الستارة


تأليف

ميلان كونديرا

ترجمة

معن عاقل

الناشر

دار ورد

العنوان الأصلي

Le rideau




أبصر القرن التاسع عشر النور إبان عقود الانفجارات التي غيرت مراراً وكلياً وجه أوروبا كلها. تغيّر ما شيء جوهري في وجود الإنسان حينئذ، وباستمرار: أصبح التاريخ تجربة كل شخص؛ وبدأ الإنسان يفهم أنه لن يموت في العالم ذاته التي ولد فيه، وأخذت ساعة التاريخ الحائطية تعلن الوقت بصوت مرتفع، في كل مكان، حتى داخل الروايات التي احتسب زمنها على الفور وتحدّد.
ندخل في عصر الوصف: باريس بلزاك لا تشبه لندن فيلدينغ، لساحاتها أسماء ولمنازلها ألوان ولشوارعها روائح وضجيج، إنها باريس في لحظة معينة، باريس كما لم تكن من قبل وكما لن تكون فيما بعد أبداً.
أضيئت كوكبة نجوم جديدة في سماء الرواية التي دخلت قرنها العظيم، قرن شعبيتها وسلطتها؛ حينئذ ترسخت "فكرة ماهية الرواية" وسيطرت على فن الرواية حتى فلوبير، حتى تولستوي، حتى بروست؛ وستحجب بنصف نسيان روايات القرن السابق، وستجعل من الصعب تغيير مستقبل الرواية.