تكريم التشكيلي نعيم شلش في صالة الشعب للفنون الجميلة بدمشق

هي محبة ووفاء، وكلمة شكر اجتمع عليها فنانون تشكيليون من مختلف الأجيال، في حفل تكريمي للفنان التشكيلي نعيم شلش، صاحب التجربة التشكيلية الغنية بمفردات التشكيل الفني، فكانت لوحته لسانه وعينه وفكره، فقدم أعماله وكأنها -هو- بفكره وأحاسيسه وآماله، وهو الفنان الذي وصل للسبعين من العمر بسمعته التي اتسمت بالصدق والمحبة والإخلاص لكل زملاءه، فكان التكريم للفنان والمبدع والإنسان نعيم شلش على عطاءه الفني والإنساني معاً.

موعد التكريم كان يوم الاثنين 24 كانون الثاني 2010 في صالة الشعب للفنون الجميلة بدمشق متزامناً مع معرض لـ 40 فناناً وفنانة تشكيلية، حيث بدأ الحفل بندوة تكريمية، ألقى خلالها الدكتور حيدر يازجي رئيس الاتحاد العام للفنانين التشكيليين كلمة عبر من خلالها على أهمية تكريم فنان بحجم إنسانية هذا الفنان، تبعه الأستاذ والتشكيلي أنور الرحبي أمين السر العام للاتحاد، إضافة للتشكيلي سرور علواني مسؤول الثقافة والإعلام في الإتحاد، كما ألقى التشكيلي نعيم شلش كلمة مقتضبة رحب من خلالها بالحضور فشكرهم على صدق المحبة التي شعر بها من خلال تكريمه هذا. كما قدم الفنان التشكيلي أنور الرحبي درع الوفاء للفنان نعيم شلش، تبعه الفنان التشكيلي محمود جوابرة الذي قدم للفنان شلش درع الأصدقاء.


الدكتور حيدر يازجي رئيس
الاتحاد العام للفنانين التشكيليين

«اكتشف سورية» تابع حفل تكريم الفنان التشكيلي نعيم شلش، والتقى التشكيلي الدكتور حيدر يازجي -رئيس الاتحاد العام للفنانين التشكيلين- وعن ذلك يقول: «هو تكريم صادق لفنان كبير، أعطى الفن التشكيلي خمسون عاماً من الإخلاص والعمل، لذا جاء التكريم بتوقيع من الاتحاد العام للفنانين التشكيليين وزملائه وطلابه، وهذا التكريم رسالة محبة وكلمة شكر بحق هذا الفنان الملتزم بقضايا الفن التشكيلي السوري، وهو فنان مبدع في رسم الحالات التعبيرية للإنسان، فرسم وأبدع بحسه المرهف هذه الوجوه الضخمة التي نشاهدها، وكأنها جزء حقيقي من الفنان نعيم شلش».

من جهته يحدثنا الفنان التشكيلي محمود جوابرة - رئيس فرع إتحاد التشكيليين السوريين في درعا- فيقول: «الفكرة بدأت من قبل التشكيلي أنور الرحبي، بدعوة أصدقاء الفنان وطلابه لتكريم هذا الفنان والإنسان، فهو صديق حقيقي للجميع، كما تجربته التشكيلية مميزة عن أقرانه التشكيليين، فوجوه الفنان نعيم شلش تعيدنا إلى الجولان السوري المحتل، وخاصة أنه ابن مدينة القنيطرة، فعبر من خلال أعماله وخاصة في رسم البورتريه عن الوجه الجولاني، وكأنها وجوه من البازلت الجولاني، أما من الناحية الإنسانية فالفنان شلش كتلة من النُبل والإنسانية الصافية فهو دائم اللباقة واللطف والمحبة».


التشكيلي أسعد فرزات

من جانبه يعبر الفنان التشكيلي أسعد فرزات عن أهمية تكريم الفنان التشكيلي، متمنياً أن يكون هذا التكريم بداية لتكريم رواد التشكيلي السوري. وعن حفل تكريم الفنان نعيم شلش يقول:
«مشكور إتحاد الفنانين التشكيلبين على هذه المبادرة الجميلة، بدعوة أصدقاء الفنان نعيم شلش، وإقامة هذا المعرض التشكيلي كتكريم لإبداعات الفنان شلش صاحب البصمة الواضحة في مسيرة التشكيل السوري، من خلال تقديمه للجديد وخاصة بموضوعه الإنسان، فأعماله تمتاز بالحس الإنساني المرهف، فاستطاع هذا الفنان الكبير طرح هذه العلاقات الإنسانية من خلال الألوان الباردة والحارة».


التشكيلي أنور الرحبي

وفي حديثنا مع الفنان التشكيلي أنور الرحبي -أمين السر العام لاتحاد الفنانين التشكيليبن السوريين- يقول: «نعيم شلش صديق قديم للحركة التشكيلية السورية، فكان من الوفاء لهذا المبدع الرائع أن يُكرَّم بحياته، ضمن إمكانيات الفنانين الذين قاموا بالتكريم، فهنا لا وزير ولا مسؤول، بل تشكيلي يُقدر قيمة هذا الفنان، فهمسه وصوته وإطلالاته الجميلة وأعماله تثبت أنه من أهم الأسماء في خارطة التشكيل السوري، فهو برسمه يؤكد على شخصيته الفنية الفريدة، وهذه هي ميزة الفنان الحقيقي، فنعيم شلش لا يرسم بل ينقل صورة المُتعبين والمقهورين التي لم تدخل إلى حياتهم ملونات الحياة».

وعن تكريم الفنان التشكيلي وما له من الأهمية على حركة التشكيلي السوري، وخاصة أن هذه الحركة قدمت سورية بوجهها الحضاري في العديد من المحافل الدولية والعالمية، يعلق الفنان أنور الرحبي: «لا تقل أهمية الفنان التشكيلي عن أهمية الممثل أو المُغني، وهنا أصف الفنان التشكيلي بالصوت المُلوَن، الذي ينقل أحاسيسه لتكون صورة وصوت المجتمع بأكمله».


التشكيلي المكرم
نعيم شلش

ومع الفنان التشكيلي نعيم شلش، المُكرَّم في هذا الحفل كانت لنا هذه الوقفة التي قال فيها: «لقد كانت مفاجأة سارة، من قبل الاتحاد العام للفنانين التشكيليين السوريين وزملائي الفنانين، بأن تنادوا فيما بينهم وبشكل ودي وتلقائي، لأن يكون لهم معرضاً أُكرم من خلاله، وهذه العفوية والحركة الصادقة تنم عن مستوى أدبي وفني وعاطفي رفيع المستوى، وإن كان هناك نجاح لي فهو ناتج عن محبة زملائي وصدق عواطفهم اتجاهي فشكري لهم جميعاً على هذا التكريم والذي أعتبره وساماً على صدري ما حييت».

وعن تجربته الفنية يضيف التشكيلي شلش: «هي محاولات متأنية ومن دون ضجيج، فرسمت ما أشعر به، كهواية لم أستغلها كمصدر دخل فأبقيت عليها هواية نظيفة نزيهة لا أكثر، وأنا الآن في السبعين من عمري، أرسم على نفس المبادئ التي شببت عليها وهي الاستمتاع في هواية التشكيل».

يذكر أن الفنان نعيم شلش: من مواليد 1941، خريج قسم التصوير الزيتي في كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1966، عمل أستاذاً محاضراً في كلية الفنون الجميلة. كما أقام مجموعة من المعارض الفردية والجماعية في سورية وخارجها.

مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية