أوركسترالموسيقا العربية: جولة فريدة بين ألوان الموسيقا السورية

.

أبرز ما ميز حفل الأوركسترا السورية للموسيقا العربية التابعة لمديرية المسارح والموسيقا أمس الأربعاء 13 آذار 2013 على مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون بقيادة مؤسسها الموسيقي المتميز جوان قره جولي تلك الجولة الفريدة التي لم نراها سابقاً عند أي فرقة أخرى بين الموسيقات السورية بكل ألوانها الزاهية حيث خصصت مقاطع للموسيقا العربية وأخرى للكردية والسريانية والأرمنية والآشورية والشركسية.

فضلاً عن تفاعل الحضور الكبير الذي حضر الحفل مع كل المقاطع بدون استثناء وكأنه يقول هذه هي موسيقانا السورية وهذه هي سوريتنا الجميلة، الزاهية بألوانها وحضارتها وموسيقاها وتراثها التي نتميز بها عن كل المعمورة.

بدأت الأمسية بقطعة عنوانها: «لحظات» من تأليف وتوزيع الفنان وعازف العود السوري عدنان فتح الله، تلتها فقرة مخصصة للموسيقا الأرمنية التي حملت مزيجاً من الرومانسية والآلم والأمل، عزف فيها صولو كلارنيت العازف يزن صباغ.
لتقدم الفرقة بعدها مشاهد من الموسيقا الكردية استعانت فيها بشيء من التراث وموسيقا أغنية للفنان الكبير شفان برور وتحديداً أغنيته بعد ترجمتها إلى العربية «اشتقت لك».


من أجواء الحفل في دار الأسد

ومن ثم جاء دور الموسيقا السورية الأصيلة (السريانية) وبها دخلت لأول مرة آلة الربابة إلى دار الأوبرا السورية حيث عزف عليها الفنان والعازف محمود العاقل، لتكون بمثابة كونشيرتو ربابة والأوركسترا، وبعدها عادت الأوركسترا السورية إلى الموسيقا المعاصرة وقطعة بعنوان: «العصفور الطائر» للموسيقي العراقي منير بشير ليطير بها عازف العود عدنان فتح الله كعازف صولو في هذا العمل السريع والصعب، لتعود الفرقة إلى مسارها السوري ومشاهد من موسيقا الشركسية والموسيقا الآشورية.

وكان للغناء العربي نصيب من الحفلة بصوت المغني السوري خلدون حناوي حيث أدى بمرافقة الأوركسترا مقطعين من أغنية (يا صياد الطيور) تلحين شاكر الموجي وأغنية أخرى بعنوان (عيونك) من ألحان أحمد صدقي، وأيضاً وصلة الحجاز صولو قانون للعازفة ديمة موازيني، ومقطعين من موسيقا (أنت عمري) ألحان محمد عبد الوهاب، صولوتشيللو للفنان موفق الذهبي، وأنتهت الحفلة بموسيقا لدبكة (شيخاني) هذه الدبكة المشهورة عند الأكراد التي تأخذ مساحة واسعة في أعراسهم ومناسباتهم وكذلك الأمر عند الآشورين.


الموسيقي جوان قره جولي

وعن هذه الحفلة قال الموسيقي جوان قره جولي لـ«اكتشف سورية»: «إنها الخارطة الثقافية الموسيقية السورية، تتمازج ألحان الموسيقا السريانية والشركسية والأرمنية والأشورية والكردية والعربية، لتشكل ألوان الطيف السوري المميز، الحفل كان حوار عبر الموسيقا، تارة تتولاه الأوركسترا، وتارة أخرى تتولاه الكلارينيت أو العود أو التشيللو أو الربابة، بمرافقة الأوركسترا، وأحياناً أخرى حنجرة براقة تضيف لوناً وطعماً آخر، يساندهم عازفو الإيقاع وويسبقوهم في بعض المقاطع، تالياً تتمازج الوتريات مع آلات الغيتار والكيبورد لتكتمل اللوحة وهكذا نربط الماضي بالحاضر والمستقبل، هذه كانت أوراقنا وأوراق من قبلنا وضعتها أمامكم بريشة فتية».

وعن الفرقة أنهى حديثه قائلاً: «تهتم الأوركسترا بتقديم الموسيقا العربية بشكل عام والسورية بشكل خاص في اتجاهاتها، بالإضافة إلى دعم المواهب السورية الفنية السورية على صعيد التأليف والتوزيع والعزف المنفرد والغناء، فهي منبر لتقديم الأعمال المعاصرة للشباب والمؤلفين السوريين ومنبر لتقديم التراث السوري القديم».

ويشار أن الأوركسترا السورية للموسيقا العربية تأسست عام 2006 وهي تتبع لمديرية المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة، وتضم في عضويتها أفضل وأمهر العازفين على صعيدين العزف المنفرد والجماعي، وأحيت العديد من الحفلات داخل وخارج سورية.

إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية