أسامة دويعر في غاليري كامل

20 كانون الأول 2010

مديح المطر والجنون

برعاية وزارة الثقافة افتتح غاليري كامل معرضاً بعنوان «مديح المطر والجنون» للتشكيلي أسامة دويعر وذلك يوم الأحد 19 كانون الأول 2010، وبحضور مميز من المهتمين بالمشهد التشكيلي.

«اكتشف سورية» تابع حفل الافتتاح والتقى الفنان التشكيلي أسامة دويعر فكان هذا الحوار.

انطلاقاً من عنوان المعرض «مديح المطر والجنون» الذي اخترته عنواناً لمعرضك، نكون أمام مقولة محددة تختزل كماً كبيراً من الشاعرية.
«بالتأكيد فهذا العنوان هو نشيد جنائزي أرثي نفسي به، وهو بمثابة تأبين لأحلامي الشخصية، ومُعتمدي في ذلك ثنائية الحب والموت. الموت بحضوره المتعالي المجرد لضحاياه وكأنه يحتسي الضجر المسائي، والحب بحضور المتعالي أيضاً والمجرد لضحاياه وهو يبتكر كَفَن الأحزان، فمن خلال هذه المعادلة أو هذه الثنائية ضمن هذا النشيد الجنائزي كان عنوان "مديح المطر والجنون" والذي هو أيضاً عنوان مجموعتي الشعرية القادمة».


التشكيلي أسامة دويعر

من جملتك الأخير أستشعر بنفسٍ شعري تختزله في داخلك، وهذا الترابط ليس بمستغرب بين حقيقة الشاعر والفنان التشكيلي.
«التشكيلي أقل حظاً من الشاعر، فالشاعر بكلمة ولحظة واحدة يستطيع أن يستقطب مجموعة كبيرة من الصور، بينما الفنان التشكيلي يحتاج إلى جهد كبير في عملية بناء منتجه الفني، بالتالي دائماً حظوظ الشعراء أكبر من حظوظ التشكيليين. وهذه هي المعادلة التي أعمل عليها منذ سنوات طويلة، على اعتبار وجود تجارب سابقة في كتابة الخواطر الشعرية. ففي بعض الأحيان تتغلب صوري الشعرية على الصورة التشكيلية وأحياناً العكس، لكن الصورة التشكيلية بالعموم لها حضورها الطاغي في عملي، والتي تعمل على اقتناص أدغال الروح وأوجاعها، فأنا كمن يمشي نحو القدر بطقوس العشق والألم».

عندما يمتلك الفنان التشكيلي مفاتيح الروح الشعرية فهو ومن المؤكد سيرنو نحو فضاءات خاصة، أو يقتنص من الحلم مشاهد لوحته، وهذا ما أراه في هذه الأعمال.
«لقد استطعت أن تقرأ هذه الأعمال باقتناص اللحظة الحقيقية لها، وهذه قراءة صحيحة فشكراً لك على هذا الاستنتاج، فأنا أغلقت نافذة الحلم وغفوت على وسادة الأنوثة وكان سيد الصمت هو الذي يعلو على شرفاتي، فأنا أحتاج من الوقت ومن الصمت ما يكفي، فعندما تتملك مفاتيح الصمت تستطيع إلى حد ما أن تتملك آفاق الأحلام، وهذه الآفاق دائماً مشرعة للشمس، فأنت من الممكن أن ترسم امرأة من ضوء أو امرأة من ملاك، وهذا نتاج التجسيد الحي للحظة الحلم، وبالتالي إلى أي مدى يستطيع الفنان أن يجسد أحلامه هذه ضمن فضاء اللوحة، والتي تحتاج عملياً للكثير من الطاقات والانفعالات للوصول إلى حرارة العمل الفني التي ستخلق حواراً حقيقياً ما بينه وبين المتلقي الذي أريده حائراً أو تائهاً أمام هذا المنتج - أن يتعاطف أو لا يتعاطف – ومن المهم التأكيد على تردد المتلقي في تلقائيته وفيما يستشفه من خلال قراءته للعمل الفني، وما تثيره هذه الأعمال من تساؤلات وانفعالات تتقاطع بشكل من الأشكال مع شعور الفنان التشكيلي نفسه».

تعددت الأشكال التعبيرية التي تنتهجها ما بين التشكيل والشعر والمسرح، وهنا السؤال عن هذا التنوع في أساليب التعبير التي تنتهجها؟
«رؤيتي للعالم والحياة أجسدها من خلال عملي في المسرح والشعر والتشكيل، وهي تنطلق من جوهر الصراع الإنساني والبحث عن أسباب مآسيه الحقيقية، وبالتالي من أهم مشاغل الفنان هي عملية تجسيد ماهية هذا الصراع ضمن مختلف الأساليب الفنية التي ذكرتها سابقاً، وأن يجمع الفنان بين هذه الأقاليم الإبداعية الثلاث بطريقة مبتكرة وخلاقة، هي بمثابة تحقيق معادلة الفنان الحقيقي الذي يبحث عن وجوده».

وفي سؤالنا الأخير عن التقنية المستخدمة في صياغة أعماله التشكيلية في معرض «مديح المطر والجنون» يقول: «بغض النظر عن آلية التشكيل، إن كانت عن طريق الريشة أو أصابع اليد أو عن طريق الكومبيوتر وما إلى ذلك، فلكل طريقة أثرها الخاص، بالنسبة لهذه الأعمال نُفذت عن طريق الكومبيوتر ومعالجة طباعياً، وهي نتيجة تكنيك خاص عملت عليه لمدة سنتين، وأنا مدرك تماماً لدوافع التجريب في المشهد التشكيلي السوري، وقد قلت سابقاً أن هذه التجربة ستثير جدلاً في أوساط الفن التشكيلي، فمنهم من سيقبل وهنالك من سيرفض، ولكن في النهاية يجب على كل تجربة أن تتعرض للضوء ويجب أن تُختبر حتى تستطيع أن تتلمس أثرها الفني على المتلقي».


يذكر أن معرض «مديح المطر والجنون» للفنان أسامة دويعر مستمر لغاية 5 كانون الثاني 2011، في غاليري كامل - مقابل اتحاد الكتاب العرب - فيلات شرقية – دمشق.


مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من حفل افتتاح معرض الفنان أسامة دويعر في غاليري كامل

من حفل افتتاح معرض الفنان أسامة دويعر في غاليري كامل

من حفل افتتاح معرض الفنان أسامة دويعر في غاليري كامل

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

سارة:

ألف مبروك

عامر توفيق دويعر :

الله يوفقك يا ابن العم
ودوما الى الامام انشالله

الامارات