أنطون تشيخوف - قصص مختارة - الجزء الثاني


تأليف

أنطون تشيخوف

ترجمة

خليل الرز

الناشر

وزارة الثقافة




أبطال متنوّرون قلقون يعانون من حياة لا تليق بهم، ومن عزلة رغم اختلاطهم بالآخرين، ومن عجز أمام واقع متعثّر مربك متخلف، كما يعانون من خمولهم الخاص ومن أوهام لا يستطيعون التخلص منها، وتطلّع إلى حقيقة لا يتوصلون إليها لكنهم مستعدون للتضحية بحيواتهم في سبيلها. إنهم معلمون، أطباء، مهندسون، قساوسة، ضباط، وفنانون مبثوثون كلهم تقريباً في رحاب الريف الروسي في تضاد جارح في الغالب مع أبطال آخرين لأن تشيخوف لا يقصر قصصه عليهم إلا في أعمال نادرة، فهو غالباً ما يشبكهم بعلاقات مع آخرين لا يبدون مجرد إكسسوارات لإظهارهم. إن هؤلاء الآخرين مشغولون بالبراعة نفسها كأنداد يتخذون أحياناً صورة التنويع على البطل نفسه، فتكون الشخصية مقلوب الشخصية التي تجاورها في القصة ذاتها، فيشكلان معاً وجهين لجوهر واحد كما في قصص "جيران" و "خوف" و"المبارزة" أو يكون الأبطال الآخرون من طينة مختلفة تماماً كما في "منزل صيفي جديد" عندما يعالق تشيخوف بطله المتنور بجمع من فلاحين يتفاوتون هم أنفسهم بالتدرج بين الجهل المطبق اللئيم والشفافية العفوية الرحيمة. وهكذا فإن قصص تشيخوف في معظمها ليست قصص أفراد، بل تشكل كل منها لوحة كاملة غنية بإيقاعات مختلفة إن بالشخصيات المتنوعة المتكافئة أو بعلاقاتها بعضها ببعض. وقد عمد المترجم أن يتجنّب قدر الإمكان القصص المترجمة سابقاً ليتسنّى للقارئ العربي الاطلاع على المزيد من أعمال هذا الكاتب العظيم.