حفل توقيع كتاب يوثق رحلة الموسيقار المبدع سهيل عرفة

.

استعادت الهيئة العامة السورية للكتاب مسيرة الموسيقار السوري المبدع سهيل عرفة خلال حفل توقيع كتاب النغم والكلمة في حياة الموسيقار سهيل عرفة الذي أقامته اليوم بدار الأسد للثقافة والفنون.

وشمل الكتاب الذي كتبه ووثقه الإعلامي والباحث الراحل ياسر المالح وأمل خضركي مسيرة حياة الموسيقار عرفة والتداعيات التي مر بها ابتداء من أيامه الأولى وصولا إلى يومنا هذا بما في ذلك من ألق حققه في الوسط الفني عبر مسيرة إبداعه الهامة.

وافتتح الحفل بفيلم وثائقي مر على كثير من الجماليات التي عاشها الموسيقار عرفة خلال تلحينه للفنانة شادية والشحرورة صباح ووديع الصافي ودلال الشمالي إضافة إلى بداياته في حارته القديمة بحي الشاغور في دمشق القديمة.

وقال وزير الثقافة عصام خليل في تصريح له بمناسبة التكريم إن المؤسسة الثقافية عندما تكرم فنانا كبيرا مثل سهيل عرفة وتعترف بجهده وبالصعوبات التي مر بها ليصنع فنا خالدا تتوارثه الأجيال ويضيف إلى معارفنا كنزا ثقافيا هاما يعني هذا تحفيزا للأجيال القادمة للقيام بنفس الدور.

وأضاف عندما نكرم الموسيقار عرفة يعني أننا نكرم أنفسنا لأنه قدم تجربة إبداعية جديرة بالفخر والخلود وهذا أدنى حد يمكن أن نفعله أمام قامة إبداعية سبقنا في تكريمها السيد الرئيس بشار الأسد عندما منحه وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة.

في حين ألقى الدكتور جهاد بكفلوني مدير هيئة الكتاب قصيدة شعرية عبر فيها عن قيمة الموسيقا وما تضيفه من ثقافة إلى تراثنا الإبداعي والحضاري كما ركز على قيمة الموسيقار عرفة من خلال استعارته لألفاظ وأسماء كان لها دور ثقافي وموسيقي عبر تاريخنا معتبرا أن هؤلاء المبدعين سيبقى الوطن قويا بهم مهما تكالبت عليه المؤامرات معتمدا في قصيدته على سفينة البحر الكامل الذي يتلاءم مع مواضيع الوطن والإخلاص وطرزها بالباء المكسورة كحرف للروي حيث قال..

من نبعك استرق الخيال سلافة..من حضر سكبوا ومن غياب

كانت أغانينا نجوما تشتكي.. عريا ترددا جانحا لإياب

حتى اصطفيت لها بريشتك التي.. تحنو كوالدة أجل ثياب

ألحانك السحر الحلال تفجرت.. من معبد خمرا ومن زرياب

وطن يظل المبدعين بدوحه.. أقوى من الأحقاد والأنياب.

ورأى نقيب الفنانين زهير رمضان أن احتفالية لتكريم الفنان عرفة بمناسبة توقيع كتاب يوثق مسيرته اعتراف بجميل هؤلاء المبدعين الذين يعتز بهم الوطن إضافة إلى أنها تمثل تكريما لكل المبدعين وتدل على تقدير الدولة واحترامها لهؤلاء الذين يساهمون في إعلاء شأن الوطن موءكدا أنها خطوة أولى ستتلوها خطوات مماثلة.

أما الدكتور علي القيم رئيس تحرير مجلة المعرفة السورية اعتبر أن ما قدمه عرفة هو جزء هام من ثقافتنا ويعبر عن تاريخ حضارتنا ويدل على أنه رجل عملاق وابن بار لمدينة عريقة عبر التاريخ كما هو امتداد للإرث الموسيقي الذي بدأ في أوغاريت إضافة إلى أنه قدم عطاء وصل إلى 1500 لحن من قصيدة وموشح فضلا عن موسيقا لأفلام ومسرحيات وأوبريتات وسواها.

أما الموسيقار المكرم فقد تحدث عن مسيرة حياته الفنية التي عانى فيها رفض الأهل والأقارب منذ أن بدأ رحلته الأولى مع التلحين والعزف ثم عن إصراره على إغناء الموهبة وإعطاء الوطن قدر المستطاع لافتا إلى أن هذا التكريم في حفل توقيع كتاب النغم والكلمة هو وسام شرف يضعه على صدره.

كما قالت الكاتبة خضركي «إن هذا الكتاب هو من تأليف زوجي الفنان والشاعر ياسر المالح الذي بدأ فيه وأنجز كثيرا منه ثم أخذه الموت فأكملت عنه الرسالة إلا أنه شمل أهم ما قدمه هذا الموسيقار الكبير الذي أعطى كثيرا فأغنى الفن بعطاءاته».

بدوره قال الباحث غسان كلاس الذي دار الحفل إن حياة الموسيقار عرفة بدأت أصيلة متجذرة بحب سورية فقدم ألحانا باقية يخلدها التاريخ وترتبط بالجبال والسهول والتراب التي تشكل جزءا هاما من وطننا كأغنيتي من قاسيون أطل يا وطني وصباح الخير يا وطنا مقدما لمحة عن حياته وطرائق تعامله مع الفنانين والشخصيات الفنية العربية الهامة مثل فريد شوقي وأديب قدورة وغيرهم الذين كان لهم دور في أفلام ومسلسلات قام بتأليف موسيقاها التصويرية.

محمد الخضر

سانا