نشاطات وفعاليات متنوعة في حلب بمناسبة يوم الطفل العالمي

.

على مدار ثلاثة أيام، وضمن عدة مناطق بحلب، أقيمت فعاليات بمناسبة يوم الطفل العالمي تضمنت عروضاً مسرحية ونشاطات ثقافية متنوعة بتنظيم كل من مجلس مدينة حلب وعدد من الجهات الرسمية والأهلية الأخرى. وقد امتدت النشاطات من الفترة من 25- 27 حزيران 2012.

وشهد اليوم الأول من الاحتفالية إقامة حفل افتتاحي لها ضمن مديرية الثقافة والذي جرى مساء يوم الاثنين 25 حزيران حيث تضمن الاحتفال عدداً من الفقرات المتنوعة قدمتها عدة مدارس أطفال إضافةً إلى منظمة الأونروا. أما اليوم الثاني فقد شهد عدداً من الفقرات المتنوعة حيث شهد صباحاً عرضاً مسرحياً حمل عنوان: «حكايات حيوانات الغابة النظيفة» تلاها نشاط حمل عنوان: «أرسم وألون».

مساءً شهدت حديقة الصنوبري نشاطات متنوعة منها إطلاق «خيمة القراءة» إضافة إلى عرض مسرحية تفاعلية ومن ثم حفلة وعدد من المسابقات الترفيهية الخاصة بالأطفال بمشاركة شخصيات المهرج والثعلب. وقد تضمن اليوم الثالث من الأمسية متابعة نشاط خيمة القراءة إضافة إلى نشاط الرسم على الوجوه إضافة إلى حفل موسيقي على المسرح الموجود في الحديقة وفقرة مع الساحر واختتام المهرجان.


من أجواء الاحتفال بيوم الطفل العالمي بحلب


وعن الاحتفالية يقول مدير ثقافة حلب الأستاذ «غالب البرهودي» بأنها تأتي ضمن نشاط دوري اعتادت المديرية القيام به بالتعاون مع مجلس مدينة حلب وعدد من الجهات العامة والخاصة والجمعيات الأهلية ويضيف: «يصادف يوم الطفل العالمي الخامس والعشرين من شهر حزيران حيث اعتدنا كمديرية الاحتفال بهذا اليوم بإقامة عدد من الفعاليات المختلفة وذلك بالتعاون مع الشريك الأهم مجلس مدينة حلب وعدد من الشركاء الآخرين والذين من بينهم مديرية التربية بحلب واتحاد الفنانين التشكيليين ومنظمة «الأونروا» إضافة إلى عدد من الجمعيات الأهلية والتنموية والتطوعية في حلب. ونقوم ضمن أيام المهرجان بإقامة فعاليات متنوعة ثقافية وفنية وغنائية وتنموية ضمن عدد من الأماكن المختلفة».


من أجواء الاحتفال بيوم الطفل العالمي بحلب


ويتبع بأن تعاون المديرية مع الجهات المختلفة يأتي بهدف إظهار الفعالية بالشكل الأمثل مشيرا إلى أن هدف الاحتفالية من الأساس هو تعزيز مواهب الأطفال وكفاءاتهم عن طريق تنميتها بنشاطات وورشات عمل مختلفة مشيرا إلى أن دور المديرية هو تنسيق هذه النشاطات ويضيف:ى «عملنا هذا العام على محاولة إخراج الأطفال من الجو المشحون الذي تعيشه البلاد، كما أننا نحاول من خلال الأنشطة المختلفة التي نقوم بها تجاه الأطفال تنمية قدراتهم حيث نقيم بشكل شهري ودوري عددا من النشاطات منها ما يقام داخل مكتبات الأطفال المتخصصة ومنها ما ينفذ ضمن المسارح الثقافية حيث نعمل جهدنا على محاولة إخراج الأطفال من التفكير بالوضع الذي تمر بها بلادنا. وقد لاحظنا في اليوم الأول من الاحتفالية على سبيل المثال امتلاء المسرح بالكامل بالأطفال وأهاليهم لحضور الاحتفالية الأمر الذي يعطينا فكرة عن رغبة الأطفال –وأهلهم – الشعور بالفرح والمتعة».

بدورها أشارت السيدة «أحلام استانبولي» مديرية قسم ثقافة الطفل في مديرية الثقافة إلى أن التنظيم للفعالية يبدأ قبل وقت طويل وبمشاركة عدد من الجهات وبالتشاور معهم مشيرة إلى أن المناقشات تجري بهدف تنظيم الفعاليات منعا للتشابه والتماثل فيما بينها وتضيف:
«تواصلنا ضمن هذه الفعالية مع عدد من المدارس الخاصة التي لديها فرق مسرحية وموسيقية ضمن مدراسها حيث قامت هذه المدارس بعرض مواهب طلابها ضمن الاحتفالية هذا العام. وما ميز هذه الاحتفالية هو زيادة عدد المدارس الخاصة التي قدمت إبداعات طلابها مقارنة بالأعوام السابقة. برأيي أن الهدف الكامن وراء تلك النشاطات وهذه الاحتفالية بشكل عام هو إرسال رسالة لكل أطفال العالم تقول بأن سورية وأطفالها بخير وبأننا نعيش في وطن حر وسعيد».


من أجواء الاحتفال بيوم الطفل العالمي بحلب


جمعيات أهلية.. والهدف: الطفل

ضمن حديقة الصنوبري أقيمت عدة نشاطات مميزة بمناسبة احتفالية يوم الطفل، حيث كان القاسم المشترك فيما بينها هو كون التنظيم الأكبر فيها جرى على يد عدد من الجمعيات الأهلية والتطوعية الموجودة في مدينة حلب. من بين أبرز النشاطات التي جرت نشاط «خيمة القراءة» والذي قامت به جمعية «معا نرتقي» حيث تقول لنا السيدة «رفيق مجني» مديرية الجمعية عن هذا الموضوع: «نقوم وبشكل سنوي بمناسبة الاحتفالية بيوم الطفل العالمي بعدد من النشاطات المتنوعة ضمن أنحاء حلب. في هذا العام، قررنا أن تقتصر أنشطتنا على حديقة الصنوبري لعدد من الأسباب والتي منها الوضع الذي تمر به البلاد من ناحية، وسهولة تأمين الحديقة من ناحية ثانية، ومن ناحية ثالثة تواصُلنا مع أطفال مناطق جديدة نتواصل معها للمرة الأولى. قمنا ضمن الاحتفالية بعمل ورشة حملت عنوان «عبر عن مواهبك» من الساعة العاشرة وحتى الواحدة من صباح اليوم الثاني من الاحتفالية. وشارك فيها حوالي /70/ طفل وطفلة. تضمنت الورشة أربع ورشات صغيرة ضمن أربع محاور هي «عبر بالتمثيل»، «عبر بالكلمات»، عبر «بالألوان»، و«عبر بالأشغال». وكان الطفل يتنقل بين تلك الورشات الأربعة في محاولة منا لاستكشاف مواهبه عن طريق مشرفين ومختصين حيث أردنا معرفة ما هي موهبة الطفل عبر تلك الو رشات وتقديم النصح للأهل بكيفية تنمية موهبته عن طريق المختصين الموجودين في الورشة عبر بطاقة تقييم للطفل يجري تقدميها للأهل. في مساء اليومين الثاني والثالث أقمنا خيمة للأطفال بالتعاون مع مجلس مدينة حلب والأمانة السورية للتنمية والتي تضمنت مجموعة من الأطفال المقسمين بحسب أعمارهم حيث قدمنا القصص والروايات التي تتناسب مع تلك الأعمار وساعدنا الطفل باختيار القصص التي تتناسب مع ميوله إضافة إلى توزيعنا لبطاقات تحوي اسم الطفل والقصص التي قرأها».

وتضيف بأن عدد المستفيدين من الخيمة وصل إلى 100 طفل وطفلة حيث كانت مشاركة الأطفال الكبيرة ملفتة للنظر وازدحام الخيمة بهم كان أمرا طبيعيا حيث تضيف: «أنا سعيدة بالتجاوب الكبير الذي تم من قبل الأطفال وأهاليهم مع نشاطاتنا وخصوصا أننا نقدم خدماتنا في هذه المنطقة للمرة الأولى.كما أن العامل الإيجابي الذي ساهم في زيادة التجاوب كان النادي الصيفي الذي تم والذي استقطب عددا لا بأس به من أطفال المنطقة وشكل شبكة تواصل مع أهالي المنطقة. ما حققته هذه الاحتفالية لنا ولجمعيتنا من ناحية هو تنفيذ الاحتفالية والتي كانت تحدٍ كبير في مثل هكذا ظروف، ومن ناحية ثانية استطعنا عمل شيء مميز لهؤلاء الأطفال في هذه الظروف حيث عملنا على إدخال الابتسامة لهم وإخراجهم من الجو الذي تعيشه البلد وأثبتنا أن الحياة مستمرة رغم كل الظروف. التعاون مع باقي الجهات كان مميزا. صحيح أن تجربة التعاون لم تكن جديدة مع الجهات الرسمية مثل مجلس مدينة حلب، ولكن التعاون مع باقي الجمعيات الأهلية كان جيدا حيث كان هناك تنظيم وتكملة لعمل بعضنا البعض».

وتختم بالقول بأنها تشعر بالتقصير تجاه تلك المناطق مشيرة إلى أن الجمعية ستعمل على التواصل مع أطفال هذه المناطق بشكل أكبر في المستقبل القريب لكونها تحوي مواهب كبيرة.


من أجواء الاحتفال بيوم الطفل العالمي بحلب


بدورها أشارت السيدة «مريانا الحنش» من فريق «مجموعة فرح» إلى المجموعة شاركت بشكل كبير في الاحتفالية وتضيف: «أحببنا أن نقدم شيء بمناسبة عيد الطفل العالمي وذلك ضمن مكان مختلف. أحببنا فكرة تنظيم النشاطات بالحديقة لكي يرى الطفل الحديقة أمامه بكل الطبيعة الموجودة فيها وبالتالي يعبر عن ذاته بعفوية أكبر. كما عملنا على محاولة إدخال مفهوم الحفاظ على البيئة من أجل تعليمهم مفهوم المواطنة من الصغر عن طريق اللعب والفرح وجعل الحديقة ملكا له».

أما عن النشاطات التي قام بها النادي فتقول بأنها كانت متنوعة منها ما له علاقة بالقراءة ومنها فني مشيرة إلى أن المجموعة وبالاشتراك مع فرقة «جوي فور كيدز» قامت بعرض مسرحيتين الأولى تتحدث عن ملء أوقات الفراغ بالأمور المفيدة، في حين كانت الثانية تتطرق إلى قصة سيدنا نوح وتضيف: «قدمنا أيضا مسرحية عن أهمية النظافة بأسلوب المسرح التفاعلي إضافة إلى قيامنا بتقديم أسئلة ثقافة مستقاة من الكتب التي كان الأطفال يقرأها ضمن خيمة القراءة. كما قمنا في اليوم الأخير بإقامة ورشة رسم للأطفال عن الحديقة حيث شهدنا فيها أفكار جميلة وحلوة ومن ثم كانت فقرة الساحر والتي جعلت مسرح الحديقة ممتلئا على آخره. وسنعمل خلال الفترة القادمة على إقامة معرض لرسوم هؤلاء الأطفال في الأيام القادمة».

أما عن التجربة التي جرت والمتمثلة بالتعاون بين الجمعيات فتقول بأنها كانت مميزة جدا كونها أدت إلى حصول عمل تشاركي بين الجمعيات وتخفيف التكاليف على الجميع إضافة إلى تبادل الخبرات بين كل الجهات وتحويل روح التنافس إلى روح العمل الإيجابي المشترك. وتقول عن مجموعة «فرح» بأنها مجموعة تابعة لجمعية من أجل حلب، تأسست منذ أربع سنوات وتعمل مع الأطفال عبر شباب متطوعين حيث تتواصل مع دور الأيتام والرعاية اللاحقة وغيرها حيث قامت بعدد من النشاطات أبرزها المشاركة مع الجهات العامة والخاصة والمنظمات الدولية حيث قدمت الدعم النفسي والتعليمي لأطفال تلك الجهات.

يذكر بأن احتفالية يوم الطفل العالمي في مدينة حلب غدت تقليداً سنوياً بدأ منذ عدة سنوات حيث يجري بتنسيق وتواصل بين عدد من الجهات ضمن برنامج منوع وحافل وموجه للأطفال.

أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية