يطرح كتاب قيم العمل للباحثة الدكتورة سحر قدوري أهمية المنظمات الشعبية وكيفية استمرارها وتحقيق أهدافها التي أقرها المجتمع حيث من المفترض أن تمتلك هذه المنظمات أفرادا يتميزون بقيم إيجابية والتزام كبير بالعمل وسلوكياته الصحيحة معتبرة أن الفرد العامل هو المحور الرئيس في نجاح المنظمة أو فشلها.
وتعتبر قدوري في كتابها أنه تقع على المنظمة مسؤولية تهيئة المستلزمات الكفيلة ليتمكن الفرد من ممارسة دوره الإيجابي بالمساهمة في تطور المجتمع وتنظيم العلاقة وترتيبها بين المنظمة والفرد العامل ودراسة أثر التطور التقني للوصول إلى مواقف قوامها الالتزام التنظيمي والأداء والرضا الوظيفي وغير ذلك من القيم التي تساهم في إنجاح العمل.
وتضيف بهذا المعنى أن ترسيخ القيم في سلوكيات العمل هو حدث مهم في إطار التحولات الجارية الآن في العلوم الإدارية من أجل تأطير مفاهيمها وأبعادها وتأثيراتها وأدوات قياسها في موقع العمل الإداري لاسيما أن ترابطها الزمني تزامن مع ما يجري من تطورات حاسمة في العالم إضافة إلى أنها تشكل أحد التحديات التي ستجابه تقدم المنظمات بشكلها الجديد لافتة إلى أن قيم العمل تعد ثمرة تراكم التطور الإنساني على مر العصور بوصفها مجموعة القواعد التي تنظم العلاقات بين الأفراد منذ نشوئها حتى اليوم .
وأشارت الدكتورة قدوري في بحثها الى أن القيم التي نشأت بنشوء الانسان وتنوعت وفقا لتفاعلاته الاجتماعية والمكانية كانت وما زالت محل جدال في حقول المعرفة ففي علم الفلسفة كانت موضوع خلاف بين اتجاه الفلسفات المثالية التي تفصل القيم المكونة من العلم والجمال والأخلاق عن الخبرة الإنسانية والفلسفات العقلية والتي تربطها بالواقع والخبرة .
وفي الكتاب الصادر عن دار ليندا للطباعة والنشر.. أن علم السلوك التنظيمي يرتبط مع العلوم الاجتماعية بوشائج وثيقة فقد استعار مفهوم القيم من تلك العلوم بعد أن بلورها وفقا لاستخداماته في العمليات التنظيمية والسلوكية وهذا ما دعا خبراء الإدارة والتنظيم للبحث عن أساليب مبتكرة لتحفيز العاملين حتى تنسجم تلك الأساليب مع قيمهم وقيم المنظمة وأهدافها.
ومن أهم القيم المؤيدة للعمل كما رأت الباحثة هي قيم العمل الجاد وعدم هدر وقت العمل والمكانة الوظيفية والاجتماعية للعمل ومسؤولية العمل ويتحقق ذلك بالابتعاد عن التذمر من الدوام وتفضيل الرغبات والمصالح الشخصية وعدم الرغبة في التغيير والتطور وعدم الميل لتنفيذ الأعمال البسيطة والسهلة.
وفي البحث.. إن أداء العاملين مفهوم متعدد الجوانب ففيه جوانب عقلية ونفسية وجسدية تتشابك مع بعضها وقد قام بعض الباحثين بتحليل خصائص الأداء الفردي وتشخيصها نظرا لأهمية أثرها في نجاح المنظمات أو فشلها أو انعكاسهما على المجتمع حيث يلاحظ عن الأداء قدرته على تصوير العلاقة الوجدانية بين الفرد العامل وعمله وهذه العلاقة يمكن قياسها بين مجالي الايجابية والسلبية وذلك لوجود نوعين من العاملين هما العاملون النشيطون وغير النشيطين.
وفي مجال أداء المنظمة قدمت الباحثة قدوري مجموعة من التصورات الفكرية لبيان جوهره حيث عرف بأنه القدرة على تحويل المدخلات الخاصة للتنظيم إلى مخرجات بشكل سلعة أو خدمة وبمواصفات محددة وبأقل كلفة ممكنة كما رأى آخرون أن أداء المنظمة يتمثل في انعكاس كيفية استخدام المنظمة الموارد المادية والبشرية واستغلالها بالصورة التي تجعلها قادرة على تحقيق أهدافها .
كما قدمت الباحثة قدوري بحثين أساسيين في بناء الإطار المنهجي للدراسة الأول يتناول بعض الدراسات السابقة التي اهتمت بالمتغيرات الرئيسة للدراسة كقيم العمل والالتزام التنظيمي وأداء العاملين والبحث الثاني يتعلق بالمنهجية المتخذة في المعالجة العلمية الميدانية لمتغيرات الدراسة حيث أعطت نموذجات مرسومة في حقول وأقسام تبين فيها الهيكل التنظيمي لنموذج بحثها.
ومن النقاط التي توقفت الباحثة عندها مسألة تحليل مستوى استجابة الفرد لقيم العمل ومناقشتها وتأثير قيم العمل في الالتزام التنظيمي وتأثير الالتزام التنظيمي في أداء العاملين وتأثير قيم العمل أيضا في أداء العاملين ثم خلصت إلى استنتاجاتها وتوصياتها التي تثبت أهمية قيم العمل وأسسها.
محمد الخضر
سانا