لوحات تشكيلية وأعمال نحتية بمعرض للفنانة مفيدة ديوب بدمشق القديمة

.

ضم المعرض التشكيلي الذي أقامته مجموعة هديل العرائش الفنية للفنانة التشكيلية مفيدة ديوب في مطعم عثمان بيك بدمشق القديمة عشرون لوحة تشكيلية وعشرة أعمال نحتية عبرت من خلالها عن بعض الجوانب الإنسانية والوجدانية إضافة الى بعض الانعكاسات النفسية والإنسانية التي عاشتها خلال الأزمة وما تركته من أثر.

وطرحت ديوب في منحوتاتها العشرة التي استخدمت فيها الأسلوب التعبيري معاناة المرأة ومحاولة الحد من حريتها الشخصية وعرقلة مسيرة تطورها الحضاري مستخدمة البوليستر والحجر والرخام الصناعي بأحجام مختلفة.

وفي تصريح لمراسل الثقافية قالت الفنانة ديوب «استخدمت في لوحاتي التشكيلية الالوان الزيتية والاكليريك كما أضفت بعض المواد على سطح اللوحة لأجعل لوحتى اكثر غنى واشد دقة في التعبير من حيث الايحاءات والدلالات التي كونتها لتعبر عما اريده واعانيه خلال معايشتي للازمة وملامسة الواقع الاليم الذي يستحق كل الاهتمام».

وأضافت «هناك تقنيات مختلفة في لوحتي بعنوان «هدية سورية للعالم» التي عبرت من خلالها عن الرحمة والمحبة في التعامل بين الناس مستخدمة تقنيات مختلفة على سطح اللوحة وذلك بكتابة احرف مسمارية نافرة حيث غلب عليها اللونين البني والاصفر اضافة إلى وجود السيف العربي في اللوحة الذي عبرت من خلاله عن اصالة شعبنا ومدى رغبته في الدفاع عن حقه ووجوده أمام العالم لافتة إلى رغبة الشعب السوري بعدم السماح لهذه الازمة أن تتسع عبر استخدامها لألوان ذهبية تدل على محبة شعبنا وتماسكه.

كما عبرت ديوب في لوحتها بعنوان /الرحيل/ وفق ما اشارت اليه عن معاناة سورية وما سببته لها يد الغدر ما دفع الكثير من ابنائها للرحيل مع الطيور وتبدل الزمان والمكان وتغيير النفوس حيث استعارت للدلالة على موضوعها جسد المرأة وهي عارية القدمين وقد رحل جزء منها وهو الرأس الذي أرادت أن تذهب فيه إلى رحيل الأدمغة الذي يعتبر أشد خطورة وأثر على الوطن.

أما المنحوتات فظهرت فيها لغة الجسد وحركته التعبيرية الذي أرادت أن تعبر بالحركة والملمس عن معاناة المرأة بأساليب واشكال مختلفة فأحيانا تكون بلا رأس أو بلا أيدي ما يفقدها قدرتها على الحركة أو التصرف كونها فقدت عضوا مهما من جسدها.

ومزجت ديوب في لوحاتها التشكيلية بين الاسلوب التجريدي والتعبيري في تكوين تماثيل لرؤوس نساء تحكي معاناتها معبرة بالملمس المتعرج تارة والأملس تارة أخرى حيث تباينت الأشكال واختلفت فهناك منحوتات واقفة أو متكئة أو جالسة أو مجتمعة في عدة نساء أو مفصولة الجسد عن الرأس ما يدل على وجود حالات إنسانية ونفسية مختلفة عبرت من خلالها عن عدد من هموم وقضايا المرأة المختلفة.

محمد الخضر

سانا