معرض شظايا للفن التشكيلي في غاليري مصطفى علي

أعمال تمتاز بحرفية عالية

«شظايا» عنوان لمعرض تشكيلي لخريجي الفنون الجميلة تقيمه جمعية «نحنا» في غاليري مصطفى علي بدمشق القديمة، وذلك ضمن إطار العمل الفني والثقافي أفتتح المعرض يوم الخميس 19أيلول 2013 ويستمر لغاية 27 أيلول الجاري.

ضمَّ المعرض عدداً من اللوحات لعدد من الفنانين والفنانات جلّهم من خريجي كلية الفنون الجميلة لهذا العام، جذب لزيارته الكثير من الزوار، الذين أدهشتهم اللوحات المعروضة، لتنوعها، وغناها اللوني، ولما امتاز به أيضاً الفنانون من حرفية، ومقدرة على توظيف موضوعات كثيرة تهم الناس، وتبعث في نفوسهم الفضول لتتبع الجانب الجمالي، الذي طرحه كل فنان على حدة في كل لوحة شارك بها في هذا المعرض الجماعي. ومن الملاحظ خلال أعمال هؤلاء الفنانين الشباب بأن الساحة التشكيلية في سورية تحمل في مقبلات الأيام رؤية فنية بطرحها أساليب وأشكال جديدة.

حضر موقع «اكتشف سورية» المعرض والتقى عدداً من الفنانين المشاركين، في البداية يحدثنا الفنان عمار عسالي عن كيفية وصوله إلى أسلوبه المختلف للبورتريه قائلاً: «كنت أرسم البورتريه بطريقة طبيعية أو شبه عادية، ومع الوقت واستمراري برسم الوجوه أصبحت أحوّر الوجه بطريقة بسيطة ومعبرة، واتبعت المدرسة التعبيرية الألمانية، وتأثرت بها، وفي النهاية توصلت إلى أسلوب مميز يحمل طابع خاص، والبورتريه، وأقصد اللوحة التي أشارك بها المعرض تسرد مجموعة من قصص الحزن والعنف والخوف ويثير لنا القلق، لأنها تنبع من أعماق الحاضر القلق والمرتاب».

وأضاف: «أعجبت بالزخارف النباتية أو الهندسية، وقررت إضافتها إلى موضوعي وإلى الوجوه الخاصة بي، وبالتالي أعطت نتيجة جميلة، فيها تعبير عن التقاليد الشرقية، وهذه الوجوه رغم ما تحمله من مأساة، تحمل أيضاً نوع من التفاؤل وغزة النفس، وأعبّر عن هذا برسم الأنف المرفوع».

وأنهى عسالي حديثه قائلاً: «المعرض بشكل عام جميل، شارك فيه مجموعة من الفنانين الشباب السوريين، وإلى جانب هذه الفعالية كانت هناك أيضاً الموسيقا والغناء، ونحن الشباب السوري رسالة للحياة رغم كل الظروف القاهرة التي تمر بها بلدنا، ونحمل رسالة فنية حضارية حملها أجدادنا ونحن الآن نتبنّا هذه الرسالة وعلينا إيصالها للعالم، وعموماً أرى هذا المعرض بأنه إنجاز رائع».


من الأعمال المشاركة بالمعرض

أما الفنانة وعد الشيخ قويدر قالت: «أجسد في العمل الذي قد اشتغلتُ أثناء التخرج الأنثى الشرقية ونظرة المجتمع تجاهها، في اللوحة أنثى ناقصة بدون اليدين والرأس، هكذا تبدو المرأة بجسدها الناقص في المجتمع الشرقي عموماً والعربي خاصة، وعبرت عن ذلك من خلال الألوان لا تخلو من التفاؤل والحب، لأنه ينبغي لنا عن نبحث عن هذين المفهومين».

وأنهت حديثها قائلة: «المعرض كان لفتة جميلة جداً بعد التخرج، جمعتنا كلنا رغم الظروف السيئة، وهو إنعاش يدفع بروحنا نحو أيام جديدة قادمة، وخاصة قد جمع معظم الخريجين من كلية الفنون الجميلة لهذا العام من أقسام مختلفة، النحت، الحفر، تصوير زيتي. والمعارض الجماعية هي تمهيد للمعرض الفردي، ونشاط جميل وفرصة للتعارف بين الفنانين من المدن».




من الأعمال المشاركة بالمعرض

وبدوره قال الفنان محمد لبش: «فكرة العمل التشكيلي تحمل عادة أفكار متراكمة، إلى جانب تفاصيل صغيرة لربما لا يراها المتلقي بقدر ما يراه الفنان ذاته، وهي بالنهاية حالة انفعال وتعبير، وليست بالضرورة أن تكون خاضعة للعقل بشكل دائم، أو قيّم فنية مؤطرة، بل هي أبسط، تشبه حالات البكاء أو الفرح أو الحزن عند الشخص، بمعنى إنها حالة عفوية ولكن مدروسة».

وأضاف: «للمعارض الجماعية أهمية تكمن في الفكرة التي تطرها بين أفكار متعددة ومختلفة وهنا يخلق جانب من المنافسة، وبالتالي الفنان يؤثر ويتأثر، أي العملية عنا عكسية».





من الأعمال المشاركة بالمعرض

ومن جانبها قالت الفنانة شذا ميداني: «عملي المشارك عبارة عن بورتريه أحاول فيه البحث بالتجريدي التعبيري، وليس من السهل الوصول إلى هذه المدرسة التي تحتاج إلى وقت، وأحبذ فيها الانسجام اللوني أكثر، كما أهتم بالأجزاء مع الكل، وأضع للوحة خلفية دافئة تميل إلى الألوان الحارة، كي أبرز الشكل من خلال هذه الخلفية». وأنهت حديثها قائلة: «وفي هذه الفترة كانت لنا نحن الخريجين الجدد أكثر من نشاط، وبهذا نتحدى الأوضاع الحالية التي تمر ببلادنا».

والجدير ذكره أن «جمعية نحنا الثقافية» هي جمعية سورية قيد الترخيص تتبنى المنظومة التي تجمع بين الثقافة والفن من جهة والتنمية من جهة أخرى لتطوير مهارات الشباب السوري بما يساهم في بناء مستقبل الوطن من خلال إنشاء فرق فنية ومسرحية للهواة ، إقامة ورش ومعارض للرسم والنحت والتصوير والأفلام القصيرة بما يدعم مفهوم التنمية الإبداعية.

إدريس مراد

اكتشف سورية