معرض بعنوان: «وتبقى القدس» للفنان أيمن الأمين بحلب

على مدار النصف الأول من شهر تموز 2012، أقيم معرض خط للفنان أيمن الأمين بعنوان «وتبقى القدس» وذلك في مركز الفنون التشكيلية ضمن صالة تشرين للفنون الجميلة في حلب.

ضم المعرض ما يقارب من 50 لوحة قدم فيها الفنان عددا من المقولات التي تتحدث عن القدس والقضية الفلسطينية بطريقة الحروفية إضافة إلى عدد من اللوحات التي تتحدث عن الخط العربي بشكل عام وتضم آيات قرآنية وقصائد وحكم وأمثال قديمة.

وعن المعرض يقول الخطاط الأستاذ أيمن بأن سبب إقامة المعرض يمكن في رغبته بالتذكر بموقع فلسطين في وجدان كل عربي وكل سوري حيث يضيف: «بعد زهاء ستين عاما على ذكرى النكبة، أردت من هذا المعرض القول بأن فلسطين لن تموت في داخلنا حيث قدمت عددا من اللوحات التي تنتمي إلى فن «الحروفية» (وهو فن يعود عمره إلى خمسينيات القرن الماضي حيث بدأ في العراق، ومن ثم انتقل هذا الفن إلى إيران ليصل بعدها إلى سورية حيث بات يملك حاليا جمهورا عريضا. ويقوم على تقديم كلمات ومقولات وآيات قرآنية وأشعار ضمن لوحات بصرية وفنية تشكيلية تجعل المتلقي يتأمل جمال اللوحة وجمال المعنى الذي تحمله الكلمة، باتت تمتلك هذه اللوحات إقبالا شديدا خصوصا في الدول الغربية لاهتمامها بالخط العربي).

وقد عملت على تقديم أعمال لشاعر فلسطيني يدعى «سمير سرحان» وفق نمط الحروفية حيث اقتبست بعضا من مقولاته وكلماته وأشعاره. كما قدمت لوحات أخرى بالخطوط الكلاسيكية والفارسية والمغربية. وقدمت أيضا لوحات بألوان مائية مع معالجتها لتبدو وكأنها كانت موجودة منذ آلاف السنين لتشكل مزيجا مميزا أمام المتلقي يجمع ما بين الكلمة والفن والتاريخ».

ويقول بأن هذا المعرض يمثل المعرض الثاني والثلاثين ضمن مسيرته الفنية في مجال الخط العربي مشيرا إلى أنه عمل طوال تلك الفترة على إبراز الخط العربي وأهميته من جهة، وعرضه لعدد من الخطوط القديمة المميزة من جهة ثانية. كما قال بأنه درس الخطوط القديمة دراسة معمقة لدرجة قيامه بعد ذلك بترجمة عبارة أو مقطع شعري أو مقولة وتحويلها إلى عبارة مترجمة مكتوبة بذات الخط القديم.


من معرض وتبقى القدس بحلب

ولدى سؤاله عن الاستخدام المتزايد للحاسب في توليد الخطوط واستنباط خطوط جديدة، أشار الأمين إلى أن الحاسوب لن يستطيع تقليد الخط القادم من يد الخطاط العربي مهما حاول مشبها الخط العربي بالوردة حيث يسهب بشرح هذه الفكرة أكثر فيقول: «لنتخيل مثلا بأن الخط العربي المكتوب باليد يماثل الوردة الطبيعية من حيث الشكل والجمال والرائحة. في نفس الوقت، سنجد أن الخط المنتَج من الحاسوب هو مماثل للوردة الصناعية البلاستيكية التي لا لون لها ولا رائحة. بالتالي أرى بأن الحاسوب لن يستطيع أن ينافس خط اليد الطبيعي، وإن كان له ميزاته في الوقت نفسه».

وقد تخصص السيد الأمين في دراسته الخط العربي حيث قدم عددا من المعارض عن رحلة الخط العربي وتطوره منذ عهد ما قبل الإسلام (العصر الجاهلي) وصولا إلى العصر الحديث حيث قدم عددا من المعارض التي استعرضت الخط العربي مع كل تفرعاته الموجودة في البلدان العربية كلها.

بقى أن نذكر بأن الفنان والخطاط السوري «أيمن الأمين» هو من مواليد مدينة حلب. تخرج من معهد الاتصالات ويمارس فن الخط من قترة طويلة للغاية. هذا ويعمل «الأمين» مدرسا في مركز الفنون التشكيلية من العام 1987. شارك في العديد من المعارض الجماعية اعتباراً من 1998 وحتى يومنا الحالي. قدم 33 معرضاً منها عشر معارض فردية والباقي جماعية. شارك في عدد من المسابقات الإقليمية والدولية ونال عدة جوائز في مجال الخط.

أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية