معرض الفنانة السورية ليلى مريود تحت عنوان حديقة اللامكان في الثقافي الفرنسي

11 تشرين الثاني 2010

«ومرة أخرى تلتقي سورية مع فرنسا بواسطة الفنون وحول الفن، وبعيداً عن استنفاذ الأبعاد المتعددة للعلاقة بين البلدين، تبقى الثقافة في قلب علاقاتنا على الأمد البعيد، وأنا لا أجازف كثيراً حين أؤكد هنا أن المستقبل القريب والأبعد سيقدم لنا العديد من الفرص الأخرى لنلتقي حول الثقافة، أما بالنسبة لي، سأواصل بذل كل الجهود اللازمة لتعزيز هذا الوجه الأساسي للعلاقة الفرنسية السورية».

هذا جزء من كلمة السفير الفرنسي بدمشق السيد إريك شوفالييه التي دُونت على أولى صفحات البروشور المُقدم لمعرض الفنانة السورية ليلى مريود تحت عنوان «حديقة اللامكان»، والذي أقيم يوم الأربعاء 10 تشرين الثاني 2010، ضمن فعاليات مهرجان دمشق للفنون البصرية، في المركز الثقافي الفرنسي بدمشق، وبالتعاون مع جمعية عين المنظمة للمهرجان، وغاليري أتاسي.

تضمن البروشور عدداً من الكلمات كانت أهمها أيضاً كلمة للشاعر السوري أدونيس والتي نجتزئ منها: «الجسد، جسد المرأة، خصوصاً في محرّماته ومكبوتاته. في رغباته ونزعاته وتململاته. في سجونه وقيوده وعوائقه. في أحلامه وتوتراته وانفجاراته. في نشواته وتطلعاته، هذا الجسد الواحد المتعدد، الشفاف الكثيف، الواضح الملتبس هو المدار الذي تتحرك فيه شهوة الفن عند ليلى مريود، وهي شهوة طافحة بالحياة، تقاليد وذكريات، مخيّلة وواقعاً، أوجاعاً ومسرّات، وانشطاراً وتمزقاً، رفضاً، ونقداً، وزلزلة. وهذا المدار ينخَطُّ هو نفسه في فضاء فني كوني دائم التحول». لينهي بقوله: «يطيب لي أن أدعو جميع الذين يُعنون بمسار الفن التشكيلي وتحولاته إلى التأمل طويلاً في أعمال ليلى مريود، وإلى الحوار معها طويلاً طويلاً».

الفنانة ليلى مريود التي تقدم نفسها كفنانة تطرح أفكارها بأشكال متعددة وتقنيات مختلفة، تطرح أسئلتها من خلال عملها الفني، فهي فنانة عملت بالحفر والنحت وتصميم الأزياء والفوتوغراف، وكما قالت لـ «اكتشف سورية»، إن عملها في مجال الأزياء يستند على تقديم عمل إبداعي جميل ومختلف عما هو معرف بمصطلح الموضة، أما في معرضها «حديقة اللامكان» فتقدم ليلى مريود صورها الفوتوغرافية عبر بنائها لمشهدية مسرحية متوافقة مع لعبة الظل والنور، وتقول عن ذلك: «الصورة ليست مجرد كبسة زر، فهي نتيجة أفكار أطورها وأعجنها مع مفهومي الخاص للأشياء التي أراها والتي أتأثر بها».


كلمة السيد ديديه لاروك وترجمة
فورية من الآنسة كندة وهبة

«اكتشف سورية» تابع فعاليات افتتاح معرض «حديقة اللامكان» للفنانة السورية ليلى مريود، حيث بدأ الافتتاح بكلمة للمستشار الأول في السفارة الفرنسية السيد ديديه لاروك، الذي أشار في كلمته إلى أهمية عمل الفنانة السورية ليلى مريود التي اكتسبت شهرة كبيرة في فرنسا وأوروبا بفضل عملها مع كبار الفنانين و المصممين المشهورين في فرنسا، إضافة لما قدمته من إبداعات فنية مهمة في مجال تصميم المجوهرات، كما أشار السيد ديديه لاروك في كلمته إلى اقتناء بعض الدول لأعمال هذه الفنانة السورية، ومنها في متحف الموضة، ومعهد العالم العربي في باريس، ووزارة الثقافة السورية، وفي المملكة العربية السعودية. كما أشاد السيد لاروك بأهمية أعمال الفنانة ليلى مريود في هذا المعرض إذ يقول: «الأعمال الموجودة في المعرض أعمال إبداعية وهامة جداً على صعيد طرح جسد الأنثى بطرق مختلفة ومتنوعة» ليشكر في ختام حديثه كلاً من الفنانة السورية ليلى مريود والمركز الثقافي الفرنسي وجمعية عين وغاليري أتاسي.

حوار اكتشف سورية مع الفنانة ليلى مريود:
قدمت الفنانة ليلى مريود عدداً من الأعمال الفوتوغرافية والتي اتسمت ببعد مسرحي من حيث أسلوب الطرح الذي اتسم بوعي ملحوظ ونظرة ثاقبة لمفهوم الفن كمرآة حقيقية للذات البشرية وفي ذلك تقول لـ «اكتشف سورية»: «الحياة عبارة عن مسرح كبير يبدأ مع الحياة وينتهي بنهايتها، وهي محاولة لرؤية العالم وتقديمه من خلال نظرتي الخاصة، فأنا ألتقط لحظات معينة، وخاصة تلك اللحظات التي تترك أثراً كبيراً على شخصيتي، فأبدأ على بناء العمل الفني، لينتهي وكما قلت أنت على أنها صورة مسرحية تتكلم عن الهاجس الإنساني، إضافة إلى أن جميع أنواع الفنون تتلاقى من حيث مضمون عملها وإن اختلفت الطريقة أو المادة المستخدمة».

الفنانة ليلى مريود

تميز عمل الفنانة ليلى مريود بتقديم المرأة كحامل أساسي لجميع أعمالها وعن ذلك تقول: «جسد المرأة هو شيء أساسي وهام في عالم المرأة الداخلي، فهو الحامل والمرآة الحقيقية للحياة التي تعيش ضمنها، فهذا الجسد تعرض للّعب عبر جميع العصور، بداية من طريقة لباسها الإجباري وكأنها دمية تتحرك حسب أهواء الآخر، لتصبح صورة حقيقية للمجتمع الذي تعيش فيه. لذا عندما أتكلم عن جسد المرأة، فإنني أتكلم عن الحدود التي تضبط المرأة، والحدود التي تربطها مع العالم الخارجي».

للقناع دلالاته الفكرية والإيديولوجية لدى العامة، وهنا كان بيد الفنانة ليلى مريود قناعاً ممتلئاً ببريق الماس ومزركش بمتاهات الشرق، إلا أنه يخفي بين ثناياه ملامح الوجه، والقناع في نهاية الأمر هو هوية لما عليه المرء، ومرجعية فكرية نستدل من خلالها على البعد النفسي لحامله وعن ذلك تقول الفنانة: «مهمتي طرح السؤال للمتلقي من خلال هذه الأقنعة وهو الأقدر على الإجابة عن ماهية القناع ودوره في حياتنا التي تزخر بالكثير من الأقنعة».

وعن طريقة بناء العمل الفني تضيف الفنانة مريود: «في عملي أبدأ بصنع الأقنعة والمرايا وقطع النحت الكبيرة، ثم أضعها في جو خاص، لأصورها مع الشخوص لتكوين الصورة والفكرة الأساسية التي انطلقت منها، ثم أبدأ بمرحلة تحميض الصور والتي أعتبرها جزءاً مهماً في عملية الصياغة النهائية، ففي هذه المرحلة تبدأ لعبة الضوء، الجوهر الحقيقي لأي عمل فوتوغرافي وكأنك تنحت بالضوء والظل أفكارك وهواجسك عبر الصورة الفوتوغرافية».

وفي سؤالنا الأخير عن الظلمة والنور ومكان المرأة بينهما تقول الفنانة ليلى مريود: «لا أعرف مدى وعي المرأة لهذا المسألة، وهل هي فعلاً واعية لما تريده من نفسها ومن الآخر، ولكن وبرأيي الشخصي، ورغم التطور البسيط الحاصل، ما زالت المرأة الشرقية والغربية على حد سواء تخبط في الظلمة، فمازلت المرأة مكسورة من الداخل، لذا حاولت في هذه الأعمال أن أركز على عين المرأة التي تنظر لعين المتلقي كنوع من التحدي للعالم الخارجي والحياة».

الآنسة دولفين ليكاس

وفي لقاءنا مقتضب مع الآنسة دولفين ليكاس – مديرة مهرجان دمشق للفنون البصرية، المنظم لمعرض حديقة اللامكان والمنفذة لسينوغرافيا المعرض - تقول لـ «اكتشف سورية»: «الفنانة ليلى مريود فنانة سورية مقيمة منذ زمن طويل في مدينتي الأم – باريس - لذا أحببت دعوتها إلى بلدها الأم وإقامة معرضها في دمشق لتعريف الجمهور السوري بنتاج هذه الفنانة الكبيرة التي أقامت معارضها في معظم دول العالم. علماً أن آخر معرض للفنانة ليلى مريود في دمشق كان قبل 14 عاماً في المركز الثقافي الفرنسي، حيث قدمت أعمالها في فن المجوهرات، أما الآن فنحن نتعرف على إبداعاتها في فن التصوير الضوئي».

الفنانة ليلى مريود في سطور:
فنانة سورية تقيم في فرنسا، أقامت العديد من المعارض الفردية والجماعية في مختلف دول العالم ما بين دمشق، باريس، دبي، واشنطن، المملكة المتحدة، لبنان، الأردن، ألمانيا، المملكة المغربية.
أعمالها مقتناة في:
- معهد العالم العربي، باريس.
- وزارة الثقافة، دمشق.
- مؤسسة المنصورية، المملكة العربية السعودية.
- متحف غالييرا، باريس.

يذكر أن يوم الخميس 11 تشرين الثاني الساعة الرابعة والنصف مساءً، سيشهد جولة تقديمية للمعرض بصحبة ليلي مريود في المركز الثقافي الفرنسي بدمشق.


مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

الفنانة ليلى مريود خلال افتتاح معرض حديقة اللامكان في المركز الثقافي الفرنسي

المرأة بعين الفنانة ليلى مريود في معرضها حديقة اللامكان في المركز الثقافي الفرنسي

المرأة بعين الفنانة ليلى مريود في معرضها حديقة اللامكان في المركز الثقافي الفرنسي

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق