الرواد الأوائل وجمعية أصدقاء الفن في مركز أدهم اسماعيل

ندوة ومعرض صور ووثائق من أرشيف المركز

برعاية وزارة الثقافة مديرية الثقافة بدمشق أقام مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية مساء الخميس 10 شباط 2011، ندوة بعنوان «رواد المركز الأوائل وجمعية أصدقاء الفن» إضافة لمعرض صور ووثائق من أرشيف المركز. شارك في الندوة التي أدارتها الإعلامية أحلام الترك، الأستاذ عزيز إسماعيل، المهندس وليد السيروان، الأستاذ بشير زهدي، محمد غنوم، سالم الشوا، نذير إسماعيل.

حضور كبير ضاقت به جدران مركز أدهم إسماعيل، حضور يعود بنا لذاكرة التشكيل السوري ومنهم على سبيل الذكر الفنان عزيز إسماعيل، سالم الشوا، محمد غنوم، سعد القاسم، نذير إسماعيل، بطرس خازم، حيدر يازجي، لميا الشعلان، والكثير من أعضاء جمعية أصدقاء الفن. كما تم عرض مجموعة كبيرة من الصور النادرة لنشاطات المركز من دروس ومحاضرات، رشات عمل، رحلات تجوب بعض المناطق السورية، ووثائق العلامات وطلبات الانتساب للمركز.


التشكيلية ريم الخطيب
مديرة مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية

«اكتشف سورية» تابع ندوة رواد المركز الأوائل وجمعية أصدقاء الفن والتقى مع التشكيلية ريم الخطيب -مديرة مركز أدهم إسماعيل- وعن أهمية الندوة التي سعت إليها تقول: «منذ استلام إدارة المركز وأنا على تماس مباشر مع تاريخه، وما تتناقله وسائل الإعلام عن نشاطاته، ولكن تبقى الذاكرة الحية للأشخاص الذين عاصروا بدايات هذا المركز هي الأهم، من ذكريات لفنانين وأُناس فاعلين في الحركة التشكيلية السورية من خلال عملهم في تنشيط العمل الفني ونشر الوعي التشكيلي، وقد التقينا بالكثير منهم أثناء بحثنا في تاريخ المركز ورواده الأوائل، و استطعنا جمع هذه الصور ودعوة أكبر قدر ممكن من هؤلاء ممن يحملون المركز في قلوبهم، فكانت هذه الندوة التي أسهمت في نجاحها الإعلامية أحلام الترك ».

وعن أهمية الأرشفة والتوثيق في مشروع تحدثي أيتها الذاكرة تضيف مديرة المركز: «تولي الشعوب أهمية كبيرة لتاريخ مؤسساتها وخاصة الثقافية منها، فيكف بمركز كهذا عمره50 عاماً تعاقبت عليه الكثير من الشخصيات المهمة، فعندما نفتح أرشيف المركز نقرأ ناظم الجعفري، نصير شورى، عزيز إسماعيل ، نذير إسماعيل، محمد غنوم، خليل عكاري، وغيرهم الكثير. لذا كان من المهم الإضاءة على سيرة هؤلاء الكبار وارتباطهم بمركز أدهم إسماعيل الغنى بالحياة والناس الذي درسوا و درّسوا فيه، فهنالك الكثير من الفنانين الرواد والكبار ممن اختزنوا محبة خاصة لفضاء هذا المركز، فجاءوا للمشاركة ومنهم الفنان عزيز إسماعيل الذي كان أحد المدرسين في المركز قبل 25 عاماً. وهو موسوعة كبيرة بحد ذاته، وهذا الحضور الكبير هو محاولة لجمع هذه الذاكرة الحية، ودليل على الروابط والعلاقات الجميلة التي تجمع رواد مركز أدهم إسماعيل ودليل على أهمية هذا المركز لدى الجميع.

وفي نهاية اللقاء تشير مديرة المركز ريم الخطيب، إلى ارتباط ماضي المركز بمستقبله من خلال المشاريع الموجهة للشباب ومشروع الفنون المعاصرة ذو الرؤية المستقبلية لمسار المركز، عبر الانفتاح على كل التجارب المحلية والعالمية، وإقامة ورشات العمل، لفتح أفاق جديدة أمام الطلاب.


التشكيلي بطرس خازم

وفي حوار مع الفنان التشكيلي بطرس خازم وهو من مؤسسي جمعية أصدقاء الفن، يقول عن بداياته التي بدأت في مركز متحف توفيق طارق ليُدرس في ما بعد في مركز أدهم إسماعيل: «دخلت مركز متحف توفيق طارق في ستينيات القرن الماضي أيام دولة الوحدة مع مصر، وهو مهندس معماري ورسام، صمم جامع صغير في منطقة المرجة، وشارع النصر الذي تغيرت معالمه الآن».

ويضيف: «أغلب الأساتذة ممن درّسوا في كلية الفنون الجميلة كانوا يُدرسون في مركز توفيق طارق ومنهم محمود حماد، صلاح الناشف، ناظم الجعفري، رشاد قصيباتي، وعندما توفي الفنان أدهم إسماعيل حوالي عام 1963، قاموا بتسمية مركز متحف توفيق طارق بمركز أدهم إسماعيل احتراماً لهجرته من إنطاكية إلى سورية ومكانته في حركة التشكيل السوري».

وعن جمعية أصدقاء الفن يقول: «تم إنشاء هذه الجمعية عام 3 نيسان 1963مع بعض الأصدقاء ومنهم لميا شعلان ، سالم الشوا، وجيه مدور، أذينة صواف، سميرة مراد، سمير عبدو بربر، أحمد مطاع مجركش، ونادر إمام، وخليل عكاري الذي كنا نجتمع أحياناً في بيته، وفي العام الماضي أقمنا معرضنا الـ 48 في صالة الشعب بدمشق».

وعن أهمية هذا الحدث يضيف التشكيلي بطرس خازم «ما قامت به إدارة مركز أدهم إسماعيل مهمة جداً و بادرة جميلة لإحياء هذه الذاكرة، لدى الجيل الجديد، وتذكير لوزارة الثقافة بأهمية التأريخ، فما نراه من صور يعتبر كذاكرة وطنية يجب توثيقها».


الناقد بشير زهدي

من جهته يشير الناقد بشير زهدي، لأهمية هذه الندوة التوثيقية لمركز أدهم إسماعيل ويستذكر من خلال حديثه معنا بعض من ذكرياته فيقول: «كان الهدف من تأسيس مركز أدهم إسماعيل نشر الثقافة الفنية في سورية حيث كانت الحركة التشكيلية في بدايتها، وكان موقع المركز في جادة نوري باشا، في منطقة الجسر الأبيض، وقد كُلفت بإلقاء محاضرات في تاريخ الفن وعلم الجمال، وهي ذكريات جميلة ما زالت تعيش في الذاكرة، والآن نحتفي بمرور خمسين عاماً على تأسيس هذا المركز، من خلال ندوة توثيقية تخلد تاريخ مركز أدهم إسماعيل، وكما يقال الأمم العظيمة، تخلد أمجادها في ثلاث مجلدات، مجلد أعمالها، وآدابها، وفنونها، وهذا المجلد الأخير هو أعظم المجلدات، لذا أشكر ريم الخطيب مديرة المركز على هذا الاحتفال الذي يشهد لنشاطها في إبراز دور المركز وأرجوا أن يستمر المركز في أداء رسالته الفنية والجمالية فسورية بحاجة ماسة للفن وإلى علم الجمال الذي أنطلق منها».


التشكيلي نذير إسماعيل

وإذا كان الفنان التشكيلي نذير إسماعيل من رواد التشكيلي السوري وصاحب التجربة الغنية، فقد كان لنا الفضول في معرفة أساتذته وبداياته مع مركز أدهم إسماعيل وعن ذلك يخبرنا: «أنا من الأشخاص الذين مروا على مركز أدهم إسماعيل، والآن استذكر طلب الانتساب لهذا المركز عام 1966، كما أذكر أهم الأسماء السورية التي كانت تُدرس في مركز أدهم إسماعيل ومنهم الأستاذ غياث الأخرس الذي كان يُدرس مادة الحفر، ونصير شورى، وناظم الجعفري».

وعن تواصله مع مركز أدهم إسماعيل وعدم انقطاعه عنه يضيف التشكيلي نذير إسماعيل «أشرفت على ورشة عمل لطلاب المركز، لإيماني بمقدراتهم الفنية إن اجتهدوا، وهي رسالة للطلاب للمثابرة على العمل فالكثير من الأسماء المهمة كانت تعمل ضمن أرجاء المركز، وقد تعرفوا على الكثير منهم من خلال هذه الاحتفالية التوثيقية، وهنا أستذكر كتاب توثيقي عن الفن التشكيلي السوري قام دار الأوس مشكوراً في تبني إصداره ودعوته للفنانين التشكيلين السورين لمناقشتهم بأهم الأحداث التشكيلية التي مرة على سورية».


الناقد سعد القاسم

كما التقى اكتشف سورية الناقد سعد القاسم فكان لنا حوار معه حول ذكريات الماضي فيقول «للأمانة التاريخية يعتبر مركز أدهم إسماعيل من إنجازات الجمهورية العربية المتحدة التي جمعت ما بين سورية ومصر، حيث تزامن ذلك الوقت مع تأسيس كلية الفنون الجميلة بدمشق، أما عن ذكرياتي في المركز فإنها تعود لعام 1969 حيث تقدمت بطلب انتساب للمركز حيث انقطعت عنه، لأعود بطلب انتساب أخر في عام 1975 أبان دخولي كلية الفنون الجميلة بدمشق، وقد كان مدير المركز آنذاك الناقد طارق الشريف، ومن الأساتذة الذين قاموا بتدريسنا الأستاذ عزيز إسماعيل وأسعد عرابي وخليل عكاري، وطارق الشريف الذي قدم لنا الكثير من المعلومات النظرية عن المدارس التشكيلية، لذا أعتبر هذا المركز في مقدمة المؤسسات التي تُعنى بالفن التشكيلي والتي لعبت دوراً كبيراً في تاريخ الحركة التشكيلية السورية، واحتفال اليوم هو وفاء لهذا المركز وتاريخه الطويل، والذي ما زال يرفد الحركة التشكيلية بدماء جديدة ».


التشكيلي موفق مخول

من جانبه يقول الفنان التشكيلي موفق مخول «للمركز دوره الكبير في خلق الدافع الفني وممارسته، حيث كان المستقطب للهواة من محبي الجمال التشكيلي، يتعلمون الرسم بشكل أكاديمي، وما يوفره من أخوة تجمع ما بين رواده وخاصة بأساتذته الكبار بأخلاقهم وأبوتهم لجميع الطلاب ومنهم الفنان عزيز إسماعيل وألفرد حتمل، وطارق الشريف، خليل عكاري وفي النحت مجيد جمول وفي الحفر هناء الخالدي، وقد كنت من طلاب المركز عام 1974 ومنه دخلت كلية الفنون الجميلة عام 1976، لذا أشعر أن هذا المركز هو البيت الحقيقي لي، وهي حالة من الوفاء تجمع جميع الحضور بقدومهم، وخاصة حضور أعضاء جمعية أصدقاء الفن التي خرجت من هنا ».

مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية