حفل تأبيني للدكتور إحسان النص في مجمع اللغة العربية

.

أقيم ظهر اليوم حفل تأبيني للراحل الدكتور إحسان النص بمناسبة مرور عام على وفاته وذلك في قاعة المحاضرات بمجمع اللغة العربية بحضور عدد من اللغويين والباحثين والكتاب.

وقال الدكتور مروان المحاسني رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق في كلمته لقد ترك الراحل إحسان النص نتاجا فكريا غزيرا يتميز بانتمائه إلى حقول معرفية مختلفة فله عدد من الكتب منها ما تحدث عن الخطابة في العصر الأموي وعن العصبية القبلية واثرها في الشعر الأموي إضافة إلى المجالات الأدبية واثر الشعراء والخطباء الكبار كحسان بن ثابت وزهير بن أبي سلمى والعباس بن الأحنف.

وأضاف المحاسني أن بحوثه كانت في اتجاهات ثقافية متعددة تسودها نفحة تاريخية تجلت بالقبائل العربية وأنسابها حيث اهتم بفكرة التأصيل لتاريخ تلك القبائل لإبراز ما كانت تمثله في الكتلة الثقافية العربية حين دخلت الاسلام إضافة إلى مساهماته في علم الاجتماع وانفتاحه على الثقافة الاجتماعية العربية.

وكشف رئيس مجمع اللغة العربية أن للراحل دراسات يدفع فيها ادعاء من ينفون عن الأدب الجاهلي وجود نظرات عقلانية فيه مؤكدا أن مجموع الوصايا والحكم والمثل تشكل نظرات عقلانية دون أن ينفى ما يتصف به الأدب الجاهلي من انفعالية وسلوك عاطفى غامر مبينا أن الأدب الإسلامي عنده يحتوى على منزع عقلاني في كثير من الاشعار والخطب التي وصلت الينا عبر التاريخ.

بدوره قال الدكتور خالد الحلبوني عميد كلية الاداب بجامعة دمشق في كلمته إن الكتابة عند الدكتور احسان النص يهتدي بها الآخرون إلى صورتين لا انفكاك بينهما صورة الخصوبة الأدبية ونقاء الرؤية النقدية ليكون التحليل ابتغاء اثبات مقولة أو تنفيذها مبينا أن النقد عنده ليس تقليديا بل هو خلاصة وحدة متكاملة متماسكة تقرأ ما وراء الظواهر وتحذف النظرة السطحية لتكون نظرته شمولية إضافة إلى حبه للغة العربية فكانت مطواعة له وسبر أغوارها فاحبته مضامينها وكان غيورا عليها مدافعا عنها وناهلا منها فنبتت في كتاباته مراعي مخضوضرة وينابيع متدفقة.

وأوضح الدكتور محمود الربداوي في كلمة أصدقاء الفقيد أن الدكتور احسان النص ظل في كل مراحل حياته نظيف الجيب عفيف النفس مترفعا عن سفائف الأمور وصغائر الأشياء محترما لنفسه فارضا احترامه على الناس دفعه علمه للاتكاء على فكر عميق يعمل خلاله على تقليب الآراء قبل أن ينطق بها حتى تنضج في عقله ما جعله يحافظ على مهابته ووقاره.

وبين الربداوي أن الراحل كان يتمتع بثقافة واسعة ليس في العربية وحدها وغنما في التاريخ والأنساب ومقومات الخطابة مارس أعمالا إدارية عدة منها عميدا لكلية الآداب ونائبا لرئيس المجمع وعضوا في مجامع أخرى أما حماسه للعربية فهو منقطع النظير وفي التعليم في شتى مراحله فكان من جيل المعلمين الذين يتمتعون بالوقار والمهابة انفق عمره الذي تجاوز التسعين متعلما ومعلما وعالما.

وبينت منى الحسن أمينة سر الموسوعة العربية أن الدكتور احسان النص كان علما بارزا من أعلام اللغة بل هو قامة علمية شامخة يشهد على ذلك عمله المميز في مجالات التعليم والبحث والتأليف ومشاركاته الفاعلة في المؤتمرات والندوات العربية والمحلية إضافة إلى جهوده الحثيثة للتعريف بالتراث الحضاري والنهوض باللغة العربية والكشف عن الدور الريادي للاعلام العرب في اثراء الحضارة العربية والإنسانية من خلال عمله في هيئة الموسوعة العربية.

وأوضح الدكتور عبدالنبي اصطيف أستاذ الأدب المقارن في جامعة دمشق في كلمة تلاميذ الفقيد لقد قدم الراحل دراسات في الأدب الأموي وتأثره بالآداب الاسلامية والجاهلية إضافة إلى دراسة الخطب النثرية وذلك بشكل منهجي يعمل ليكون حجة أدبية لمن بعده مشتغلا على الوعي الجمعي في دراساته حرصا منه على تقديم الرؤية السليمة والنموذج الأمثل.

يذكر أن الدكتور إحسان النص عضو مجمع اللغة العربية تسلم عدة مناصب إدارية وعلمية وثقافية له العديد من المؤلفات البحثية والنقدية في الأدب الجاهلي والإسلامي والأموي إضافة إلى الأدب الحديث منها..الخطابة في العصر الأموي..والعصبية القبلية وأثرها في الشعر الأموي.

سانا