التخت النسائي السوري في عيد المرأة العالمي

نغمات فلسطينية على مقام دمشقي

قدمت فرقة التخت الشرقي النسائي حفلة بعنوان «نغمات فلسطينية على مقام دمشقي» وذلك بمناسبة يوم المرأة في دار الأسد للثقافة والفنون يوم الأربعاء 9 آذار 2011.
والتخت الشرقي النسائي هي إحدى الفرق الموسيقية السورية قوامها من النساء فقط خريجات وطالبات المعهد العالي للموسيقى، ولهذا التجمع حفلات كثيرة داخل وخارج سورية. غالباً ما تحتفل هذه الفرقة كل عام بيوم المرأة العالمي، وتقدم برنامجاً يعنى بالقوالب الموسيقية الكلاسيكية سواء الآلية منها أو الغنائية، وأيضاً لا تخلو من التراث الموسيقي السوري والعربي بكافة أشكاله وقوالبه.

في حفلتها هذا العام ركزت على التراث الفلسطيني في برنامجها كتحية للمرأة الفلسطينية التي تعاني المرارة من كل الجوانب، فقدمت من هذا التراث: أغنية «يا ديرتي حملوه» ألحان حسين نازك، «يما ويل الهوى» أدتها المغنية سيلفي سليمان، «أنت ابن مين»، «رمانك يا حبيبي» غنتها إيناس لطوف، كما أدت المغنية ميراي بيطار أغنية بعنوان «يا فلسطينية» للراحل شيخ إمام، وقدمت الفرقة قطعة موسيقى آلية صرفة للمؤلف الفلسطيني روحي الخماش بعنوان «زهور الربيع»، ومن الموسيقى الآلية قدمت أيضاً سماعي حجاز كار للمرحوم عدنان أبو الشامات تكريماً لروحه، وأيضاً قطعة لونغا حجاز كار لوانيس ورطنيان، بالإضافة إلى مقطوعة «ليلى» لفريد الأطرش، وتحميل حجاز كار- لحن شعبي- من إعداد عازفة القانون في الفرقة الأستاذة ديمة موازيني، وتضمن البرنامج أيضاً ثلاث أغانٍ أخرى حيث غنت سيلفي سليمان «أخي جاوز الظالمون المدى» لمحمد عبد الوهاب، «الأرض بتتكلم عربي» لسيد مكاوي، وبدورها غنت ميراي بيطار «بكوخنا يا بني» للسيدة فيروز. هكذا بإحساس أنثوي صادق قدم هذا التجمع النسائي الموسيقي حفلها وغطى مساحة واسعة من التراث والأغاني الفلسطينية التي تجسد الارتباط بالأرض والوطن.


فرقة التخت الشرقي النسائي في دار الأسد بمناسبة يوم المرآة العالمي

في نهاية الحفل التقى «اكتشف سورية» بالمديرة الإدارية للفرقة الموسيقية ديمة موازيني وهي أيضاً عازفة القانون في الفرقة وقالت في بداية حديثها: «تأسست الفرقة عام 2003 بدعم من الدكتور نبيل اللوّ المدير السابق لدار الأسد للثقافة والفنون، و تتألف من خريجات المعهد العالي للموسيقى وطالبات متميزات فيه وهي نسائية بالمجمل لأن الوسط الثقافي السوري بحاجة لفعاليات تقوم بها المرآة لأنهن أحببن فكرة تمثيل المرأة السورية بشكل مستمر».‏

وعن البرنامج قالت موازيني: «إن الفرقة أرادت تقديم فكرة جميلة عن بلدنا ونساء بلدنا المميزات في هذا الحفل من خلال مقطوعات آلية سورية وأخرى غنائية فلسطينية ومحاولة تقديم أمسية مليئة بالفخر حيناً وبالحزن حيناً وبالحب حيناً وبالأمل دائماً».‏

وتابعت: «إن ظاهرة الفرقة الموسيقية النسائية عموماً ظاهرة إيجابية تدعو إلى تحريك الساحة الثقافية وتحفز المنافسة الشريفة لتقديم الأحسن للجمهور وتكمن خصوصية الفرقة أنها تقدم المقطوعات الموسيقية بإحساس خاص».‏

وأضافت: «إن هذه الفرقة كان لها دور كبير في نشر التراث الشرقي انطلاقاً من المسارح السورية، مثل دار الأسد للثقافة بكافة صالاتها وبعض المراكز المنتشرة على مساحات القطر ومن ثم الانطلاق نحو العالمية حيث مثلت هذا النوع من التراث على المسارح العالمية في عدة بلدان أهمها:‏ الصين، ألمانيا، لبنان، الأردن، البحرين والنمسا، وغيرها من البلدان».

وأشارت إلى أن الفرقة لكي تستمر تحتاج دائماً إلى جهد أكبر من جانبها وهو الشيء الذي تحاول تطبيقه دائماً خاصةً أن الجمهور من أهم الركائز المساعدة للفرقة في إزالة بعض العقبات والتخوفات التي كانت تعتريها في تقديم اللون الشرقي الأصيل مع انتشار تذوق المقطوعات الغربية والطقطوقات العربية.‏

وعندما أردنا منها أن تنهي حديثها بجملة موجهة إلى المرأة بعيدها قالت: «المرأة ليست كائناً ناقصاً كما يراها بعض الناس بل هي كاملة ومكملة وتسير جنباً إلى جنب مع الرجل في ميادين الحياة، ونحن في هذه الفرقة أردنا أن نوصل إلى الناس بأن الموسيقيات السوريات باستطاعتهن أن يقدمن كما الموسيقي الرجل حيث يمكن لهن أن ينشرن الموسيقى السورية في كل العالم، وكل عام وكل نساء العالم بألف خير».

إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية