كارمينا بورانا لكارل أورف في دار الأسد للثقافة والفنون

قدمت دار الأسد للثقافة والفنون يوم الثلاثاء 31 أيار 2011 على المسرح الكبير «كارمينا بورانا» للمؤلف الموسيقي الألماني كارل أورف، نفذه الكورال الكبير للمعهد العالي للموسيقى بدمشق بمشاركة فرقة بيركومانيا الإيقاعية بقيادة الموسيقي السوري نوري الرحيباني، وذلك بحضور ما يقارب ألفي شخص.

وكانت فرقة بيركومانيا قد افتتحت الحفل بقيادة نوري رحيباني بمجموعة من المعزوفات الإيقاعية حيث تنقل العازفون الستة بين الطبول والصنوج والآلات الإيقاعية المختلفة لتقديم مجموعة من أعمال كورنيلس تيلنغ، ديللا مونيكا، فيك فريش، سيغفريد فينيك، ايريك بولي، مراي هوليف، اوين كلارك، حيث كانت المقطوعات الموسيقية قائمة على حوار الآلات الإيقاعية دون تدخل أي آلة وترية أو نفخية، كما قدمت فرقة الإيقاعيين ما هو مختلف عن مجرد عزف إيقاعي من خلال مقطع أوبرالي لروسيني كتب للأوركسترا الكاملة وقد أعيد توزيعه لأجل الإيقاع فحسب وفي ختام الجزء الأول من الأمسية ترك العازفون آلاتهم وبدؤوا بتقديم الإيقاع على الجسد من خلال معزوفتين بسيطتين قائمتين على التصفيف والضرب على الفخذين والدبكة بالقدم.

وفي الجزء الثاني من الأمسية قاد رحيباني الكورال الكبير للمعهد العالي للموسيقى مقدما كارمينا بورانا لكارل أورف بحركاتها الخمس والعشرين وبغناء جماعي من قبل الكورال وانفرادي مع المغنية السورية لبانة قنطار «سوبرانو» وإياد دويعر «باريتون» وعامر ديب «كونترتينور»، كما شارك الحفل عازفا البيانو الروسيين يفجيني افرامينكو و مارات جوبيدولين.


من حفلة كارمينا بورانا لكارل
أورف في دار الأسد للثقافة والفنون

كلمة كارمينا بورانا تعني باللاتينية «أغاني بويرن» وهو الاسم الذي أطلق على مخطوطة تتألف من خمسة وعشرين مقطع شعري ونثري تعود تاريخها إلى مابين القرنين الحادي عشر والثالث عشر، وقد كتبت هذه النصوص بمعظمها باللغة اللاتينية ومن خليط من الألمانية البافارية الجنوبية والعامية الفرنسية القديمة، حيث يعتقد أنها من وضع «الجوليارد» وهم جماعة من الرهبان والطلبة البافاريين الثائرين على سلطة الكنيسة الكاثوليكية في ذلك الزمان، وقد وجدت هذه المخطوطة في الدير البينيديكتي في «بويرن»عام 1803 وهي محفوظة حالياً في المكتبة الوطنية البافارية في ميونيخ، يتألف نص المخطوطة الأصلي من مجموعة الأغاني تربو في عددها على الألف، وتتنوع مواضيعها بين الدين والحكم وأغاني السكارى وأغاني الحب العاطفية والماجنة، وقد أختار كارل أورف منها نحو عشرين مقطعاً من نصوص «عجلة القدر» وقام بتلحينها وتوزيعها إلى أربع وعشرين أغنية لتؤدى من قبل كورال ومغنين منفردين، مصحوبة بالآلات الموسيقية والصور السحرية لتشكل مجموعها «كارمينا بورانا» التي نعرفها الآن، وقدمت لأول مرة في حزيران 1937.

«اكتشف سورية» تابع الحفل والتقى المايسترو نوري الرحيباني ليحدثنا عن هذه الحفلة حيث قال في البداية عن المعزوفات الإيقاعية مايلي: «التعامل مع عازف الإيقاع سهل باعتباره أكثر شعبية من عازفي الأوركسترا، والآلات الإيقاعية المتطورة حديثة الاختراع وبالتالي فإنها لم تستخدم مع كبار الموسيقيين مثل موزارت وغيره ولو أنها كانت موجودة لاختلفت أوبراتهم كثيرا لذا فمن وظيفة الموسيقي الحالي توزيع تلك الأوبرات والمقطوعات الموسيقية بوجود الآلات الجديدة مثل آلات الإيقاع على اختلافها».

وعن إعادة كارمينا بورانا بدمشق للسنة الثانية يتابع: «في العام الماضي كان الإقبال على الحفل مدهش ولم يتوفر التذاكر للبعض من أجل الحضور بسبب هذا الإقبال الشديد وحينها لم نستطيع إعادة الحفل فظلت الفكرة بأن نعيدها يوماً ما هذا من جهة، ومن جهة أخرى كانت أوركسترا الوطنية مشغولة بعدة ارتباطات فبهذا أرضينا الجميع، الفرقة وانشغالها وحققنا الرغبة السابقة وأعدنا كارمينا بورانا حيث إن هذا العمل لا يحتاج إلى مرافقة الأوركسترا».


من أجواء حضور حفلة كارمينا بورانا
في دار الأسد للثقافة والفنون

وأضاف: «لكي لا يحس من حضر كارمينا بورانا العام السابق قمنا بإضافة قسم آخر على الحفل مخصص بالأعمال الإيقاعية بمعنى إننا قدمنا حفلين في الوقت نفسه».

أنهى الرحيباني حديثه واصفاً الدافع الذي جعله يشتغل على هذا العمل بالقول: «كارمينا بورانا غير مجرى حياتي، عندما سمعته لأول مرة قلت لنفسي أنه العمل الذي أبحث عنه وكان له تأثير واضح على حياتي الفنية حيث جعلني عضو في جمعية كارل أورف وجعلني أهتم بالموسيقى الإيقاعية، ولذلك أعتبر القسم الأول من الحفل الذي خصص لأعمال الإيقاعية ليس بعيداً عن خط كارل أورف الذي أعتمد في أعماله على الآلات الإيقاعية كما أستعمل هذه الآلات في أعمال لوحدها وبالتالي جعل لهم استقلالية تامة عن بقية الآلات».

يذكر أن نوري الرحيباني ولد في دمشق 1937 وحصل على دبلوم في وضع الألحان والبيانو من المعهد العالي للموسيقى في لايبزيغ بالإضافة إلى دبلوم في قيادة الفرقة السيمفونية في درسدن ويعمل كإخصائي في موسيقى كارل أورف والموسيقى الإيقاعية وعمل كقائد أوركسترا مع فرق سيمفوينة كبيرة مثل رايشنباخ هالة الفلهارمونية، فرقة اذاعة برلين، دار مسرح فرايبرغ، فرقة سان بطرس برغ الدولية، فرقة اوبرا لونيبورغ.

اكتشف سورية