الشرق القطرية: جبلة عروس مدائن البحر المتوسط ترتدي ثوب الافتتان والأصالة

مدرج جبلة أجمل الآثار الرومانية على الساحل الفينيقي

«عندما تصل إلى سورية لقضاء إجازتك الصيفية لهذا العام، وقبل أن تتوجه إلى اللاذقية للاستمتاع بالسباحة في شاطئها المتميز بنظافة مياهه الزرقاء ورماله الذهبية، لا تنس أن تتوقف قبل 28 كم وتعرَّج يميناً، حيث ستجد نفسك أمام مدينة جبلة عروس مدائن البحر المتوسط، تتجلى أمامك بحسنها وجمالها بعد طول احتجاب، وترتدي ثوب الافتتان والأصالة». بهذه الكلمات تستهل جريدة الشرق القطرية مقالاً لها عن مدينة جبلة في عددها الصادر أمس الثلاثاء 22 شباط 2011.

هذا وقد تحدث كاتب المقال ناصر الحموي عن مدينة جبلة بكثيرٍ من الحبّ، معبّراً عن سحر المدينة بلغةٍ أدبيةٍ جميلة، فوصف المدينة بالمرأة «التي تستلقي بجسدها على السهول المثمرة الظليلة وتتوسّد برأسها قمم الجبال الساحلية الخضراء، ويتعانق فيها الماضي والحاضر، العراقة والحداثة، السكينة والحيوية». وأشار المقال إلى تاريخ المدينة العريق الذي يبدو حاضراً في كل خطوة وشارع في المدينة.

كما وتحدث الكاتب عن الحميّمة التي يشعر بها زائر مدينة جبلة، قائلاً: «تغمرك بالألفة وتشعر على الفور أنّ لك فيها ألف منزل وبيت، فهي مدينة الكرم والضيافة، وأهلها بطبيعتهم المنفتحة يفتحون قلوبهم وذراعيهم للضيوف والزوار، يحيطونك بالاستقبال الحار والحفاوة الدافئة والضيافة العريقة، فحين تقف أمام مرفأ المدينة القديم، تدرك كيف عرف هذا الميناء الطبيعي مجد الصيادين والملاحين السوريين قبل آلاف السنين، فلا تزال تقف على نفس الرصيف مراكب وسفن وينشط فيه صيادون وعمال مهرة هم أحفاد أولئك الرواد الذين كانوا يحملون إلى العالم في مراكبهم ذات الأشرعة الواسعة البيضاء كل ما جادت به أرضهم الطيبة من خيرات وغلال وجميع ما ابتكرته أياديهم المبدعة من الزجاج الملون والخشب المطعم بالصدف والعاج وألواح الأبجدية الأولى في التاريخ».

وأشار الكاتب إلى أسواق المدينة التي وصفها بالمبهرة، كسوق التجار وسوق الخياطين إضافة إلى سوق الصاغة بسقفه الحجري الملاصق لمبنى السرايا القديم، وأضاف قائلاً: «ولو أتيح لكلّ زاوية وركن من هذه الأسواق أن يتكلم لسرد لنا حكايات وروايات عن حركة البيع والشراء عبر العصور». كما وتحدث الكاتب عن مسرح المدينة الأثري، حيث أشاد بمهارة بنّائيه وعبقرية مهندسيه، مستشهداً بمقولة لأحد المستشرقين: «إنّه أجمل الآثار الرومانية على الساحل الفينيقي». ولا ينسى الكاتب الحديث عن الحرف التقليدية القديمة التي توارثها الأجيال عبر التاريخ، مثل: صناعة الصابون (صابون مكيّس)، والحلويات الشهية الطعم والطيبة المذاق كالكنافة الجبلاوية والجزرية والكربوجة والمشبك والهريسة والشعيبيات والبقلاوة وسيلان العيد والعوامات وراحة الحلقوم وغيرها.

ويختتم الكاتب المقال، قائلاً: «ومع اختتامك لزيارة بلدة السلطان إبراهيم وعند مغادرتك مدينة الشيخ عز الدين القسام، فستجد وترى كيف سيودعك ألف محب وصديق، وستلمس وتشاهد القلوب النابضة بالود والعامرة بالحب تودعك بعبار: مع السلامة، على أمل اللقاء القريب».

اكتشف سورية