قدمت جوقة «سنا» للأطفال بقيادة مؤسسها الموسيقي حسام الدين بريمو أمسية غنائية جماعية تحت عنوان «مازلنا»، قدمت فيها أغاني الطفولة المبكرة، منها: بياع الموسيقا، ستك زنكيله، خالي عنده ست صبيان، كلّن عندن سيارات، في تعلب، في عنّا سجره، كان في أرنب، زرعنا شجرة، إضافة إلى بعض المقاطع من أغاني للكبار، مثل قدك المياس، يلا نعمر يا أصحابي، سهرتنا عدراج الورد، جارنا جبرا..، لتنهي «سنا» حفلها بحناجرها الصغيرة بالنشيد الوطني السوري «حماة الديار».
لا يخفي على أحد بأنه في وجود كورال الأطفال أهمية ثقافية تقليدية وأساسية في معظم دول العالم، لما في ذلك من تداخل كبير في بناء الطفل الموسيقي والتربوي والنفسي والاجتماعي، وبالتالي يجب أن يتمتع مدرب كورال الأطفال بشخصية خاصة جداً وحيوية كبيرة، إضافة إلى معارفه الموسيقية الجيدة، حيث يقع على عاتقه تطوير أصوات الأطفال والاعتناء بها من خلال تعليمهم أساليب الغناء الصحيح وأساليب التنفس الصحيح وأساليب اللفظ والإلقاء، ولذلك فإن عمل مدرب كورال الأطفال ليس بالسهل نهائياً لما يتطلبه من جهد كبير وبناء فني ثقافي واعِ، وانطلاقاً من هذه المسألة نستطيع القول بأن صعود هؤلاء الصغار مادون السادسة خطوة كبيرة تسجل للموسيقي بريمو، لأن جوقة سنا وكل جوقات لونا تلعب هذا الدور الذي ذكرناه في المشهد الثقافي الموسيقي السوري وربما تعطي للساحة الغنائية مستقبلاً مغنين ومغنيات غير متأثرين بالغناء الهابط، مغنين حقيقيين يهتمون بالكلمة واللحن والأصالة.
يبدأ الموسيقي حسام الدين بريمو حديثه لاكتشف سورية قائلاً: «الحكاية هي تقنية وعلم، لو كنت أعتمد على غريزتي وعلى تخميني كنت سأفشل حتماً، والحقيقة قبل أن أبدأ بأي كورال أقرأ عن سنهم كثيراً وأستشير من أصدقائي الواعيين والمختصين بالعلم النفس والاجتماع، وأسمع منهم النصيحة وأثناء عملي إذا واجهتني مشكلة أعود إلى أصحاب المعرفة لكي أزود نفسي بمعرفة تجعلني أستمر مع هؤلاء الناس، وهكذا قبل أن أؤسس جوقة سنا قرأت عامين عن السنة المبكرة ما دون السبع سنوات».
وعن هذه الحفلة أنهى بريمو حديثه قائلاً: «صحيح أن هذه الجوقة أحجام مغنيها صغيرة ولكن أحلامهم كبيرة، أحجامنا في هذه الجوقة توحي بتواضع طاقاتنا، وليس كل إيحاء حقيقة، خضنا اختيار البقاء على قيد الغناء فكانت النتيجة هذه الحفلة وعنوانها "مازلنا"».
رافقت جوقة سنا في هذه الأمسية مجموعة موسيقيين من أوركسترا «ندى» التي هي أيضاً من عائلة «لونا» للغناء الجماعي وترافق عادة جوقات هذه العائلة وهم فادي جبيلي – بيانو، ألياس عبود – زيلوفون، سيمون مريش- درامز، فجر العبدالله- غيتار باص.
يشار أن جوقة سنا هي جوقة للصغار دون ست سنوات تأسست في 15/9/2007 بهدف إعداد الطفل فنياً ونفسياً واجتماعياً لذلك الفعل الراقي "الغناء الجماعي" بأسلوب يعتمد على خلط المسموع بالحركي والاجتماعي. اكتسبت سنا شعبية رغم صغر سن المغنيين فيها وشاركت في حفل افتتاح احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية، وتغني إلى جانب العربية بعض المقاطع باللغة الفرنسية والإنكليزية، وتتبع لمشروع لونا للغناء الجماعي الذي أسسه حسام الدين بريمو، ويتضمن أربع جوقات أخرى، لمختلف الأعمار.
إدريس مراد
اكتشف سورية