افتتاح ثلاثة معارض منفصلة بفضاء واحد في غاليري قزح

13 تشرين الثاني 2010

شهد فضاء غاليري قزح بدمشق القديمة، يوم الجمعة 12 تشرين الثاني 2010، افتتاح ثلاثة معارض منفصلة لثلاثة فنانين سوريين من أجيال تشكيلية مختلفة. المعرض الأول للفنان الكبير نذير إسماعيل بعنوان: «فن الحياة» وهو معرض مقتنيات لأعمال الفن الشعبي والتلقائي لعامة الناس، وبعيداً عن مقاييس التشكيل الأكاديمي. المعرض الثاني للفنان وليد الآغا، حيث قدم تجربته التشكيلية القائمة على إبراز الحرف العربي ضمن تشكيل لوني خاص ومتفرد، أتبعه الآغا في معرضه الأحدث. أما المعرض الثالث فكان للنحاتة الشابة نور عسلية المتفردة بمفردتها النحتية وهي الجمل بتشكيل بصري ونحتي خاص.

«اكتشف سورية» تابع فعاليات الافتتاح والتقى السيد سامر قزح -مدير غاليري قزح للفنون التشكيلية-، وحول إقامة ثلاثة معارض منفصلة في وقت واحد يقول لنا: «يحتمل فضاء غاليري قزح إقامة عدة معارض منفصلة وذلك لتعدد قاعاته المجهزة لهذه الغاية؛ بالنسبة لمعرض الأستاذ والفنان وليد الآغا فقد كان مخطط له منذ سنتين، وهو صاحب تجربة غنية ومهمة في التشكيل اللوني السوري، إضافةً لإتاحة الفرصة للفنانة نور عسلية بإقامة معرضها الفردي الأول، فهي فنانة موهوبة أخذت سابقاً الجائزة الأولى (مناصفة) بمسابقة اللقاء التي أقامها غاليري قزح في عام 2008، أما المعرض الثالث فهو مشروع قديم بين غاليري قزح والفنان نذير إسماعيل الذي يمتلك مقتنيات من الفن الشعبي التلقائي والبعيد من حيث الاختصاص عن مفهوم الفن التشكيلي الأكاديمي، وهي مجموعة مقتنية من قِبل الفنان نذير منذ ثلاثين عاماً، وبهذا نكون أمام ثلاثة معارض بمواضيع مختلفة».


النحاتة الشابة نور عسلية

الجمل كعمل نحتي لم يُستنفذ بيد الفنانة والنحاتة نور عسلية، وكان اكتشف سورية قد اطلع على تجربتها في آذار 2009 ضمن معرض مشترك لفنانات سوريات شابات بمناسبة يوم المرأة العالمي في غاليري كامل وفي ذلك تقول: «منذ تخرجي من كلية الفنون الجميلة 2005 والجمل ككتلة نحتية يرافق مسيرتي الفنية، وهذا يعود لفضولي العاطفي اتجاه هذه المفردة، التي مرت بمراحل من التطور الدائم نتيجة عملي المستمر عليها. كما أعتبر الجمل مادة نحتية غنية من حيث المضمون والشكل، فالجمل كأداة للتعبير النحتي، يحمل كم كبير من العاطفة بما يتضمنه من معاني أدبية كثيرة. وهو تشكيل نحتي متكامل نتيجة وجود الكتلة الضخمة المحمولة على قوائم رفيعة، ممّا يُعطي للجمل رشاقته المتناسقة مع كتلته، وهي نتيجة تزاوج الكتلة والفراغ ضمن هذا الشكل».

وعن الخامات المستخدمة في هذا المعرض تضيف النحاتة نور عسلية:
«تلعب الخامات المتنوعة دوراً في تغير مسار وشكل العمل، ومن جهةٍ أُخرى فإنِّ هذه الأعمال لم تُنجز بمرحلة واحدة، بل أخذت عامين من العمل المستمر، وما تخللها من مراحل زمنية وفكرية مختلفة، ما حمّل مفردة الجمل كتلة من المشاعر المختلفة والمتناقضة».


التشكيلي وليد الآغا

وأمام تجربة الفنان وليد الآغا نقف أمام شكل وطرح جديد للحرف العربي، ضمن توليفة لونية خاصة وجديدة، لصياغتها المتفردة والبعيدة عما هو معروف بالحروفية، وعن ذلك يقول:«علاقتي بالحرف العربي علاقة أزلية بدأت معي منذ الصغر وستبقى كجزء من شخصيتي الفنية، وهي علاقة متأصلة بي، لما يملكه الحرف من سحرٍ خاص رافقني في جميع نواحي حياتي اليومية، لذا لا توجد غربة بيني وبين الحرف بل تواصل وحبّ كبير يتعمق بشكل دائم عبر توظيفه كأساس تشكيلي في جميع أعمالي الفنية وطرحه بصيغة وتقنية جديدة من خلال التجريب المستمر والاستفادة من مفهوم المعاصرة ولكن ضمن مفهوم البيئة والتراث المحلي».

هنالك الكثير من الفنانين ممّن عملوا على الحرف، إن كان بمفهوم الخط العربي الكلاسيكي أو بما يعرف بالحروفية، وفي كلا المفهومين السابقين كثرة الأعمال المستنسخة وكأنها «نسخ – لصق»؟ فيجيب: «هذا الكلام صحيح، وهذه هي المشكلة التي يعاني منها الكثير من الحرفيين، والكثير أيضاً من الشباب التشكيلي، وكأنّهم يستنسخون الأعمال الحروفية، وهذه مشكلة كبيرة في مسيرة الفن التشكيلي السوري. ما أتمناه فعلاً هو القيام بالبحث الشخصي والذاتي لكلّ فنان، واستمرار التجريب مهم للوصول لأسلوب جديد في طرح الشكل الفني». ويضيف الآغا: «الفنان التشكيلي ليس بخطاط، فلكلّ منهما طريقته الخاصة في التعبير، وهنا مهمة الفنان أن يتعامل مع الحرف كتصوير وتقنية لها علاقة بالحس الداخلي».

أما سؤالنا الأخير مع الفنان وليد الآغا فكان عن عمل تركيبي وحيد قدمه في معرضه هذا: «هذا العمل هو بداية مشروعي الجديد الذي سأقدمه في معرضي القادم، حيث سأقدم من خلاله وجهة نظري الفنية، مستنداً على قوام الحرف العربي والرموز السورية».


التشكيلي نذير إسماعيل

وأخيراً ومع فضول كبير، نقف أمام مقتنيات الفنان الكبير نذير إسماعيل، والتي قال فيها: «يختار الناس العاديون مقتنيات يزينوا بها حياتهم، ولدى أيّ منهم مقتنيات يمكن أن تكون عادية أو هامة، دون أيّ إدعاء ثقافي أثناء اختيارهم. إنِّها ثقافة لا مدعية وتعبّر عن حالها بحالها».

تعود بعض هذه المقتنيات إلى أكثر من 150 عاماً وكما قال لـ «اكتشف سورية» تحتاج بعض المقتنيات لخبير مختص ليقدر عمرها الحقيقي، فقد بدأت في اقتناء الموروث الفني الشعبي منذ 30 عاماً في محاولة لاكتشاف ماهية الأشياء التي زين بها السوريين بيوتهم والتي تعبّر عن ثقافتهم الفكرية من غير أيّ إدعاء ثقافي أو تشكيلي». تميزت مقتنيات الفنان نذير إسماعيل بندرتها وجمالها، الذي يعبق برائحة تاريخ سورية وخاصة دمشق وأهلها على اختلاف أعراقهم ودياناتهم، حيث نلاحظ تجاور فن الأيقونة مع لوحات لكتابات قرآنية كريمة، إضافةً للوحات معدنية وقماشية نادرة تمثل قصص الأنبياء التي تزخر بها كتب الديانات السماوية الثلاثة. إضافةً لوجود لوحات فنية تبرز جمال الخط العربي موقعة بأسماء أشهر الخطاطين ومنهم الخطاط يوسف رسا الذي أوفد إلى دمشق من قبل الأتراك لإعادة كتابة بعض الآيات القرآنية الكريمة على جدران الجامع الأموي بعد حريقه الذي دمر جزء منه، كما توجد أعمال للخطاط بدوي الديراني ومحمد الجبان، إضافةً لوجود سرير وكرسي وسجادة قديمة، وبعض التحف الشرقية النادرة، ولا ننسى ذكر لوحة للسيد المسيح وأمه العذراء، تمت طباعتها بتقنية الطباعة الحجرية (ليتو غراف) وعمرها حوالي 150 عاماً.


اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

من مقتنيات الفنان نذير إسماعيل

التشكيلي وليد الآغا

التشكيلي نذير إسماعيل

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

رضوان:

مبروك للنحاتة الشابة نور عسلية

سورية

أفينا:

متألق دائمابحضورك وأعمالك الجميلة . مبروك للمعرض الجميل وكل جديد في حياتك .تمنياتي لك بالوفيق دائما

سوريا