت السينما التسجيلية في النتاجات برصيد فيلمين فقط «نوافذ الروح»2011 و«حماة الديار» 2013 بينما حضرت سينما الميوزيكال بفيلم وحيد هو فيلم ليلى بنسبة واحد % من حجم االانتاج الكلي للمؤسسة التي ساهمت بنسب إنتاجية في فيلمي تحريك هما خيط الحياة وطيور الياسمين.

وجاء في تحليل حول أفلام المخرج عبداللطيف عبدالحميد أنه أنجز تسعة أفلام طويلة وهو أعلى رصيد يحققه مخرج في أعمال المؤسسة والتي حصلت على أعلى رصيد جوائز يحققه مخرج في أعمال المؤسسة وفي نظرة تفصيلية يقول المؤلف أن أفلام عبدالحميد تتوزع على أربعة اتجاهات إذ حاز في مهرجان دمشق عشر جوائز ما نسبته 37 % من جوائزه وفي أفريقيا حصل على ثماني جوائز بنسبة 30 % وفي أوروبا حصل على سبع جوائز بنسبة 26 بالمئة وفي آسيا جائزتين برصيد سبعة بالمئة من حجم جوائزه الكلي.

ولفت الكتاب الواقع في 184 صفحة إلى أن ثمانية عشر فيلما طويلا أنتجتها المؤسسة لم تحصل على أي جائزة سينمائية رغم مشاركاتها المهرجانية وتبدأ قائمة هذه الأفلام بأول فيلم انتجته المؤسسة وهو سائق الشاحنة وآخرها بوابة الجنة وتعادل ما نسبته 23بالمئة من الأفلام المشاركة في المهرجانات والتي هي 56 فيلما.

وفي ملحق خاص بآخر الكتاب الذي صممت غلافه لينا مسعود قدم قوشحة فيلموغرافيا كاملة عن أفلام المؤسسة العامة للسينما خلال الأعوام الخمسين من تأسيسها وتتضمن جميع المعلومات الخاصة بكل فيلم أنتجته المؤسسة بدءا من سنة الإنتاج إلى مدة الفيلم إلى أسماء المؤلف والمخرج ومدير التصوير وواضع الموسيقا التصويرية وأسماء الممثلين إضافة إلى ملخص لقصة كل فيلم.


سلوى صالح

سانا