الفلسفة الأبيقورية


تأليف

جان بران

ترجمة

جورج أبو كسم

الناشر

دار الأبجدية للنشر

العنوان الأصلي

L'épicurisme




الأبيقورية، كالرواقية فلسفة عمل، سعت مثلها إلى نجاة الإنسان وتمكينه من بلوغ السكينة (الأتراكسيا)، انطلاقاً من مبدأ "العيش في وفاق مع الطبيعة" الطبيعة المشتركة كلها: طبيعة الإنسان، وطبيعة العالم أجمع. الطبيعة التي كل ما فيها، حسب الأبيقورية، يتكون وينحل تبعاً لاجتماع وافتراق ذرات لا يعينهما شيء.
وهكذا كانت الأبيقورية مذهباً حسياً لذّياً، وعملياً سلوك اعتزال جماعة من الأصدقاء يتوارون عن الأنظار في ما سُمي بـ"حديقة أبيقور"، ويتلذذون في الزهد، شاكرين الطبيعة التي جعلت ميسوراً تحصيل اللذات الطبيعية الضرورية، التي تقوّم سلوك الحكيم، الذي يأبى أن يستسلم منجرفاً مع الدوار المجنون حيث يضيع الآخرون، فيعيش اللحظة الحاضرة، خلواً من صنوف الاضطراب، ساخراً من القدر، محتقراً الألم، متخلصاً من كل رغبة في.. متحرراً من كل خوف من ...
بهذا يتصالح الإنسان مع الطبيعة، وينعم الحكيم بالسكينة "كإله بين البشر، لأن من يعيش وسط الخيرات الخالدة، لا يشابه الكائن الفاني في شيء".
هذا الكتاب الوجيز في نصه والشاسع في آفاقه، الذي نضعه بين يدي القارئ، يلقي الضوء على جانب هام من الفكر العالمي، منذ نشأته، وتطوره على كر الزمان حتى يومنا هذا، وتفاعله مع الجوانب الأخرى من الفكر والتطور الإنسانيين.