الفلسفة الرواقية


تأليف

جان بران

ترجمة

جورج أبو كسم

الناشر

دار الأبجدية للنشر

العنوان الأصلي

STOدCISME

الناشر الأصلي

PRESSES UNIVERSITAIRES DE FRANCE




تبقى "الرواقية" إحدى أبرز معالم الفكر والحضارة الفينيقيين. ويعد "زينون" صاحب هذه الفلسفة أحد أولئك الرواد الذين كانت "قبرص" إحدى محطاتهم الحضارية الرئيسية، ومن هذه المحطة انطلقت فلسفة "زينون" الرواقي الفينيقي السوري إلى بلدان البحر المتوسط، لقد كانت "قبرص" أولاً، وبعد ذلك "صيدا" و"أفاميا" ومناطق وبلدان الشريان الحيوي المتوسطي.
على أيدي تلامذته وأتباعه انتشرت الرواقية، وأسهمت في إغناء وتطوير الفكر والفلسفة الإغريقيين، ومع أن "المتناقضات" كانت في البدايات التي جعلت الكثيرين يطلقون على "زينون" لقب "المشاكس" غير أنه حين جاء إلى "أثينا" في عام 450 ق.م استطاع أن يثير ثائرة المدينة التي سرعان ما بدا لها أن النظريات الفلسفية السائدة لا تعدو كونها مجموعة من "السخافات" غير المعقولة إلى حد أن تيمون من فليوس TIMON OF PHLIUS قال إن "لسان زينون ذي الحدين يستطيع أن يبرهن على أن كل قول يقوله الإنسان غير حقيقي".
ومن هذه "النعرة" كما يسميها "ديورانت" قبل السقراطية كانت بداية علم المنطق، كما كان "بارمنيدس" بالنسبة لأوروبا هو واضع علم ما وراء الطبيعة.
طريقة "زينون" جدلية وقد حاكاها "سقراط" ولو لم يتوافق معها. على كلٍ إن الفلسفة التي بدأت في رواق فينيقي قبرصي أمام مجموعة من التلامذة، أصبحت فيما بعد فلسفة ما كان بمقدور فكر سائد آنذاك أن يتجاهلها.
كانت بداية عصر الفلسفة، وتحاول هذه الدراسة أن تطل عليه وعليها.
لقد آثرنا أن ننقلها إلى "العربية" نظراً لأهميتها من جهة، وقلة الدراسات والمراجع التي عنيت بفلسفة تبقى آخر الأمر، إحدى أبرز المعالم في المنظومة الحضارية السورية المتكاملة.