حصاد مهرجان دمشق للفنون المسرحية الخامس عشر

05 كانون الأول 2010

عودة الألق لمسارح دمشق.. وحضور مسرحي مميز

استعادت المسارح ألقها في الدورة الخامسة عشر لمهرجان دمشق للفنون المسرحية؛ وضجت الخشبات بالعديد من العروض المسرحية التي طغت على بعضها سمة التجريب، وعلى البعض الآخر السمة الكلاسيكية للعروض المسرحية، والتي جاء بعضها مخيباً للآمال. وقد حفل المهرجان بالعديد من الحوارات والنقاشات وطرح أسئلة عديدة حول المسرح في سورية والوطن العربي وسط ظروف إشكالية وأزمات عدية تحيط به. وتوافد الجمهور إلى المسارح ليتابع هذه العروض المسرحية منشداً المتعة والتواصل الحقيقي مع أبي الفنون «المسرح».

وفيما يلي موجز عن العروض التي قدمت في المهرجان:


ملصق المهرجان

راجعين: من إخراج الفنان أيمن زيدان مأخوذة عن قصة قصيرة للكاتب الجزائري الطاهر وطار. وقد طرحت المسرحية سؤالاً جوهرياً يتمحور حول: ماذا يمكن أن يحصل لو عاد الشهداء إلى الحياة؟ تبدأ الحكاية مع عابد مسعود والد الشهيد مصطفى، حيث يزوره ابنه الشهيد في الحلم ويخبره أنّه عائد هو ورفاقه إلى القرية. الجميع في القرية ابتدءاً من المواطن العادي إلى رئيس البلدية والفرقة الحزبية والأمن يشكل لهم عودة الشهداء أزمة حقيقية، وحتّى صديق مصطفى وزميله في الحرب ينكر إمكانية عودة الشهداء ثم ينصحه بأن لا مصلحة في عودة الشهداء، فالبلد ضيق ولا يتسع لأحد. ويقول: انصحه أن لا يعود. المسرحية تقدم مجموعة من الانتقادات السياسية والاجتماعية لحياتنا اليومية. وتسلط الضوء على الجوانب السلبية في المجتمع، وتعرض للأخطاء التي نعيشها بسخرية لاذعة، قدمت بشكل عميق وبسيط. المسرحية من تمثيل: محمد حداقي، زهير عبد الكريم، أدهم مرشد، علاء قاسم، لمى حكيم، وائل أبو غزالة، حازم زيدان، أيمن عيد السلام، أويس مخللاتي، خوشناف ظاظا.


مشهد من أناس الليل

أناس الليل: تدور أحداث المسرحية، إخراج باسم قهار والمأخوذة عن رواية «ليلة القدر» للكاتب الطاهر بن جلو، حول قصة رجل أعمى يقع في الحبّ. وقد تمكن قهار من إظهار التباين الشديد بين الحبيبين، عبر فضاء أبيض وأسود عكس تفاعل الأحداث والشخصيات، وبالاشتغال على تقاطيع الوجود وحركات الجسد عند الشخصيات.
والمسرحية من تمثيل: رائفة أحمد، عدنان عبد الجليل، حسام سكاف، فيحاء أبو حامد، محمد ملص.


مشهد من سيليكون

سيلكون: وهو مشروع تخرج لطلاب السنة الرابعة من تأليف إخراج عبد المنعم عمايري وعن فكرة أمل عرفة. ويتناول العرض زيف العلاقات الإنسانية، عبر حكاية زوجين يقرران في عيد زواجهما العاشر فضح ما يكنّه لهم أصدقائهم وإسقاط الأقنعة التي يختبؤون ورائها، لتعرية حقيقة مشاعرهم عبر كذبة يختلقانها حول انفصالهما. وخلال تساقط الأقنعة في هذه السهرة والتي تكشّف حقيقة كل شخصية وزيفها، تتفاجئ الزوجة على لسان إحدى صديقاتها بأن زوجها قد خانها مع إحدى الفتيات، فتنهار الزوجة وتخرج كلّ ما في داخلها تجاه زوجها الذي استغلها من أجل مالها طوال تلك السنوات.

ماستابا الرقصة الأخيرة: تناولت المسرحية السودانية، للمخرج عطا شمي الدين. ماستابا وكاتيانق شابان في القبيلة يؤمنان بالتغير والحق في الحياة الكريمة، ويرفضان التقاليد والمعتقدات التي تكرس ظلم الناس والسلطة في يد الكاهن، حيث يجاهدان لصراع الكاهن ومعتقداته من أجل حياة كريمة.

راشمون: مسرحية مأخوذة عن الفيلم السينمائي الذي يحمل ذات العنوان للمخرج العالمي أكير كيروساوا، قام بإخراجها حازم زيدان، حيث تتناول المسرحية قصة جريمة وقعت في بلدة كيوتو في اليابان، فتروى الجريمة من أربع وجهات نظر. وعند البوابة راشمون يضطر بعض الأشخاص لإعادة رواية ما حدث نقلاً عن لسان شخوص الجريمة نفسها، حيث تطرح المسرحية سؤالاً جوهرياً: لماذا الكل يكذب؟ والمسرحية من تمثيل: رنا كرم، موسى فرح، محمد ديبو، أحمد عبود.

بيت بلا شرفات: نص وإخراج هشام كفارنة. تناولت المسرحية قصة مجموعة من النساء يناجين الحلم ويتخيلنه بكثير من الشفافية والإحباط، لانتشالهن من السجن الكبير الذي تجسده العادات والتقاليد ونظرات الاتهام. والمسرحية من تمثيل: جيانا عيد، أمانة والي، إيمان عودة، رنا ريشة، سوسن أبو الخير، عفاف حديفي، خلود عيسى، جمال تركماني.

حكاية علاء الدين: المسرحية من إخراج أسامة حلال عن نص لكفاح الخوص. وقد أعادت المسرحية تشكيل حكاية علاء الدين وفق رؤية جديدة تعتمد على تعريض بطل حديث لمواقف مر بها علاء الدين من قبل، حيث اشتغل المخرج على هذه المفارقات التي يمكن أن يحدثها هذا الخلق. والمسرحية من تمثيل: أيمن عبد السلام، جهاد عبده، حسام الشاه، رنا شميص، عاصم حواط.

طعم الطين: تناولت المسرحية المغربية، من إخراج عبد المجيد شكير عن نص «رسالة حب» لعلاء الدين كوكش، لقاء فجائي بين امرأة من بلاد الرخام ورجل من بلاد الحجر، على إثر حادث سفينة يكونان هما الناجيان الوحيدان من هذا الحادث. يلتقيان على جزيرة محايدة في عرض البحر، حيث كل منهما يحمل تهماً للآخر. وفي النهاية تصبح هذه الجزيرة أرض اللقاء بين تناقضاتهما. والمسرحية من تمثيل: سناء الدقون، ومصطفى قيمي.


مشهد من فَل يسقط شكبير

فل يسقط شكسبير: قامت المسرحية الليبية، من إخراج محمد الصادق، بمحاكمة شكسبير، عبر دمج ثلاث مسرحيات له في مسرحية واحدة؛ حيث تقرر النساء رفض تاريخ القهر الممارس عليهن، ليكون شكسبير هو الضحية، ليقمن بتصفية حساباتهن معه. وتبدأ المسرحية بخروج ثلاث نساء وهن يهتفن: فل يسقط شكسبير فل يسقط شكسبير. والمسرحيات التي دمجت هي: هاملت، وعطيل، وماكبث. واعتمدت المسرحية على الموسيقى الكلاسيكية في بعض المشاهد وعلى بعض الموسيقى التراثية الليبية. والمسرحية من تمثيل: رافع نجم، سعادة خليل، سلوى المقصبي، صالح العرفي، علي الفيتوري، أسامة بركة. حنان الشهويدي، محمد بعيو، علي الأشم.

حتى يعود إليّ: قدمت المسرحية، ضمن تظاهرة المنصة المسرحية لحوض المتوسط، فكرة جانفيف مازن وكيوغراف جانفيف مازن وإيمان سماوي. من خلال راقصتين صورة إنسانية مقترحة تظهر بشكل متعاقب، حيث تجسد الحقيقة من مواجهة الصورة المصنوعة بأبعاد إنسانية، والتي بدورها ستواجه الراقصتين. كما تسمح هذه الصورة بالتدفق البصري بين ما نحسه في أعماقنا وما ينتمي إلى الجمهور. وقد تميزت المسرحية بالوجود الثلاثي للشخصية الواحدة التي ستظهر بأشكال مختلفة.

حقائب: قدمت المسرحية التونسية، للمخرج جعفر القاسمي وتأليف يوسف البحري، رؤية حول الممثل، باعتباره حقيبة تجر وتحمل وتدفع. وتحاول المسرحية فتح هذه الحقيبة للتعرف على أحاسيس هذا الممثل وآلامه ومشاعره، وذلك عن طريق ثمانية ممثلين وبعض الألبسة بالإضافة إلى عنصر الإضاءة. وقد اعتمد على العرض على إيماءات الممثلين وحركاتهم، ممّا طلب قدرة عالية من الممثلين لتجسيد تلك الإيماءات والحركات والرقصات التي تعبر عن مشاعرهم الداخلية. والمسرحية من تمثيل: سماح الدشراوي، نبيلة قويدر، سماح التوكابري، الصادق حلوس، أسامة الجامعي، رضا جاب الله، أحمد بن علي، يوسف مارس.


مشهد من أحلام شقية

أحلام شقية: قدمت المسرحية الأردنية، من إخراج نبيل الخطيب وتأليف سعد الله ونوس، قصة عائلة مؤلفة من زوجين تعيش أزمات متعددة، وتنتظر حالة خلاص من تلك الأزمات التي تتجسد بخذلان الزوج حالته المادية السيئة والتي ضاقت الزوجة بها ذرعاً، وبالرغم من ظهور المخلص وهو ابن الزوجة التي أجهضته منذ 26 عاماً إلا أنه سرعان ما يتحول إلى الوجه الآخر للزوج الممتهن الذليل؛ حيث يستغل تعطش الزوجة لصورة المخلص ليشتغل على التدمير الذاتي للعائلة. والمسرحية من تمثيل: نهى سمارة، أحمد العمري، رائد شتاح، إيمان ياسين.

مساحات أخرى: قدم العرض المسرحي اللبناني الراقص، من إخراج وتصمي وتأليف جنى الحسن، مجموعة من التصاميم التي تربط سلوك الشخصيات بالحدث في الفضاء الدرامي. المؤدون هم: دانا جمول، رامي بو حمدان، علي جواد.

شظايا: العرض الجزائري، تأليف كاتب ياسين وإخراج حسان عسوس، قدم الشظايا عن طريق عويل للعذارى منادياً الوجود للوجود مدوياً في كل الأزمنة. وليتوقف الزمان لوهلة، فتصطدم الروح بالروح مستحدثةً شظايا لانتفاضة من غياب النسيان.
والمسرحية من تمثيل: بن عيسى نوال، عبد لمولى خديجة، جلاب بن عبد الله، جريو عبد القادرن بن بكيرتي محمد، مربوح عبد الإله، بن عيسى أبو بكر الصديق.

نيغاتيف: قدم العرض المسرحي، من تأليف وإخراج نضال سيجري، حكاية مجموعة من الشخصيات المنهارة والمدمرة في مصح عقلي، حيث تبدأ المسرحية منذ اللحظة التي يقرر فيها الجميع التقاط صورة جماعية أمام عدسة كاميرا لا ترى. وتتحول هذه اللحظة إلىلحظة مكاشفة تعترف فيها كل شخصية بأسباب قهرها وعذابها وألمها. المسرحية من تمثيل: هاشم غزال، رغداء جديد، بسام جنيد، نجاة محمد، مصطفى جانودي، الحسن يوسف، هبة ديب.

كلاكيت: يلقي العرض المسرحي كلاكيت، من نص وإخراج الدكتور تامر العربيد، الضوء على العلاقة بين سطوة القانون من جهة، وحاجة الإنسان الملحة في بعض الأحيان إلى خرقه وتجاوزه، وذلك من خلال قصة امرأة تقوم بتحطيب الأشجار كي تطهو الطعام، تواجه الحارس المسؤول عن حماية الغابة. وهنا تحدث المفارقة بين رجل يريد أن يطبق القانون وامرأة تريد أن تؤمن الغذاء لها ولعائلتها الفقيرة، حيث يمضي كل منهما في الدفاع عن وجهة نظره وتحتدم المواجهة بينهما، ولكنهما سرعان ما يتحدثان عن همومهما المشتركة التي توحد حالهما، والتي تدفعهما في لحظة ما إلى الحلم للخروج من هذا الواقع القاسي الذي يحيط بهما. المسرحية من تمثيل: عبد الرحمان أبو القاسم، وجيانا عيد، ومحمود خليلي، وجمال العلي، ورمضان حمود، وفاتن العلي، ووسيم الرزاز، وجول الحلو.

لحظة: حاولت المخرجة الشابة رغداء الشعراني في عرضها الإجابة عن مجموعة من الأسئلة التي الملحة التي تحكم حياتنا هل يمكن لأي بشري أن يعرف الحقيقية؟ الواقع من الحلم؟ الخير من الشر...حيث تتابع الفنانة راغدة الشعراني محاولة التجريب التي بدأتها في عروض سابقة لها. التجريب الذي يطال كل العناصر على خشبة المسرح.
والمسرحية من تمثيل: علاء الزعبي، كفاح الخوص، ندين تحسن بيك، نسرين الحكيم، جابر جوخدار، الفرزدق ديوب، شادي الصفدي، رنا كرم، نضال سيجري، جمال العلي.

ليلة القتلى: العرض المسرحي ليلة القتلة، تأليف خوسيه ترييان، محاولة تطهر ثلاثة أخوى يعيشون في منزل، حيث يبتكرون لعبة تمثيلية تستعيد الماضي وتحاكمه، حيث تتفجر العقد والمشاكل التي يختزنها الأخوة فيما بينهم، والتي أراد العرض أن يسحبها أو يسقطها على المجتمع بأكمله. العرض من تمثيل: ندى العبد الله، علا باشا، ياسمين سليمان.

لا فكرة: قدمت المسرحية البريطانية، تأليف ليسا هموند وريتشيل سبينس، ولي سيمبسوون وإخراج لي سيمبسون، نظرة الناس إلى الإعاقة ومناقشتها كوميدياً. وتتناول آراء مختلفة للرأي العام البريطاني عن فكرة المسرحية وماولة تجريب الآفكار على خشبة المسرخ واكتشاف المسرحيين في النهاية أنه لا فكرة للمسرحية. والمسرحية من تمثيل: ليزا هاموند، ريتشيل سبينس.

وقد أقيم على هامش العروض المسرحية العديد من الندوات التي تناولت العروض بالنقد والتحليل، بحضور مخرج المسرحية وبعض النقاد.


عروة المقداد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق