أسعد فضة بكى في حفل تأبين المرحومة مها الصالح

رياض نعسان آغا: كانت امرأة لا تعرف اليأس

بكى الفنان أسعد فضة بحرقةٍ وهو يتحدث عن زوجته الراحلة الفنانة مها الصالح في حفل تأبينها مساء الأربعاء 23 تموز في مكتبة الأسد الوطنية، والذي دعت إليه وزارتا الثقافة والإعلام والأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية ونقابة الفنانين، وقد بدأ الحفل بتلاوةٍ عطرة من القرآن الكريم ثم عُرض فيلمٍ عن الفقيدة حمل عنوان «مها الصالح» شهرزاد المسرح العربي للمخرجة منال صالحية، تضمن شهادات مؤثرة من أصدقاء الراحلة القريبين منها، فالمخرج غسان جبري لم يستطع إكمال شهادته من فيض تأثره، كما كان التأثر واضحاً وجلياً في شهادة الفنانة الكبيرة منى واصف، والفنانة فايزة الشاويش، والمخرج علاء الدين كوكش، وتضمن الفيلم أيضاً مشاهد من أعمال الصالح المسرحية، والسينمائية، والتلفزيونية.
ثم ألقى الناقد أنور محمد كلمة أصدقاء الفقيدة، وألقت الدكتور حنان قصاب حسن كلمة احتفالية دمشق ذكرت فيها أن مها الصالح «تركت وراءها صورة امرأةٍ عاندت كل شيء»، وأشارت قصاب حسن إلى أن المرحومة كانت دائمة التواصل معها من أجل عرضها المسرحي المدرج ضمن برنامج الاحتفالية ولم يكن أحد يشعر أو يعرف أنها مريضة، ولفتت إلى تزامن موت مها الصالح مع موت المسرحي المصري الكبير سعد أردش «كأن العالم يومها مسرح كبير خرج من خشبته ممثلان قديران»، أما الفنان أسعد عيد -نائب نقيب الفنانين- فقد أشاد بمناقب المرحومة وسعيها الدائم لتقديم الأفضل في الفنّ، وتذكر الدكتور رياض نعسان آغا المسلسل الذي كتبه لمها الصالح وكان عنوانه «امرأةٌ لا تعرف اليأس» وقال: «كانت مها الصالح امرأة لا تعرف اليأس، وكانت تريد دوراً أكبر رغم أنها كانت امرأة تودّع الحياة كانت تريد أن تقهر الموت بداخلها عبر هذا الفيض من العطاء، إنها من النساء الرائدات اللواتي شققن الصمت وخرجن من كهف العصور ووقفن على خشبة الحياة».
ثم ألقى شقيق المرحومة كلمةً شَكر فيها الحاضرين، ثم اعتلى المنصة أسعد فضة فبكى وكرر عبارة «كم كنت جميلة ورائعة»، وأضاف «تبقى مها حية في الذاكرة ترافقني أينما حللت وارتحلت»، وذكر أنها كانت تقول له: «عد يا أسعد إلى المسرح ففيه نعيش الحرية الحقيقية».
يُذكر أن الفنانة مها الصالح توفيت بعد صراع طويل مع مرض عضالٍ، ورغم مرضها كانت حاضرةً على خشبات مسارح دمشق، وسافرت إلى الجزائر وموسكو في الآونة الأخيرة حيث عرضت آخر مسرحياتها ونالت جائزةً مهمة في موسكو، وقد ابتعدت المرحومة عن التلفزيون ونجوميته المتعبة والبراقة واختارت أنبل وأصعب وأفقر الفنون وهو المسرح، وقدمت العديد من المسرحيات ، وكانت المرأة القاسم المشترك في نتاجها المسرحي واللافت حقاً أن جميع من حضر حفل التأبين لم يكن يعرف أنها مصابةٌ بداء عضالٍ فقد كانت مها الصالح «امرأة لا تعرف اليأس».

الوطن