تحت رعاية الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة افتتح في المركز الثقافي العربي كفر سوسة، معرض الخط والزخرفة الإسلامية، وذلك يوم الأربعاء 21 أيلول 2011، للخطاط هيثم قسومة، وقد افتتحه الدكتور علي القيم معاون وزير الثقافة، وقد حضره عدد من الشخصيات الفكرية والثقافية والصحفيين ومن رواد المركز.
يحدثنا الخطاط هيثم قسومة عن هذا المعرض، وهو أحد الأسماء المتخصصة بالخط العربي في سورية قائلاً: «لقد أضفت إلى هذا المعرض الخطي الاختصاص الغائب وهو الزخرفة العربية، ولأن الذين يعملون في هذه الزخرفة قليلين جداً، وأكثر من يعمل بها يعتمد على الكمبيوتر، وبعد تطويري في عالم الزخرفة قال السيد الدكتور محمود السيد وزير الثقافة السابق، إن هذه الزخرفة لا تمثل شخصية هيثم قسومة ولكن تمثل سورية التي أخرجت هذا الفنان، وذلك في عام 2004 هيثم قسومة ربع قرن من الزخرفة السورية».
ويضيف أن تصنيف هذا المعرض في المقام الأول، يقع في تصنيف المعارض الزخرفية والتي تكون فيها الزخرفة نسبتها عالية ضمن اللوحة، واللوحة الفنية الآن أصبحت كتاباً وإطاراً زخرفياً وتشكيلياً عام، وبحالة من الغناء والجمال واللوحة الزخرفية التي تعبر عن شريعة الأرض وشريعة السماء هي التي تعبر عن هيثم قسومة، وفي الحالة الزخرفية من خلال تطبيق الحروف و التي تنقل الحرف من التعبير النصي إلى التعبير التشكيلي، وهنا التغير التكويني جاء ليعبر عن قضية لا نص فيها، وقد نالت هذه اللوحة الجائزة الأولى في الجزائر في معرض الزخارف والمنمنمات.
وأما في اللوحة التي كتبت فيها سورة الواقعة كاملة ودخل فيها الخطين الديواني والكوفي، وأما الخط الديواني في السطر الأول من اللوحة والسطر الأخير وذلك لأنه يخفف من المساحة، ولكنه يقدم حالة بصرية وموسيقية تشعر بأنها تصعد وتهبط كإيقاع موسيقي، وإما في النص الكوفي داخل اللوحة فيوجد ثلاثة سطور اعتمدت فيها الحرف المتداخل في هذه السطور، مما يجعل اشتراك الحرف في السطور الثلاثة الذي أدى إلى إخراج هذا العمل المتداخل في الخط الكوفي، وقد سجل لي في مديرية الآثار والمتاحف بأنه أول مرة في تاريخ الخط العربي يركب ثلاثة سطور بألف ولام مشترك، وسجلت من قبل الدكتور عفيف بهنزي كان أستاذي بتاريخ الفن في كلية الفنون الجميلة.
ويعد هذا المعرض الفردي السادس للخطاط هيثم قسومة داخل القطر وخارجه، وفي المعارض المشترك يعتبر المعرض الخامس عشر، ويوجد فيه أكثر من ثمانية وعشرون عملاُ فنياً زخرفياً ذو رونق جميل ومعبر، وقد استخدم عدد كبير من الخطوط أبرزها خط الثلث الجلي والثلث المصحفي وهو سيد الخطوط والنستعليق الفارسي معتمداً على ميزان عرض الحرف وقياسه وفق المدرسة الفارسية الدمشقية التي كان رائدها الخطاط الدمشقي العريق بدوي الديراني كما استخدم الفنان خط الثلث على الطريقة التركية المركبة، ومن الخطوط أيضاً في هذه اللوحات الخط الكوفي والخط الديواني والخط الفارسي.
عبد القادر شبيب - دمشق
اكتشف سورية