الياسمين .. يجمع الأطياف السورية في ملتقى شعري

.

انطلق الأسبوع الأول من الملتقى الشعري «ملتقى الياسمين» بكافيه ومطعم «عثمان بيك – فيا ريكتا» في دمشق القديمة بتاريخ 4 تشرين الثاني 2014, الملتقى الذي جمع بين الشعر والموسيقا بمشاركة الشاعر الفلسطيني كمال سحيم الذي قرأ في الحب وحب الوطن و في وجدان الشاعر تجاه المرأة وتجاه الأرض والحب والطفل, وبمشاركة شاعر اللهجة المحكية طلال مرتضى الذي قرأ بعضاً من الغزليات الشعبية الموجهة للمرأة والوطن ولا سيما قصيدة بعنوان «أنا سوري», كما شارك الإعلامي والمخرج المسرحي نورس برو الذي قرأ بعضاً من الخواطر النثرية والوجدانية, وكان للموسيقا مكان خاص مع عازف الأكورديون ومغني الأوبرا وسام الشاعر الذي جمع ما بين صوته وعزفه مقدماً عبقاً أضيف لعراقة وأصالة المكان.

قال الشاعر كمال سحيم لاكتشف سورية: «إن ثمة غياباً غير مبرر للمؤسسات الثقافية، توالدت هذه الملتقيات بكثر ونحن كل يوم أمام ملتقى ومسمى جديد ولكن للأسف نكون أمام ذات الأسماء وذات الشعراء وذات الحياة الفنية، إذاً هي حالة تكرار لهذا الجسد الثقافي المبعثر، مع بعض التمايز بالأصوات الشابة، هذه الأصوات التي تفرحني عندما استمع إليها كونها تخلق مشهدية جديدة وبالتالي تشكل الكلام والحكاية في الشعر من جديد».

وأضاف قائلاً: «شاركت في أكتر من ملتقى، وبصراحة أقول أن الحالة التي تميز ملتقى الياسمين والذي يقيمه الفنان نورس برو، هو ذاك الدفء العارم والحالة المتماهية والدمعة التي كانت حاضرة، تمثل سورية كاملة بكل هدوء وبكل روية تلك الحالة النابذة للأرستقراطية الثقافية التي غابت تماماً وحضرت قيمة الكلمة وقيمة اللحن وقيمة الانسان والمشاركة، والغناء لدمشق ولسورية».

وقال أيضاً: «إننا نريد نقول بشكل أو آخر أن سورية تنعم بالحياة ويجب أن تتلاقى فيها كل المواقف في لحظة تلك المصالحات المنشودة تلك الحالة التي يطمح فيها كل انسان، تعبنا...تعبنا.. يكفي إطلاق الرصاص، يكفي الموت، الآن علينا أن نفكر بإعادة برمجة الحياة والانطلاق بها، مع هذا الانسان السوري بكل اطيافه ولهجاته ولغاته، نعم هو إنسان يستحق الخلود ويستحق أن يشكل ذاك البعد الثالث الذي عليه أن يثبت حضوره ولا أعتقد أن أحد يستطيع أن يقول ذلك إلا من خلال منجزه الفني ويقدمه من خلال القصيدة أو لوحة وأعتقد انني لن أكشف سراً إذا قلت ان هذا الملتقى أجمل ما فيه انه طرح فكرة تقديم حالة بانوراميه مسرحية غنائية راقصة ومع الأشهر القليلة القادمة ستوضح معالم هذه الانطلاقة بأشياء متميزة التي ظهرت في أول أمسية».

مدير ملتقى الياسمين الشعري نورس برو تحدث لنا عن ملتقاه قائلاً: «هذه التجربة قامت بتكاتف أيادي المثقفين السوريين والعرب الأصدقاء للأرض والإنسان بغية إيصال رسالة واضحة تواجه رسالة الإرهاب ولغة القتل وسفك الدم, رسالة تقول بأن سورية الثقافة قائمة ولن تموت وبأن صوت شعرائها وموسيقييها وفنانينها سيبقى صداحاً في حواري دمشق القديمة مهما علا صوت النار».

وأضاف برو قائلاً: «رسالة تكمل دورنا كمثقفين في إحياء الشعر والفن والموسيقا في زمن الحرب وفي زمن الصمت والخذلان, وتؤكد للبعيد قبل القريب بأن سورية كانت ولا زالت حاضرة للثقافة والفنون مهما حاول الغرباء دثرها».

يذكر أن ملتقى الياسمين الشعري يقام في كافيه ومطعم «عثمان بيك – فيا ريكتا» في دمشق القديمة جانب حديقة القشلة – حارة العبارة , كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع تمام الساعة الخامسة مساء بمشاركة شعراء وموسيقيين ومثقفين سوريين وعرب.

إدريس مراد

اكتشف سورية