حلب تطلق معرض الربيع الخاص بفنانيها التشكيليين

.

على مدار الأسبوع الأول من شهر حزيران 2012، افتتح ضمن صالة الأسد للفنون الجميلة بحلب فعاليات «معرض الربيع» كأحد نشاطات اتحاد الفنانين التشكيليين في محافظة حلب. وقد تضمن أعمالاً لما يزيد عن أربعين تشكيلياً ونحاتاً.

ويأتي المعرض كما يقول الأستاذ أحمد ناصيف رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين في حلب كأحد النشاطات الرئيسية بالاتحاد مشيراً إلى أن عمر المعرض يتجاوز الخمسين عاماً حيث يضيف: «أصرينا على إقامة المعرض برغم الظروف التي تعاني منها البلاد حالياً لكي نثبت للناس بأننا ما زلنا موجودين وقادرين على العطاء. هو معرض سنوي تحول إلى تقليد يجري كل عام ويحوي أعمال فناني حلب التشكيليين ونحاتيها. في هذا المعرض نجد مشاركات لحوالي 45 تشكيلي ونحات ومصور قدموا أفضل اللوحات التي لديهم وعبروا عن أساليب ومدارس فنية متعددة كما نلاحظ. ونجد أهمية هذا المعرض في كونه يمثل جسراً ينقل الفنانون عبره خبراتهم إلى بعضهم البعض عبر طرق وتقنيات الرسم التي أتبعوها».


من الأعمال المشاركة في المعرض

ويتابع بأنه في كل عام يكون هناك فكرة عامة تدور حولها لوحات المعرض، إلا انه هذا العام كان المعرض مفتوحاً حيث كان بإمكان كل الفنانين تقديم أي لوحة في أي موضوع حيث يتابع بالقول: «قررنا تقديم الفرصة هذا العام للفنانين لتقديم المخزون الداخلي لديهم والتعبير عن سورية بالرمزية والفن. هناك من قدم لوحات من المدراس الواقعية وهناك من قدم مرحلة أبعد من الواقعية وهناك التعبير والتجريد وغيره. كما قررنا هذا العام ألا نسمي المعرض وأن يكون معرضاً مفتوحاً لكل الأساليب».
ويضيف بأن سوية الأعمال المشاركة في المعرض كانت ممتازة الأمر الذي تجلى من خلال الأفكار وتقنيات الرسم والتنفيذ مشيرا إلى أن الطموح أن يكون معرض العام القادم أكبر وأشمل من معرض العام الحالي والذي جاء إلى النور برغم الظروف التي يمر فيها بلدنا.

بدوره أشاد الدكتور حيدر يازجي -رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين- في سورية بأهمية المعرض كتقليد سنوي وصل إلى يوبيله الذهبي حيث يضيف: «منذ تأسيس مراكز الفنون التشكيلية في دمشق (مركز أدهم إسماعيل)، وفي حلب (مركز فتحي محمد)، وتأسيس نقابة الفنانين في سورية قبل خمسين عام، أطلقنا تقليداً يقوم على إقامة معرضين سنويين هما معرض الربيع في حلب ومعرض الخريف في دمشق حيث يشكل الأول نافذة لفنانين المنطقة الشمالية من سورية في حين يمثل الثاني منفذ فناني الجزء الجنوبي من الوطن. ونرى في كل عام تجارب متطورة أكثر ولمحات مميزة يتابعها كل من الجمهور إضافة إلى باقي الفنانين. كما يمثل المعرض نافذة ترينا أين وصل إبداع كل فنان من فنانينا المشاركين إضافة إلى رصد الحركة التشكيلية في سورية بشكل عام».


من الأعمال المشاركة في المعرض

ويتابع بأن الحركة الفنية التشكيلية في سورية بشكل عام هي حركة مميزة على صعيد الوطن العربي مشيراً إلى أن مركز ثقل هذه الحركة يكمن في كل من دمشق وحلب على وجه التحديد حيث يضيف: «هناك أسماء كبيرة جدا مرت على هاتين المدينتين إضافة إلى وجود عدد فنانين كبير الأمر الذي يفرز نوعية فنانين متميزين بسبب الكم الكبير الموجود فيهما. ونرى كيف أن هاتين المدينتين عبر السنين قدمتا أسماء فنية كبيرة حيث نجد فيهما التميز الكبير. كما أن تميز مدينة حلب يكمن في كونها مدينة سورية وليست العاصمة بالتالي تجربتها الفنية الخاصة مختلفة عن عاصمة البلاد».


من الأعمال المشاركة في المعرض

من المشاركين كان الفنان عبد القادر خليل العائد حديثاً إلى سورية من بلاد المغترب التي قضى فيها فترة 42 سنة. وقد شارك بلوحة فنية عنوانها «مشهد من السماء» ويضيف: «تكمن أهمية المعرض الاستثنائية هذا العام في كونه استمر رغم الأزمة التي نعيشها وهذا أمر مهم للغاية. بالنسبة للوحتي فهي تمثل مشهداً من الطائرة لمدينة ألمانية ريفية حيث اكتسبت اللوحة شيئً من فترة الغربة التي قضيتها خارج البلاد. وهي لوحة انطباعية إنما تعبيرية في آن واحد وتجسد اختلاف الأجواء الغربية عن تلك الشرقية. من الطبيعي أن تتأثر لوحاتي فترة إقامتي الطويلة خارج سورية إنما في الوقت نفسه من الجميل أن نري باقي فناني العالم بأننا كفنانون سوريون متنوعي أساليب الرسم ولسنا محصورين ضمن قوالب محددة».

يذكر بأن معرض الربيع يمثل أهم المعارض الخاصة باتحاد الفنانين التشكيليين في حلب حيث يجري فيه دعوة كل منتمي الاتحاد إلى تقديم لوحاته. وقد قارب عدد المشاركات في فترة من الفترات ما يزيد عن المائة فنانين تشكيلي سوري قدموا فيها لوحات فنية تشكيلية ومنحوتات وأعمال أخرى متنوعة.

أحمد بيطار- حلب

اكتشف سورية