أعمال التخريب تخلّف أضراراً كبيرة في موقعي ماري ودورا أوروبوس في دير الزور

.

لا تزال أعمال الحفر والتخريب تنتهك موقعي ماري ودورا أوروبوس وتسبّب دماراً كبيراً لهما وفق أحدث تقرير لدائرة آثار دير الزور.

وتظهر المعلومات أن لصوص آثار مسلحين ينقبون في كامل الموقع، بعد إحاطته من جميع الجهات ومنع الحراس من الاقتراب تحت تهديد السلاح، وقد أدّت هذه الأعمال إلى تدمير المعابد وقسم من القصر الملكي (جدران وباب القصر الملكي الجنوبي في الجهة الجنوبية) والكتلة الحمراء المرمّمة.

وتنتشر حفر بعمق 3 إلى 4 أمتار وعرض 4 إلى5 أمتار في هذه المنطقة، إضافة إلى خمس حفريات ضمن معبد داجان، وحفريات ضمن الزقورة من الأعلى بعرض حوالي 5أمتار وعمق 6أمتار، وقد تم قلع الركيزة البيتونية الموجودة أعلى الزقورة، وتدمير المعابد الأخرى.

ويؤكد التقرير الحالي ما نُشر من معلومات سابقاً حول سرقة كافة محتويات بيت البعثة في موقع ماري الأثري، وتخريب مركز الزوار بالكامل وسرقة الأبواب والنوافذ وكامل الزجاج في المعرض.

ويعاني موقع دورا أوروبوس من تدمير مماثل، إذ تبين المعلومات أن أكثر من 300 شخص ينقبون في جميع أرجاء الموقع باستخدام أجهزة الكترونية، بحيث لا تكاد تخلو بقعة واحدة من أعمال التخريب والحفر، ويبيع هؤلاء اللقى المكتشفة إلى تجار آثار ضمن الموقع، وقد عثر لصوص الآثار وفق ما ورد في التقرير على بعض الرسوم الجدارية وعلى أوان فخارية وتماثيل حجرية ونقود فضية وبرونزية وقطع ذهبية (أساور- خواتم).

وقد سبّبت الحفريات في الحرم الأثري لموقع دورا أوروبوس (منطقة المدفن)، تخريباً للمدافن الأرضية والبرجية وضاعت معالمها بالكامل، كما انتشرت حفر ضمن محيط القلعة وضمن معبد الجند في الجهة الشمالية من القلعة وداخل الأبراج وضمن البيوت السكنية الواقعة جنوب شرق بيت البعثة.

ولم تسلم المعابد من التخريب الذي طال أرضياتها الجصية والرسومات الجدارية الموجودة على أحجار جدرانها، كما تم هدم الأعمدة المبنية على شرفاتها مثل معبد بل ومعبد أزناتاكونا ومعبد أرتميس ومعبد أدونيس ومعبد الحامية والبيت المسيحي والكنيس.

وتنتشر أعمال حفر ضمن بيت ليزياس الواقع جنوب قصر الحاكم، كما تم تخريب الأوديوم (المدرج/ المسرح) ونزع القرميد المشوي من المدرجات، وقلع ونزع بعض أحجار سور المدينة، وقد تعرض أيضاً بيت الحاكم (استراتيجيا) إلى قلع القرميد المشوي من الحمامات الرومانية الواقعة تحته، وتخريب أفران الفخار والقرميد المكتشفة بالموقع، وتخريب الجدار الحجري المرمم فيه، حيث تم قلع بعض أحجار الجدار، وإحداث حفر ضمن أساساته الحجرية، وسرقة الجوائز الخشبية التي كانت تدعم الجدار وتحميه من الانهيار.

وحول حالة بيت البعثة في موقع دورا أوروبوس، بينت المعلومات أنه تعرض إلى التخريب بالكامل، حيث نهب جميع أثاث المنزل وأتلفت جميع أوراق ووثائق ومكتبة البعثة، وسرقت الأدوات الكهربائية والخزائن الحديدية التي كانت تضم بعض المكتشفات الأثرية، وحُطم الفخار والرسوم الجصية الموجودة ضمن المخبر لدراستها من قبل المختصين، كما تم خلع بعض الجوائز الخشبية التي تغطي السقف ما أدى إلى انهيار بعض جدران الغرف.

ولا يبدو متحف الموقع بحال أفضل، إذ خُرّب بالكامل وسطا لصوص مسلحون على كافة محتوياته (وهي غير أثرية) وهُشمت الصور الجدارية المرسومة على جدران غرفه.

اكتشف سورية

المديرية العامة للآثار والمتاحف