حكاية من الشرق بقيادة ميساك باغبودريان في الأردن

.

بدعوة من جوقة دوزان وأوتار وفي ثلاث حفلات متتالية تحت عنوان «حكاية من الشرق- ولدت في الجوار نرويها بألحان الميلاد الشرقية»، حيث قاد المايسترو السوري ميساك باغبودريان قائد الفرقة السيمفونية الوطنية السورية الجوقة المذكورة وذلك قبل أيام وجيزة على مسرح كلية التراسانطة في جبل اللوبيدة بالعاصمة الأردنية عَمان.

قدمت الجوقة بقيادة باغبودريان مجموعة كبيرة من التراتيل الكنسية تنتمي إلى التراث الموسيقي السرياني والبيزنطي والأرمني إضافة إلى عدد من أغاني التراثي الغربي إنما بكلمات وألحان وتوزيعات وإيقاعات ذات طابع عربي مثل «هلمّ بنا معشر المؤمنين، هذا هو السعيد، ليلة عيد، آمين..»، وأيضاً مجموعة من الأغاني والترانيم الحديثة مثل «يا جابي» للفنانة جوليا بطرس، التي تتناول روح الميلاد وقصصه والنور الذي يأتي به العيد على الناس، وقد وزع موسيقياً هذه القطع الموسيقيين السوريين ناريك عبجيان ووقصي دقر، واستقت الجوقة الإلهام من الموسيقا الاستعراضية الغربية والطاقة التي تتولد مع هذا الطابع من الفنون، فاختارت من المسرحية jesus Christ superstar التي باتت تحمل عنوان «الآن الآن يحلّ السلام»، وأغنية the last supper التي عنوانها «اسمك عجيب مشير».


حكاية من الشرق بقيادة ميساك باغبودريان في الأردن

تقول السيدة شيرين أبو خضر المديرة التنفيذية لمؤسسة دوزان وأوتار: «في حديث لي مع السيد ميساك باغبودريان، زميلي المايسترو الغني عن التعريف، شعرت بضرورة مشاركة هذه الموسيقا مع الناس. عمل الفريق الفني ضمن مؤسسة الجوقة في هذا الموسم بجهد لتحقيق هذه الرؤيا ورسمها على أرض الواقع».


حكاية من الشرق بقيادة ميساك باغبودريان في الأردن

وتضيف قائلاً: «يسعدني أنه تسنى للحضور الفرصة لتذوق التوزيعات المرهفة التي أبدعها السوريين ناريك عبجيان وقصي الدقر على هذه الموسيقا الروحانية المرفقة بالرقصات التي صممتها لانا أبو خضر والفنون المرئية والأزياء التي استخدمتها ديانا والكلمات التي ألفها أيوب والمهارة القيادية التي أظهرتها مرسيدس ألونسو. تمكنوا جميعاً من الارتقاء بهذا العمل الفني إلى مستوى جديد من التعبير والروحانيات».


حكاية من الشرق بقيادة ميساك باغبودريان في الأردن

هكذا جالت جوقة دوزان وأوتار بقيادة وتوزيع سوريين بين التراث الموسيقي السرياني الغني، الذي يعود للأيام الأولى للمسيحية، حيث أدت الفرقة قصة ترقب البشرية ولادة رجائها المتجلّى في المسيح من السيدة العذراء مريم عبر صلاة طلبت فيها الصفح والغفران والنجاة من الشر، ومن ثم إبداعات بيزنطية عبر الترنيمة المتوارثة في الطقس الليتورجي البيزنطي، ولم يغيب الترانيم الأرمنية التي تحتفي بميلاد المسيح وقداسة الله.


حكاية من الشرق بقيادة ميساك باغبودريان في الأردن

يقول المايسترو باغبودريان عن هذه التجربة لاكتشف سورية: «انطلقت فكرة تقديم ترانيم وتراتيل ميلادية من منطقة الشرق الأوسط من رغبتنا مع إدارة كورال "دوزان وأوتار" في تسليط الضوء على جزء من تراث المنطقة والمهدد بالانقراض نتيجة لهجرة أهل المنطقة وخاصة من الأقليات إلى دول المهجر بسبب الظروف الحالية وخاصة في منطقة شمال العراق وشمال شرق سورية، هذا التراث الذي يتم توارثه منذ قرون من جيل لآخر بشكل شفهي».


حكاية من الشرق بقيادة ميساك باغبودريان في الأردن

وأضاف قائلاً: «خلال بحثنا مع زملائي المشاركين في المشروع تفاجئنا بعدم وجود نوتات مكتوبة لقسم كبير من هذه الألحان التي باتت معرضة للتشويه والضياع وهو ما زاد رغبتنا في العمل على تقديم هذه الالحان للجمهور. وقد قمنا بعدة جولات في كنائس دمشق بحثا عن أكثر المصادر الموثوقة لهذه الألحان وقمنا بتسجيلها ومن ثم كتابتها بنوتات يمكن لأي شخص في العالم قراءتها».


حكاية من الشرق بقيادة ميساك باغبودريان في الأردن

وأنهى باغبودريان حديثه قائلاً: «قدمنا جزء من هذه الألحان كما جرت العادة في اداءها أي بصوت واحد وبدون أي توزيع موسيقي والبعض الأخر تم إضافة مرافقة الآلات وبألوان جديدة عليها. والملفت بالنسبة لي كان ردة فعل أعضاء الكورال الذين عملوا بجهد ونشاط كبير لحفظ هذه الألحان واللغات القديمة وردة فعل الجمهور في عمان الذي تفاعل بإيجابية كبيرة مع العروض الخمس التي تم تقديمها بالرغم من خصوصية هذه الالحانۑ».


حكاية من الشرق بقيادة ميساك باغبودريان في الأردن

تأسست جوقة دوزان وأوتار عام 2009 وهي جوقة غير دينية ذات مكانة ريادية في الأردن، تتضمن أعضاء من مختلف المجالات وتغني مجموعة واسعة من الأنواع الغنائية، أعضاؤها الذين يتراوح عددهم بين 40 و60 عضواً في كل موسم، هم اردنيون ومن مختلف الجنسيات والأعمار، ويشغلون مهناً واهتمامات متعددة، إنما يشتركون جميعاً بحب الموسيقا والغناء المتأصل في الوجدان، جوقة دوزان وأوتار هي الجوقة الاردنية الأولى والوحيدة التي شاركت في مسابقة الجوقات العالمية وفازت بجائزتين ذهبيتين في تموز 2014 في لاتفيا.


إدريس مراد

اكتشف سورية