مدير عام دار الأوبرا بدمشق جوان قره جولي لـ«اكتشف سورية»: الثقافة والفن هما خط الدفاع الأول عن حضارة هذا الوطن

.

استعرض الموسيقي الكبير جوان قره جولي مدير عام الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون- أوبرا دمشق خطة الدار للأشهر القادمة وذلك خلال مؤتمر صحفي أقامه بتاريخ 17 كانون الأول 2014 في القاعة متعددة الاستعمالات.

وبدأ الأستاذ قره جولي حديثه قائلاً: «تستطيع الثقافة أن تدافع عن هذا البلد وعن تاريخ موثق من 2500 سنة قبل الميلاد، فعندما كانت البشرية تعيش في الصحارى كانت في سورية مدنُ تسمى ماري، ومنذ 5000 سنة قبل الميلاد عندما كانت البشرية تعيش في الكهوف كانت لدينا دمشق، إذاً هذه الحضارة الكبيرة التي خرّجت الابجدية الأولى والنوتة الموسيقية الأولى لا يجوز إلا أن ندافع عنها بخط موازي مع جيشنا الباسل، ومن هنا رأينا بأن دار الأوبرا هي أيقونة تمثل الحضارة السورية في كل الاتجاهات ولا يجوز أن تكون محتكرة من قبل شخص معين أو فرقة معينة فهي أيقونة لكل البلد، ولابد أن أشكر كل الادارات السابقة وأنا أرى اليوم بعض التفاصيل مؤسسة بدقة عالية و أخص بالشكر الاستاذ عماد جلول الذي تولى الإدارة قبلي بظرف صعب جداً».


من مؤتمر جوان قره جولي بدار الاوبرا


وأضاف: «إن دار الأوبرا لدينا تضاهي دور الأوبرا في العالم وينبغي أن لا تكون حكراً على الموسيقيين بل هي حاضن لكل فنون المسرح والسينما والفن التشكيلي والمتاحف البصرية والسمعية والمادية، إذ مرت مرحلة على الدار كانت معظم عروضها تقتصر على العروض الموسيقية الكلاسيكية وهذا كان على حساب أنواع موسيقى أخرى مثل الموسيقى العربية والشرقية عموماً. وذلك من أجل الوصول إلى تكريس المكانة الحقيقية لدار الأوبرا السورية كأوبرا عالمية لها مواصفات تتمتع بها لا تقل إطلاقا عن دور الأوبرا في العالم».

وعن مهرجان الموسيقى العربية الذي وضع أوزاره يوم الخميس 18 كانون الأول الجاري قال: «إن هذه الدورة التي نشهدها اليوم من مهرجان الموسيقى العربية هي النسخة صفر لما سيشاهده الجمهور من دورة هذا المهرجان في السادس عشر من شهر آب القادم، حيث تواصل معي العديد من نجوم العرب وأبدوا استعدادهم للوقوف على خشبات دار الأوبرا السورية مجاناً وهذا ما يحتاج منا كإدارة لدار الأوبرا ترميما لكادرنا التقني استعداداً لاستقبالهم».


من مؤتمر جوان قره جولي بدار الاوبرا


وقال مدير دار الأوبرا الأستاذ جوان قره جولي: «الأسبوع القادم سيشهد إقامة مهرجانين متداخلين هما مهرجان الشعر للأدباء الشباب ومهرجان بعنوان "باقون" عبر ثلاثة أيام ستخصصها الدار للأغنية الوطنية الملتزمة والذي سيضم في برنامجه بيومه الأول أمسية مع الفنان ريبال الهادي سيعقبه يوم خاص بأيقونات الأغنيات العربية والسورية التي تغنت بالوطن، كما ستشارك الفنانة ميادة بسيليس التي ستهدي مدينتها حلب وسورية ثلاث أغنيات للوطن بالاشتراك مع الفرقة الوطنية للموسيقى العربية، كما ستشهد الدار احتفالية ضخمة في الخامس والعشرين من الشهر الجاري خاصة بعيد الميلاد المجيد حيث ستشارك الدار في إحياء عيد الميلاد، إضافة إلى أن الدار ستشرف على مهرجان تحت عنوان "الميلاد السوري" في كل من حمص والسويداء واللاذقية وطرطوس يتضمن حفلات للرقص التعبيري الملتزم والرقص الشعبي والكورال إضافة لفرق الموسيقى العربية».


من مؤتمر جوان قره جولي بدار الاوبرا


وتابع قره جولي حديثه «سينمائياً هناك في شهر شباط مهرجان للأفلام الروائية السورية الطويلة يتخللها عرض مسرحي راقص بعنوان "أبناء الشمس" لفرقة جلنار للمسرح الراقص، كما أن الدار ستوفر فضاء فنياً للأعمال التشكيلية وستعمل على اقتناء أعمال الفنانين التشكيليين السوريين جنباً إلى جنب مع إقامة ورشة عمل لطلاب كلية الفنون الجميلة بعنوان وجوه وتاريخ تتضمن بورتريهات لوجوه فنية وأدبية سورية سيقوم الطلاب برسمها تحت إشراف مدرسين متخصصين، فضلاً عن إقامة معرض دائم للكتاب إضافة لعروض سينمائية سورية تحكي عن تاريخ سورية وعن تاريخ السينما السورية سيرافقها متحف لبعض المقتنيات التقنية والصوتية في بهو الدار تضم قطعاً نادرة وثمينة من أبرزها أول ميكرفون في العالم وآخر ميكرفون غنى عليه المطرب المصري الراحل عبد الحليم حافظ».

وختم قره جولي حديثه قائلاً: «إن الدار ستعمل بتوجيه من وزارة الثقافة على تكريس ثقافة المصالحة الوطنية سواء في برامجها الفنية أو حفلاتها الشهرية بغية تطوير عمل الدار ورفع إمكانياتها الفنية والتقنية وترميم كوادرها التي تحتاج اليوم لقرار من رئاسة مجلس الوزراء بإقامة مسابقة لتعيين أكثر من مئة موظف هي اليوم شواغر في ملاك هيئة الأسد للثقافة والفنون من أجل نجاح عمل الدار وتفادي النواقص التقنية والفنية الحادة التي تعاني منها طواقم الدار».


من مؤتمر جوان قره جولي بدار الاوبرا


مع اكتشف سورية

وفي حديث خصه الأستاذ جوان قره جولي لـ«اكتشف سورية» قال: «من الطبيعي أن تكرر بعض الأسماء وهم قادة الفرق في برامج الدار، وهذا موجود في كل دور الأوبرا العالمية، حيث تحتضن دار الأوبرا السورية مجموعة من الفرق منها الفرقة السيمفونية الوطنية السورية والتي يقودها المايسترو ميساك باغبودريان ولها حفلة كل شهر، والفرقة الوطنية للموسيقى العربية التي يقودها الموسيقي عدنان فتح الله ولها حفلة كل شهرين، وفي المستقبل عندما يقيم أي فنان عالمي حفلة عندنا ستكون مع فرقنا لأنها فرق متميزة، فالعازفون السوريون متميزون على مستوى العالم».

وقال أيضاً: «الأغاني الوطنية التي حفظناها منذ طفولتنا هي كنوز وطنية ينبغي الحفاظ عليها وإعادتها بطريقة لائقة من حيث التوزيع الموسيقي وأدائها بأصوات جديدة، وهذا لا يعني بأن الدار ليست مستعدة لاستقبال أي تجربة موسيقية أو غنائية وطنية جديدة ولكن على شرط أن تكون بالمستوى المطلوب، والدار جاهزة لتسجيلها وانتاجها».


من مؤتمر جوان قره جولي بدار الاوبرا


وعندما سألناه كيف للدار أن تقدم حفلات راقصة وغنائية في ظل هذه الأزمة التي تمر بها البلاد، قال: «كما قلت الثقافة والفن هما خط الدفاع الأول عن حضارة هذا الوطن الذي يعود تاريخه إلى عمر الإنسان وتاريخ البشرية على هذا الكوكب، إن ثقافتنا هي سلاح آخر ضد هذا الإرهاب ولا بد أن نحارب هذا الإرهاب بحضارتنا وثقافتنا جنباً إلى جنب مع جيشنا البطل الذي يقدم شهداء كي تبقى مسارحنا مفتوحة، وغنائنا مستمر، وحياتنا مستمرة».

إدريس مراد

اكتشف سورية