وصف بالعديد من الصفات إذ قالوا عنه بأنه فنان الحزن النبيل، ورسام الألم الصامت، ومبدع الجمال الحزين الهادئ الذي يريح النفوس المتعبة.
كل ذلك يشير إلى تأثر الفنان التشكيلي لؤي كيالي ربما بالظروف الحياتية الصعبة التي كانت تحيط به، فعالمه التشكيلي كان مملوءاً بالأحزان والأشخاص المهمشين والمسحوقين مقدماً معاناتهم من خلال رسمه لوجوه تعكس الهموم والمشاكل عبر نظرات عيونهم وحركات أيديهم التي رأى فيها وسيلة للتعبيرعن حالاتهم الداخلية.
تميّزه على الساحة التشكيلية..
خلق الفنان التشكيلي لؤي كيالي خلال سنوات حياته القصيرة أسلوبه الخاص به على الساحة الفنية التشكيلية السورية والعربية والعالمية، إذ سيطرت الموضوعات الإنسانية والوطنية والقومية على لوحاته كما حرص على إظهار قضايا أبناء وطنه من الفقراء والبسطاء والبؤساء الذين عانوا الفقدان والحرمان، فلقد عرف لؤي بإحساسه العميق الذي تجلى بشكل واضح في أعماله.
الفنانين السوريين في معرض لابيناله في مدينة البندقية بأربع لوحات عكست نكهة الشرق وسحره.
في عام 1967 أطلق على معرضه عنوان «في سبيل القضية» تضمن 30 لوحة فنية صارخة منفذه بالفحم، إذ خرج فيه لؤي عن واقعيته المعهودة وعن صمته، الأمر الذي عرضه للكثير من الانتقادات من زملائه أرجعها البعض للحط من قيمته كفنان ملهم والبعض الآخر اتهمه بالإساءة للقضية الفلسطينية، فيما بعد طالته تهجمات الإعلاميين والكتاب في حلب السبب الذي كان وراء هجرته لايطاليا ليكمل مسيرته الفنية فيها.
مراحل إبداع الكيالي
تعتبر المرحلة الثانية (التي استمرت من عام1967 الى1970 ) انعطافاً حاداً في أسلوب لؤي الفني، تحول فنه خلالها من موضوعات إنسانية مشحونة بالعواطف والرومنسية إلى موضوعات سوداوية مشحونة بالمأساة والغضب والشؤم والخوف، التي ظهرت بشكل واضح في معرضه (في سبيل القضية)، الذي عبر فيه عن الصراع العربي الإسرائيلي والهموم الوطنية، هذا المعرض أدى إلى هز وسطه الفني بشدة الأمر الذي جعله يعكف عن الرسم لعدة سنوات بسبب تهجم النقاد اللاموضوعي على فنه وشخصيته وأسلوبه الجديد المغاير تماماً لأسلوبه المعروف، وبالنسبة لأهم لوحاته في تلك الفترة كانت «ماذا بعد؟، الخوف، الثكالى».
أما المرحلة الثالثة فبدأت من عام 1973 حتى وفاته، حيث جاءت بعد انقطاعه عن العمل لأسباب صحية، تناول الكيالي فيها موضوعات قديمة عالجها سابقاً رغم بعض الفروق الأسلوبية بين الفترتين السابقتين، فتميزت أعماله في المرحلة الثالثة بعودة اللهجة الرومنسية حسب رأي د. كمال.
أزمته النفسية أتلفت بعض لوحاته
يقال: إن الفنان السوري لؤي في عام 1967 أصيب بأزمة نفسية إثر عدوان حزيران فأتلف لوحات معرضه الشهير (في سبيل القضية).
كانت أعمال الفنان التشكليلي السوري لؤي صورة صادقة عنه وعن المعاناة الإنسانية فرسم الطبيعة الصامتة والزهور وبلدة معلولا، فكرس بفنه الأم وربات البيوت، كما أكد الكثير أن لوحاته احتضنت الحالات التي عانى منها في حياته كالحزن والفرح، والمرض والعافية.
لودي صارجي
الوطن السورية