توزيع جوائز مسابقة «شغف» للشباب الهواة والمحترفين

بالتعاون مع وزارة الثقافة انتهت مسابقة شغف والتي جاءت من تنظيم مرسم شنتوت وغاليري كامل بدمشق، مفسحة المجال لظهور أسماء جديدة وموهوبة في مجال الفن التشكيلي بتعدد اتجاهاته الفنية ما بين التصوير والنحت والغرافيك، كما كرست هذه المسابقة حالة صحية تهدف إلى تشجيع تشكيلين شباب من هواة ومحترفين ضمن مسابقتين منفصلتين الأولى للهواة في مرسم شنتوت، ومسابقة للفنانين المحترفين في غاليري كامل، هذا وقد أُعلن عن أسماء التشكيليين الفائزين بكلتا المسابقتين يوم الخميس 21 نيسان 2011، ضمن مؤتمر صحفي في فندق برج الفردوس بدمشق.

شارك في اختيار الأعمال المنتقاة لمسابقة شغف لجنة مؤلفة من عدة فنانين تشكيلين هم: حمود شنتوت، جورج كامل، غياث الأخرس، لطفي الرمحين، جبر علوان، أكثم عبد الحميد، صفوان داحول، غازي عانا، لينا العطار، بسام كوسا.


من أجواء مسابقة شغف في غاليري كامل بدمشق

ففي يوم الثلاثاء 19 نيسان شهد مرسم شنتوت فعاليات مسابقة شغف للهواة، ضمت المسابقة حوالي 50 عملاً تشكيلياً ونحتياً ضمن معرض جماعي شارك فيه عدد من التشكيليين الهواة من طلاب مرسم شنتوت وطلاب المدارس والجامعات. حيث تميزت معظم التجارب التشكيلية والنحتية للتشكيليين الهواة بحرفية عالية في طريقة تعاطيهم مع العمل الفني.

ومن جهة أخرى فقد كان لغاليري كامل فضاءه المميز والخاص والذي أستضاف القسم الثاني من مسابقة شغف المخصصة للتشكيليين المحترفين وذلك من مساء يوم الأربعاء 20 نيسان، فما قدمه التشكيليون المحترفون لم يكن غريباً أو جديداً على متتبعي الحركة التشكيلية الشابة، من حيث تجدد أطروحاتهم التشكيلية والتي تميزت بغناها وتجددها الدائم. والتي نالت الكثير من التقدير والثناء. وإن كانت مجمل الأعمال الفنية المشاركة في مسابقة شغف ذات سوية عالية، إلا أن المسابقة تفرض عدد من الفائزين، وهذا لا يعني أن الأعمال الفنية الأخرى لا ترقى إلى مصافي الأعمال المهمة والمتميزة وفي هذا الإطار تم الإعلان عن الأسماء الفائزة وهي:

جوائز الفنانين الهواة جاءت مناصفة بين الرسم والنحت كما يلي:

الجائزة الأولى:
الرسم: عماد حبّاب.
نحت: علاء إبراهيم.

الجائزة الثانية:
رسم: عفاف يونس.
نحت: رام سلام.

الجائزة الثالثة:
رسم: وفاء الحافظ.
نحت: نضال الكردي.

جائزة لجنة التحكيم التشجيعية لطلاب المدارس: سيم الرفاعي، ديمة الميداني.

جوائز الفنانين المحترفين

الجائزة الأولى:
رسم: رشا جبر.
نحت: ميسان سليمان.

الجائزة الثانية:
رسم: موسى نعنع.
نحت: سامر الروماني.

الجائزة الثالثة:
رسم: عبد الله العمري.
نحت: علاء أبو شاهين.

وفي تغطية «اكتشف سورية» لفعاليات مسابقة شغف كان لنا لقاءات متعددة على مدار أكثر من يوم نستقصي من خلالها آراء لجنة التحكيم والتشكيليين المشاركين. ومن لقاءاتنا تحدثنا مع التشكيلية عروبة ديب مسؤولة التنظيم والعلاقات العامة وصاحبة فكرة المسابقة حيث تقول: «انطلقت فكرة المسابقة من مرسم شنتوت، وما يقدمه من ورشات عمل مستمرة، لذا كانت الفكرة بتوسيع نشاطاتنا وفتح المجال لمشاريع ثقافية متعددة فكانت البداية مع مسابقة شغف والتي تهدف لاستقطاب مواهب شابة هاوية إضافة إلى استقطاب خريجي كلية الفنون الجميلة, وذلك بالتنسيق مع إدارة غاليري كامل. وقد استطعنا من خلال هذه المسابقة أن نتعرف على عدة تجارب مختلفة ومتميزة وخاصة بتعدد الاتجاهات التشكيلية التي يتبعها شباب سورية التشكيلي وما يقدمونه من جديد يدعم حركة التشكيل في سورية».


التشكيلي حمود شنتوت


من جانبه يشير التشكيلي حمود شنتوت على أهمية دعم الشباب على اختلاف توجهاتهم الفنية وعن المسابقة يضيف: «هي أول مسابقة نقيمها في مرسم شنتوت نهدف منها لتشجيع التشكيليين الشباب وخاصة الموهوبين منهم بغض النظر عن دراساتهم الأكاديمي أو الفئة العمرية، وقد ساهم في إنجاح هذه المسابقة لجنة تحكيمية مختصة عملت على دراسة الأعمال المقبولة بشكل أكاديمي وشفاف، وهي دعوة لجميع الصالات للمبادرة في إقامة ملتقيات أو مسابقات في مجال الفن التشكيلي، فسورية تحوي على الكثير من المبدعين الهواة والمحترفين ونحن لا نقل أهمية عن أي بلد أوروبي من حيث الإمكانيات التي يختزلها شبابنا السوري المبدع».


الناقد التشكيلي غازي عانا



وفي لقاءنا مع النحات والناقد التشكيلي غازي عانا – عضو في لجنة التحكيم - يؤكد على أهمية الأعمال المشاركة في مسابقة شغف وخاصة الأعمال النحتية: «كان هناك اتفاق على تميز الأعمال النحتية في مسابقة شغف، وهذا ما أدى إلى اتساع رقعة النقاش بين أعضاء لجنة التحكيم لاختيار المراتب التي تستحقها الأعمال الفائزة، وذلك بغض النظر عن المذاهب النحتية المتعددة التي قدمها المشاركون، أما في الشق التشكيلي فقد استفاد التشكيليين المشاركين من مصادر متعددة لاستلهام أفكارهم وتوظيفها ضمن أفكارهم الخاصة، أما بخصوص قسم الهواة فقد كانت المشاركة واسعة جداً ومتميزة».


التشكيلي أكثم عبد الحميد

وفي حديث مع التشكيلي أكثم عبد الحميد مدير الفنون الجميلة – قال لنا: «أنوه بداية باللجنة المشكلة من قبل إدارة الصالتين والتي ضمت أسماء معروفة ولها بصمتها في الحركة التشكيلية السورية، والتي عملت على تصفية الأعمال المشاركة في المسابقة ضمن معايير أكاديمي خاصة في مجالي النحت والتشكيل وذلك لاختيار الأعمال الفائزة، كما أنوه بجميع أفكار التشكيليين الشباب الفتية والمشجعة والتي تعبر عن مستقبل التشكيل السوري».

وعن حضور خريجي معهد الفنون التطبيقية في مسابقة شغف حيث تميزت أعمالهم بقوتها إلى جانب أعمال خريجي كلية الفنون الجميلة يضيف التشكيلي عبد الحميد: «شهادتي مجروحة بخريجي معهد الفنون التطبيقية فقد كنت فيما سبق مديراً لهذا المعهد، الذي أستطاع أن يقدم فنانين متميزين ومبدعين، وذلك يعود للمنهاج الدراسي العلمي والنظري المتبع في المعهد إضافة إلى الملتقيات وورشات العمل المستمرة التي يتبعها طلاب معهد الفنون التطبيقية».


التشكيلي سامر الروماني

كما التقى «اكتشف سورية» عدداً من التشكيليين المشاركين ومنهم سامر الروماني الفائز بالجائزة الثانية في قسم النحت للمحترفين وعن ذلك يقول: «من الممتع أن يفوز عملي في مسابقة شغف والتي ضمت مجموعة كبيرة من التشكيليين الشباب وما قدموه من أعمال مميزة وجميلة التكوين، أما بالنسبة لي فقد قدمت عملاً نحتياً تميز بحركة تعبيرية للإنسان، كانطلاقة حرة لواقع أخر وأكثر رحابة، وهي فكرة أبحث فيها من خلال عدة أعمال ودراسات سابقة ومستمرة».



التشكيلي عبد الله العمري

التشكيلي عبد الله العمري خريج معهد أدهم إسماعيل والفائز بالجائزة الثالثة في مجال الرسم بقسم المحترفين يقول من جهته: «قدمت عملاً تشكيلياً مستعيناً ببعض المدارس التشكيلية ومنها المدرسة الواقعية، معتمداً على رسم وجهي كبورتريه وذلك لعدم توفر موديل خاص، لذا دائماً ما أحاول أن أرسم وجهي مع التركيز على تقديم الجديد من الناحية اللونية والتعبيرية».



التشكيلي عادل داوود

ومن جهته يحدثنا التشكيلي عادل داوود وهو طالب سنة رابعة في كلية الفنون الجميلة بدمشق وقد سبق له أن اشترك في عدة معارض جماعية، وعن مشاركته ضمن مسابقة شغف يقول لنا: «إقامة مسابقات من هذا النوع والاهتمام، فكرة جيدة تشجع الشباب التشكيلي للاستمرار في العمل والبحث عن الخصوصية الفنية، لذا جاءت مشاركتي في هذه المسابقة بعمل تشكيلي ينحو باتجاه المدرسة التعبيرية والتي أوظف شخوصي من خلالها، معتمداً على شعوري الخاص بغض النظر عن التفاصيل الصغيرة فدائماً ما أتجه نحو الكل ككتلة تشكيلية لا تتجزأ».



النحات رامي خوري


أما النحات رامي خوري خريج كلية الفنون الجميلة 2009 قسم النحت يقول عن مشاركته ضمن مسابقة شغف: «أقدم عملاً من الخشب والبوليستر. تدور فكرة عملي بين الترقب والحذر، هو عمل واحد من مجموعة أكبر، معتمداً على مبدأ الربط بين ثنائيات متقابلة، فكل جزء من العمل يقدم وجهة نظر مختلفة عن الأخر، كفعل ورد فعل، وتأثير ذلك على مجمل العمل، مع الحفاظ على قيمة كل ثنائية من العمل الواحد».



النحاتة أروى خضور


أروى خضور وهي طالبة في كلية الفنون الجميلة سنة ثانية قسم الاتصالات البصرية وخريجة معهد الفنون التطبيقية اختصاص نحت تقدم عملاً تجريدياً وعن مشاركتها تحدثنا: «اشتركت في عمل نحتي تجريدي ضمن موضوعة المرأة مستعينة بخامة الرخام، وهو موضوع يعبر عن الأنثى ما يختلجها من أمل وكآبة إضافة للكثير من المواضيع التي يختلط بها العام مع الخاص، وهي مشاركتي الثانية ضمن معرض جماعية فقد سبق لي أن اشتركت في معرض الربيع 2010».

نور كلش خريجة معهد الفنون التطبيقية قسم النحت، تشارك بعمل برونز وخشب تدور فكرة العمل كما أوضحت حول: «عن القيود التي تكبل الإنسان وما يختلجه من صراع داخلي نتيجة الروتين الذي يعيشه، لذلك جاءت دور النافذة في هذا العمل لتأكد على وجود الحلم والأمل».


التشكيلية عزية الشريف

أما التشكيلي توفيق موسى - طالب ماجستير في كلية الفنون الجميلة - يقول لنا: «أعمل ضمن إطار المدرسة التعبيرية كونها مدرسة قديمة تتسع ضمن خياراتها وامتداداتها الفنية الكثير من الأفكار، وفي عملي أحاول نقل شعوري الخاص عبر سطوح العمل وملمسه مستفيداً من عفوية اللحظة التي أنقلها مباشرة إلى تكوين العمل البرونزي».

وختاماً مع التشكيلية عزية الشريف - خريجة كلية الفنون الجميلة قسم التصوير 2008- تقول: «قدمت عمل تشكيلاً وهو من مجموعة أعمال قيد الإنجاز، حيث أعتمد في هذه الدراسات اللونية على الحبر الصيني، للوصول إلى تقنية تتماهى مع خامة الورق، وهي تجربة أسعى من خلالها لتشكيل تكويناتي الخاصة ضمن رؤى فنية جديدة تخدم الموضوع الذي أبحث فيه».

مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية