مهرجان ربيع مسرح الأطفال السابع: عروض مختلفة على مسارح سورية

-

اختتمت أمس الأحد 22 كانون الثاني 2012 فعاليات مهرجان ربيع مسرح الأطفال السابع الذي أقامته مديرية المسارح والموسيقى، مسرح الطفل والعرائس برعاية من الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة، بعرض المسرحي «لالي» للفنانة ميادة إبراهيم نصاً وإخراجاً.

وتقول صاحبة العمل عن مسرحيتها: «فيها جانب تعليمي، وغايتها توجيه رسالة للأم والطفل، فثمة مشاغل عشتها وأنا صغيرة، وأعرف أنها مهمة، فالكثير من الآباء في هذه الأيام عاملون، لذلك لابد أن يعتمد الطفل على ذاته، وقد أردت من خلال هذا العرض أن أشجع الطفل على الاستقلالية، فرأينا أغراض الطفل تحس وتتألم ومن خلال أسلوب اللعب أوصلنا الفكرة».

وتتابع إبراهيم حديثها قائلاً: «كما أن الطفلة تبدأ من موقع الفتاة المظلومة مع ألعابها، ولكن من خلال الحوار تتعاطف مع ألعابها وتبدأ بتصحيح سلوكها، ونجدها في القسم الأخير وقد تغيرت نحو حالة الانضباط»


من أجواء العروض المقدمة في مهرجان مهرجان ربيع مسرح الأطفال

وعن اختيار الطفلة ريما ابراهيم قالت: «أردت من الطفل أن يشارك بصناعة مسرحه. فقد كان بإمكاني استقدام ممثلة للعب دور الطفلة، والأطفال سيحبون الفكرة، ولكنني أردت من الطفل أن يساهم بشكل حقيقي في المسرح، لذلك شاهدت وسمعت الكثير من ردود الأفعال الإيجابية من الأطفال الذين شاهدوا العروض الخاصة بالتمثيل، عندما عبّروا عن رغبتهم بالتمثيل».

هكذا جالت عروض هذه الفعالية مسارح الوطن من القامشلي إلى السويداء ومن العروض الهامة التي عرضت أيضاً كانت مسرحية «قبعة الإخفاء» للفنان خوشناف ظاظا وعرضت في المركز الثقافي بداريا.

عن أحداث المسرحية يقول مخرجها خوشناف ظاظا لـ«اكتشف سورية»: «تعتمد الفكرة على إبعاد الطفل عن الخرافات وأنه بالعلم والمعرفة والعمل نستطيع تحقيق الأحلام، بالإضافة إلى فكرة الصداقة والمساعدة بين الأصدقاء، حيث يقرأ كركوز في كتاب عن قبعة الإخفاء التي ستحقق أحلامه فيرغب بالحصول عليها من خلال الحمار السحري الطائر، ولكن عيواظ وبمساعدة الأصدقاء فرفور وفرفورة وضمن لعبة مسرحية يقنعون كركوز بأنه لا يوجد قبعة الإخفاء وإنها مجرد خرافات، ولا يحقق الإنسان أحلامه إلا بالعلم والعمل».


من أجواء العروض المقدمة في مهرجان مهرجان ربيع مسرح الأطفال

وعن بطاقة العمل ينهي حديثه: «العمل من تأليف الكاتب المعروف نور الدين الهاشمي قام بإعداده الأستاذ المخرج وليد عمر الذي سبق له وأخرج العمل، ومن تمثيل خوشناف ظاظا، سليمان أسعد، مالك الفواز، علاء الشيخ وإخراج خوشناف ظاظا.

كما عرض على مسرح العرائس بدمشق مسرحية «مطر..مطر» من تأليف الكاتب ضاهر عيطة وإخراج الفنان زكي كورديلو. وعن عرضه يقول الفنان زكي كورديلو لـ«اكتشف سورية»: «إن مسرحية (مطر مطر) هي نص للكاتب ضاهر عيطة بعنوان (حراس البيئة) يناقش قضية المحافظة على البيئة وأسلوب التعامل الجيد معها من خلال توجيه رسائل للطفل ليكون دوره فاعلا في حماية البيئة».

وتابع حديثه قائلاً: «إن الرسالة المسرحية الموجهة إلى الطفل يجب أن تعتمد على أسلوب إبداعي مباشر غير فج ليتقبله الطفل وهو ما تم إتباعه في العرض من خلال الكوميديا الممتعة بشخصيات الدمى المحبوبة للأطفال بشكل عام ومن خلالها يمكن للطفل أن يتقبل مقولات العرض بلسان الغيوم والأشجار وغيرها».


من أجواء العروض المقدمة في مهرجان مهرجان ربيع مسرح الأطفال

وقال أيضاً: «إن مشكلة مسرح العرائس ومسرح الطفل هي تمركزها في المدن مما لم يشجع على وجود فرق مسرحية خاصة تقدم هذا النوع من المسرح كما إن مسرح الطفل بحاجة إلى رقابة شديدة باعتباره موجه إلى الطفل لذا فالخطوات الواجب إتباعها هي تأمين أمكنة العرض في جميع المناطق ودعم فرق مسرح الطفل ثم تقييم أدائها في تقديم مسرح نظيف».

وأردف قائلاً: «قدمنا في هذه المسرحية مشهد فريد من نوعه وهو وقوف الدمى أمام الممثلين وربما كان سبباً أساسياً في جذب الطفل إلى العرض بشكل لافت. وعن المهرجان ككل أنهى كورديلو حديثه قائلاً: هذه المهرجانات مفيدة للطفل وكنا في هذا العام أمام دورته السابعة وأتمنى أن تستمر وتلقى الدعم الأكثر من المعنيين».

وأيضاً عرض في هذه الفعالية مسرحية «ممتاز يابطل» في المركز الثقافي بالعدوي في دمشق. ويقول مخرج العرض محمد الطيب عن مسرحيته: «عندما عرض الأديب والمؤلف أكرم شريم هذا النص كمسرحية للأطفال لأقوم بإخراجه، قرأتها فأعجبني شكلاً ووافق مزاجي مضموناً، فالشكل قديم جديد والمضمون يحث على أخلاقنا الفاضلة التي توارثناها عن الآباء والأجداد».

ويتابع حديثه قائلاً: «أرجو أن أكون قد ساهمت ولو بجهد ضئيل على تقديم شيء نافع ومسل لأطفالنا رجال المستقبل».

وأنهى حديثه عن طاقم العمل قائلاً: «مثّل في المسرحية غسان الدبس ورائفة أحمد وهدى الخطيب وأسامة التيناوي وجيرار اغابشيان وعبد السلام بدوي وندى العبدالله وتماضر غانم وابراهيم عيسى والأطفال سارة ابوزهرة ورضوان النوري ومحمد مهوش وسمير مهاوش وزينب عيد وماريا عيد، تأليف موسيقي سامر الفقير وتصميم ديكور وسام صبح وإشراف تقني نصر الله سفر وتصميم أزياء ربيع الحسين».


من أجواء العروض المقدمة في مهرجان مهرجان ربيع مسرح الأطفال

ومن العروض أيضاً كان هناك مسرحية «الراعي الكذاب» وعرض في دمشق بمركز الثقافي بالعدوي والمركز الثقافي بقطنا في ريف دمشق. وعن مسرح الطفل عموماً يقول مخرج العرض الفنان طارق الحسين: «مسرح الطفل هو مجال عملي الذي أحبه وأعمل به منذ حوالي ثماني سنوات سواء كمخرج، أو فني مسؤول عن تجهيز المسرح وديكوراته أو حتى الممثل البديل في حال تغيب أحد الممثلين الذكور، وفي بعض الأحيان كنت أقوم بتدريب الممثلين على الرقصات وتسويق المسرحيات».

ويتابع حديثه قائلاً: «ومن خلال العمل في تلك المسرحيات في مدن عدة والتعرف على فرق من محافظات أخرى وعلى أعمالها استطعت أن أكتسب نوعاً من الخبرة في معرفة الأحب إلى قلوب الأطفال، وما يشدهم إلى المسرح ويجعلهم يتفاعلون معه، والابتعاد عما يكرهونه وينفرهم، إضافة إلى أن مسرح الطفل يجب أن يكون هادفاً يعلم الطفل ويمتعه في آن واحد، وعلى أساس منه نمزج المسرحيات بقليل من الرقصات والأغاني التي تقوم بها الدمية أو الممثل ونطلب من الأطفال مشاركتنا فيها».

وينهي الحسين حديثه قائلاً: «وما ذكرته يضمن تفاعل أكبر وترسيخ أفضل للفكرة التي نطرحها في المسرحية في أذهان الأطفال».


من أجواء العروض المقدمة في مهرجان مهرجان ربيع مسرح الأطفال

كما عرض في دمشق وريفها عدد من المسرحيات وهي عالم الدمى لعلاء كرميد «عرض الإفتتاح»، وأرنوب صياد الثعالب للمخرج عبد السلام بدوي والكاتب عاصم الخيال، وجبل البنفسج للمخرج نضال حمادي والكاتب نورالدين الهاشمي، نادي الأطفال لكمال بدر، وفي حلب وعلى مسرح هنانو عرض وادي الطيبون لنادر حكمت العقاد، ولا للرحيل لقيس درويش من نصوص محمود درويش، بئر التنابل أيضاً لنادر حكمت العقاد.

أما في السويداء كان هناك عرضين جالا أغلب مدن السويداء وهما القطة التي تنزهت على هواها لطلال الحجلي، والفتى مهران لرفعت الهادي.

أما في طرطوس عرضت مسرحية بعنوان الديك الذكي لعلي إسماعيل وعرضت في طرطوس ودريكيش وصافيتا والشيخ بدر. وفي محافظة القنيطرة عرض مسرحية (سر الحياة) للفنان أحمد الأحمد

أما في الحسكة وفي اتصال هاتفي لـ«اكتشف سورية» مع المخرج المخضرم وليد عمر قال: «كان نصيبي من هذا المهرجان عرضين مسرحيين وهما (بهلول والأميرة بتول) للكاتبة سريعة حديد، و(جحا والملك زعفران) من تأليفي وإخراجي، وعرضناهما في عدة المدن في الحسكة وهي القامشلي، عامودا، الدرباسية، جوادية، رميلان، القحطانية، المالكية، وقد حضر العرضين جمهور غفير من الأطفال والأهالي».


من أجواء العروض المقدمة في مهرجان مهرجان ربيع مسرح الأطفال

وعن المهرجان يقول وليد عمر: «رغم هكذا فعاليات التي تخص الطفل هي ضرورة لتطوير ذهنية الطفل وتحرك المشهد الثقافي للصغار والكبار، ولكن ينبغي أن يكون للطفل عروض على مدار السنة لما للمسرح أهمية في النشأة الشخصية له ولفكره.
كما عرض في المدن المذكورة عرضين مسرحيين للمخرج إسماعيل خلف وهما صندوق الفرجة و كوخ الأصدقاء».

وبدوره قال الفنان إسماعيل خلف -مدير المسرح القومي بالحسكة- هاتفياً لـ«اكتشف سورية»: «جاءت تظاهرة ربيع الطفل في دورته السابعة لتؤكد اهتمام الكبير الذي توليه مديرية المسارح لمسرح الطفل وقد تجلى هذا الاهتمام في المحافظة الحسكة بالموافقة للمسرح القومي على عملين لي وعملين للمخرج وليد عمر وقد شملت هذه العروض كافة المراكز الثقافية في المحافظة من المالكية إلى الحسكة، وحققت حالة من التواصل على مستوى الأسرة التي رافقت أبنائها لمشاهدة العروض».

وأنهى حديثه قائلاً: «نحن الآن في المسرح القومي بالحسكة نهيأ لكي نقيم في الشهر القادم الدورة الثانية من مهرجان الحسكة المسرحي التي خصصناه في هذا العام للمسرح الطفل وسنقدم فيه مجموعة من العروض لفناني المحافظة».

إدريس مراد

اكتشف سورية