أوركسترا الموسيقى العربية لمعهد صلحي الوادي في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق

تجذب الحضور ببرنامجها المنوع

أمتلأ مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون يوم الاثنين 18 شباط 2013 بالحضور خلال حفلة قدمتها أوركسترا الموسيقى العربية لمعهد صلحي الوادي بقيادة الموسيقي عدنان فتح الله وبرعاية كريمة من الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة.

تضمن برنامج الحفل عدداً من المقطوعات الموسيقية منوعة وجمل موسيقية منفردة على آلات مختلفة مثل الكلارينيت والقانون والناي، منها عمل بعنوان: «باخجه كورد» وتعني بالكردية (حديقة كورد) من توزيع شفيع بدر الدين وصولو قانون حكم خالد، وهو عمل يميل إلى الرومانسية الشرقية وتلعب فيه الوتريات الدور الأساسي قدمته الفرقة بأريحية واضحة وبتجانس بين كل الآلات، إضافة إلى موسيقى لأغان طربية مثل: «أعطني الناي وغني» للرحابنة من توزيع محمد فتيان، وعزف صولو ناي للعازفة يارا هديل، و (إنت عمري) لمحمد عبد الوهاب وزعها موسيقياً جوان قره جولي، وفي هذه القطعة لعب الكمان دور المنفرد من قبل العازف مهدي المهدي، ومن التراث قطعة تحت اسم: «أنا أحبك» توزيع محمد فتيان و صولو ناي للعازف كرم غزاوي، وعمل آخرللكلارينيت مع أوركسترا للعازف التركي حسنو وزعها صالح كاتبة وعزف صولو كلارينيت يزن الصباغ، وفي هذا عمل كان الرتم سريعاً، قريب من روح الشباب، ولأول مرة يسمع الجمهور هذه الفرقة كلارينيت في روحها‏ الشرقية بتقنية عالية من موسيقي يافع اتجاهه شرقي على آلة غربية «سي بيمول».


من أجواء الحفل


وأدت الفرقة بشرف فرحفزا لجوكسيل باكتاجير وتوزيع ماهر محمود، وقطعة بعنوان (ملاك) من تاليف وتوزيع قائد الفرقة عدنان فتح الله، ولأول مرة تقدم الفرقة من القوالب الموسيقا العربية وهي السماعي وإيقاعه 10 على 8، وجاء العمل الذي سمي: «حلم» من تأليف الموسيقي الشاب صالح كاتبة مبنياً على قوالب الموسيقا العربية وحمل الكثير من الفلسفة وألوان من الموسيقى والخيال الواسع، ويظهر للمتلقي بأنه ذو تقنية سهلة ولكنها صعبة موسيقياً وأدائياً، والعمل الأميز في هذه الحفلة كان: «ليلة القبض على فاطمة» وهي قطعة مشهورة عند الناس، ولأول مرة تقدم عربياً بشكل مباشر على المسرح، وجاء بمثابة تحدي للأوركسترا ولقائدها عدنان فتح الله لأن هذه القطعة معروفة عند الناس وسمعها الجميع من الأفلام وشارات بعض البرامج التلفزيونية وهي مسجلة باستديوهات بعيدة عن الضجيج وقد تم تصفيتها من كل الأخطاء التي تحصل عادة مع أي فرقة موسيقية، وبالتالي سيتم مقارنة العزف من فرقة لليافعين والأطفال وبشكل مباشر مع التجميل الذي يتميز به أي عمل موسيقي مسجل، ولذلك تطلب جهد كبير من هؤلاء الموسيقيين الصغار ليقدم العمل بأدق التفاصيل، وكذلك الأمر في تدوين هذه القطعة التي نفذها الموسيقي الشاب صالح كاتبة، وبالتالي نجحت هذه الفرقة في تقديم هذا العمل من كل الجوانب، التدوين والتوزيع والتنفيذ كان ناجحاً، ولعبت الأدوار الفردية (صولو) في هذا العمل آلة الناي والبيانو فضلاً عن البراسات والآلات الإيقاعية الشرقية والغربية، وأيضاً غيتار بيس، هذه القطعة في أيامها كانت نقلة للموسيقا العربية.‏

وفي لقاء مع «اكتشف سورية» قال الموسيقي عدنان فتح الله مؤسس وقائد الفرقة: «حفل الأوركسترا لهذا اليوم كان مميزاً و ذلك لسببين الأول منه هو احتفال الأوركسترا بالعيد الخامس لتأسيسها حيث كان الحفل الأول لها في 20 شباط 2008 و الأمر الثاني هو البرنامج الذي قدمناه والذي حرصنا على وضعه و انتقاءه بما يححق الأهداف التي أنشأت من أجلها الأوركسترا».


من أجواء الحفل


وأنهى حديثه قائلاً: «اعتقد إن هذه الأوركسترا وصلت للمرحلة كي تكون قادرة على أن تمثل الموسيقى الشرقية في سورية وخاصة في المحافل الثقافية والمهرجانات، سواء الدولية منها أم المحلية، وذلك باعتمادها على الكوادر السورية في التوزيع الموسيقي، وفي التأليف أحياناً، فضلاً عن تأسيسها لكوادر موسيقية يافعة ستمثل الموسيقى السورية العربية في مقبلات الأيام».

ومن الجدير ذكره بأن أوركسترا الموسيقى العربية لمعهد صلحي الوادي للموسيقى قد تأسست في بداية 2008 وكان الحفل الأول التأسيسي لها في 20 شباط 208 بمكتبة الأسد الوطنية، وتتألف من خمسين عازفاً وعازفة، جميعهم من طلاب معهد صلحي الوادي ينقسمون بين كمان أول، كمان ثاني، فيولا، تشيللو، كنتر باص، عود، قانون، ناي، بزق، إيقاع، وتعنى الأوركسترا بتقديم مقطوعات موسيقية عربية أعيد توزيعها بشكل أوركسترالي.

إدريس مراد

اكتشف سورية