معرض «الأبجدية عبر التاريخ» للفنان أيمن الأمين في حلب

.

استضافت صالة الأسد للفنون الجميلة التابعة لاتحاد الفنانين التشكيليين في حلب معرض الفنان أيمن الأمين والذي حمل عنوان: «الأبجدية عبر التاريخ» وذلك في الخامس والعشرين من شهر آذار الحالي. ويضم المعرض -المستمر حتى نهاية الشهر- ما يزيد عن خمسين لوحة توثق أبرز الخطوط التي مرت على البشرية بدءاً من الخطوط البابلية القديمة وانتهاءً بتلك التي تعود إلى الحضارة الإسلامية.

وعن المعرض يقول الخطاط أيمن الأمين بأن الفكرة العامة لهذا المعرض أشمل من كل المعارض السابقة التي قام بها مضيفا بأن ما يميز هذا المعرض عن معرضه السابق الأخير «رحلة الحرف العربي» هو اشتمال الحالي على خطوط أخرى غير العربية تنتمي إلى حضارات قديمة وحديثة حيث يقول: «على اعتبار أن سورية مهد الحضارات ونشأت فيها أول أبجدية في التاريخ، جاءت فكرة المعرض والتي عرضت فيها أعمالا للخطوط التي مرت على التاريخ من العصور الحجرية إلى القديمة إلى المتوسطة وصولا إلى العصر الحديث؛ أي منذ اختراع الكتابة وحتى تاريخنا المعاصر. لأجل هذا المعرض قمت بعمل دراسة حول تاريخ الخطوط مستعينا بعدد من المصادر والمراجع الورقية والإلكترونية حيث بحثت في خطوط الحضارات الخاصة بالسومريين والكنعانيين والآراميين والفينيقيين. عدد اللوحات الإجمالي كان 150 لوحة إلا أنني عرضت فقط خمسين لوحة منها لضيق المكان».


الفنان أيمن الأمين


ويضيف بأنه قام بمحاولة ترجمة نصوص وكتابتها بلغة الحضارة نفسها مضيفا بأن ذاك العمل كان صعبا جدا على اعتبار أنه بحاجة إلى مراجع ومصادر متنوعة لمعرفة الترجمة الدقيقة للنصوص التي اختارها ويضيف: «كنت اختار بيتاً شعرياً أو حديثاً للرسول عليه الصلاة والسلام أو نصا قرآنيا ومن ثم أحاول كتابته باللغة القديمة مثل اللغة البابلية مثلا؛ وهنا كانت الصعوبة حيث لم يكن هذا الموضوع سهلاً. فيما يتعلق بموضوع التحضير للمعرض فقد استغرق 6 أشهر مع العمل ليل نهار على عكس المعرض السابق والذي استغرق 20 عاماً. وكانت الفترة أقصر لمعرفتي بالآليات والتي أدت إلى تقديمي هذا المعرض ضمن فترة زمنية أقصر. أما الفكرة التي أردت عرضها من خلال المعرض هو أهمية العودة إلى التاريخ حيث هنا يأتي المشاهد وينظر إلى هذه اللوحات ليرى حضارات مرت عبر التاريخ منها ما لا يعرفه المشاهد وبالتالي يتعرف على هذه الحضارات. عدد الخطوط الموجودة هنا كبير ومتنوع ولكل حضارة لوحة أو لوحتين وهناك تسلسل حضارات تقريبي إضافة إلى الحضارة الإسلامية والتي نالت مني اهتماما كبيرا على اعتبار أنني كنت من المهتمين بالخط العربي كثيرا ومنشؤه وتطوره وأعلامه ضمن معرض السابق. بعد انتهائي منه قررت العمل على فكرة "من أين أتى الخط العربي" وعدت بالتاريخ إلى الخط الكوفي المنسوب للشكل والذي كان في القرن الأول الهجري ومن ثم عدت إلى الخط النبطي والذي كان في العهد الجاهلي ومن ثم عدت لفترة أبعد لأدرك أن هناك عدة نظريات حول نشوء الخط العربي منها ما يقول بأنه جاء من الخط السرياني ومنها ما يقول بأنه جاء من الخط المسندي الحِميَري (بكسر الحاء وفتح الياء). ومن خلال تعمقي في المجال اكتشفت أن الأصح أن الخط الوفي أتى من السرياني كون السريان عاشوا مع العرب وأخدوا من حضارات بعضهم البعض».

ويضيف بأن الخط بشكل عام يتطور كثيرا على مدار السنين حتى يصل إلى شكله الحالي مشيرا إلى أن هناك بعض الاستثناءات التي يقول عنها: «إن أي خط من الخطوط يمر بمجموعة مراحل حتى يصل إلى مرحلته الحالية. إلا أن هناك بعض الاستثناءات مثل الخط المغربي والذي ما يزال يحافظ على شكله منذ عام 300 هجري وحتى يومنا هذا دون أي تغيير».


من ألأعمال المعروضة في صالة الأسد بحلب


ويختم كلامه بالإعراب عن تمنياته بالاهتمام الإعلامي الأكبر بالخط العربي من نواحي تقدير وتكريم الخطاطين وتسليط الضوء عليهم ومتابعتهم لزيادة الحالة الإبداعية لديهم أكثر وأكثر.

يذكر بأن الخطاط أيمن الأمين هو خريج معهد الاتصالات ويمارس فن الخط منذ فترة طويلة. مدرس في مركز الفنون التشكيلية من عام 1987. شارك في العديد من المعارض من عام 1998 وحتى يومنا هذا حيث شارك في 32 معرض جماعية. له عشر معارض فردية، كما أنه شارك في عدد من المسابقات الإقليمية والدولية ونال عدة جوائز في مجال الخط.

أحمد بيطار- حلب

اكتشف سورية