أطفال جمعية الرجاء لذوي الاحتياجات الخاصة في ضيافة كلية الصيدلة

11 تشرين الثاني 2010

في سابقة تحدث لأول مرة في جامعة حلب

في سابقة تحدث لأول مرة في رحاب جامعة حلب، استضافت كلية الصيدلة في الجامعة أطفال جمعية الرجاء لذوي الاحتياجات الخاصة في أمسية ترفيهية للأطفال جرت في بهو الكلية، وذلك في مبادرة من طلبة الكلية وبتشجيع ودعم من إدارتها مساء يوم الإثنين 24 تشرين الأول 2010.

أربعون طفلاً وطفلة من أطفال الجمعية زاروا الكلية وجلسوا مع طلابها وتفاعلوا معهم. بداية البرنامج كانت مع العرض الفني الذي قدمه أطفال الجمعية والذي سبق لهم أن قدموه في حفل افتتاح الأولمبياد الإقليمي الخاص، ونال الإعجاب الكبير هنا كما نال الإعجاب الكبير وقت الافتتاح. بعدها قدم طلاب الكلية فقرة مسرحية صغيرة خاصة بالأطفال تلاها تكريم الطفل ياسر صابوني الذي نال الميدالية الذهبية في السباحة الحرة في الأولمبياد الخاص إضافة إلى أخرى فضية وثالثة برونزية. من ثم جرت مسابقات للأطفال وتوزيع هدايا ليختتم النشاط بتكريم كل الأطفال الموجودين مع مشرفيهم.

الفكرة جاءت انطلاقاً من حاجة، ومن ورائها كانت الشابة رنيم أسود، والسبب الذي دفعها لتنظيم هذا الأمسية أختها التي هي إحدى طفلات الجمعية حيث تقول لنا: «لدي أخت من ذوات الاحتياجات الخاصة في الجمعية، وكنت دائماً على اطلاع بنشاطات الجمعية وما تقوم به، حيث وجدت أن لديهم العديد من النشاطات التي تستحق المتابعة. من ناحية أخرى، كنت دائماً أصطحب معي أختي إلى الجامعة وكانت تعود لتحدث أصدقائها في المركز عن الجامعة، ما جعل العديد منهم يحسدونها ويتمنون القدوم إلى الجامعة أيضاً. وبما أن معظم الأهالي لا يملكون ثقافة اصطحاب الأطفال إلى الجامعة، بدلاً من قيامنا بزيارتهم، فقد اقترحت أن نقوم نحن باستقبالهم وعملت على تفيذ الفكرة».

وتضيف الشابة رنيم بأن الدعم كان كبيراً بدءاً من الهيئة الإدارية للكلية ومن ثم عمادة الكلية مروراً بمكتب الطلبة والاتحاد الوطني لطلبة سورية حيث وجدت الدعم الكبير من قبلهم لتحقيق هذه الغاية وتضيف: «كانت فكرة نشاط اليوم هي أن تكون هناك عملية تآخي بين طالب من الكلية وطفل من الجمعية، حيث أشرف كل طالب من طلاب الكلية على طفل من أطفال الجمعية وكان معه اليوم يساعده ويتواصل معه».


من العرض الذي قدمه أطفال جمعية الرجاء

بدوره يقول الدكتور أحمد خليل - عميد كلية الصيدلة - بأنه شجع الفكرة جداً حالما سمع بها من الطلاب، مضيفاً بأن لطلاب الصيدلة نشاطات إنسانية كبيرة منها زيارة أطفال قرى الأطفال SOS وجمع وتوزيع الأدوية مجاناً للجمعيات الخيرية، ويضيف: «نحاول كطلاب وإدارة كلية الصيدلة إيصال رسالة للجميع مفادها بأن كل فرد في المجتمع يستطيع مساعدة هذه الجمعيات، وهذا واجبنا كأفراد في المجتمع. من ناحية أخرى يؤثر هذا النشاط الإنساني كثيراً في الطلاب، ويعطي الطالب فرصة كي يتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة عن قرب وبالتالي يتعلم كيفية التواصل مع هذه الفئة».

حفلة، مسرحية، تكريم:
هل يمكن التعامل مع الأطفال المعاقين ذهنياً بسهولة؟ تجيب على هذا السؤال السيدة فريدة جالق العمادي - مديرة مركز الرجاء - بالقول: «لا حاجة لأن تكون مدرباً على التعامل مع هؤلاء الأطفال لكي تتواصل معهم ضمن نشاط ما، ولكن في حالة المشرفات عليهم، يجب أن يكون التعامل معهم وفق منهج علمي، حيث تخضع المشرفات إلى دورات علمية ومنهجية واختبارات، فإما أن ينجحن بها ويعملن ضمن المركز، أو يرسبن. والمطلوب منا أن نكون إنسانيين وأن نكون معهم في هذه اللحظات وننقل لمن حولنا أن هؤلاء الأولاد يحتاجون منا إلى محبة ورعاية وليس إلى شفقة».

ويعتبر المركز الذي تديره السيدة فريدة واحداً من ستة مراكز تعود للجمعية موجودة في مدينة حلب وريفها، والجمعية هي فرع مشهر من جمعية الرجاء التي مقرها دمشق وتضيف السيدة فريدة: «كان هناك تنسيق بين المركز والكلية عن طريق الشابة رنيم، إذ أبهجنا هذا الموضوع كثيراً كوننا نعمل جاهدين على إقامة نشاطات لهؤلاء الأطفال خارج نطاق المركز ومع أطفال وشباب أسوياء لكي يتعلموا منهم. من ناحية أخرى، تعتبر الكلية منبراً ثقافياً وعلمياً كبيراً، ومن الرائع أن نتواجد فيه ونتمنى أن تنتقل الفكرة لكليات أخرى أيضاً».

وتضيف بأنه جرى اصطحاب 40 طفلاً اليوم إلى الكلية حيث سيقدم 16 طفلاً منهم فقرة فنية تم عرضها في حفل الافتتاح للأولمبياد الإقليمي الخاص أثرت في المشاهدين جداً وتضيف: «من الضروري أن يحتك هؤلاء الأطفال مع أناس طبيعيين، كما أنه من الضروري أن يحتك الناس الطبيعيون مع هؤلاء الأطفال لكي تتغير النظرة المسبقة التي نملكها عنهم».

والسيدة فريدة هي في نفس الوقت والدة الطفل زاهر صابوني الذي نال عدداً من الميداليات في الأولمبياد الإقليمي الخاص حيث تقول: «عمر ابني حالياً 17 عاماً، ويلعب الرياضة منذ سنين حيث شارك في بطولة "الإرادة والحياة"، وفي بطولة "الجولان" لذوي الاحتياجات الخاصة. كما شارك في أكثر من بطولة محلية في الدراجات وحصل على عدد من الميداليات، وشارك في بطولة الجمهورية للسباحة وحصل على الذهبية فيها في بطولة الحرة والفراشة ضمن مستوى عمره. وحين عملوا على انتقاء المنتخب الوطني أهله رقمه الذي حققه في السباحة للمشاركة في الفريق الذي يمثل سورية في الأولمبياد، وشارك به لينال الذهبية في سباحة الفراشة 50 متراً، وفضية في سباق التتابع، وفضية في السباحة الحرة».


تكريم أطفال ومشرفي المركز

وتضيف بأن شعورها اليوم بالتكريم هو كبير ولا يوصف، خصوصاً مع نيل ابنها الميدالية الذهبية مضيفة بأن ابنها رفع رأسها عالياً، وتؤكد بأن هذا الأولمبياد أحدث نقلة كبيرة في طريقة تفكير الناس تجاه الأطفال والشباب ذوي الاحتياجات الخاصة حيث تفسر هذه النقطة أكثر بالقول: «ساهم الأولمبياد الإقليمي في جعل العائلات التي لديها أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة تهتم بأطفالها أكثر. في بداية كل عام دراسي اعتدنا على استقبال ما يقارب 5 حالات جديدة، أما حالياً فقد وصل العدد إلى 40 حالة مع أول شهر تسجيل، لدرجة أن ذلك فاق درجة الاستيعاب الموجودة في المركز».

ومن المتواجدات من طلاب الكلية كانت الشابة سامية شحنة والتي كانت من الكادر الذي أعد ونظم هذه المناسبة حيث تقول: «الفكرة أن نقدم السعادة إلى هؤلاء الأولاد، ونجعلهم يحسون بأنهم ليسوا لوحدهم في هذه الحياة. ونحن كطلاب صيدلة قمنا بالعديد من النشاطات الإنسانية وزرنا أطفال قرى الأطفال SOS إضافة إلى حملات جمع الأدوية وغيرها». وتتابع بأن التحضير للنشاط استغرق عشرة أيام مضيفة بأن هناك العديد من النشاطات التي يعمل الطلاب عليها مستقبلاً وهي ذات طابع إنساني.

يذكر بأن جمعية الرجاء هي جمعية تهتم بالأطفال ذوي الإعاقات الدماغية من كافة المستويات وكافة الإعاقات، مثل التخلف ونقص الأكسجة والضمور، وذلك من أعمار 3-20 عاماً. وتعمل بنظام الدوام المدرسي من التاسعة صباحاً حتى الثانية ظهراً وتضم الجمعية 400 طفلاً في المراكز المتعددة التابعة لها، يتعلمون ضمن صفوف نموذجية مؤلفة من 12 طالباً بإشراف مشرفتين مؤهلتين لكل صف. والجمعية هي فرع مشهر عن الجمعية الأم الموجودة في دمشق ويصل عمر الفرع إلى 10 سنوات.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

تكريم الشاب ياسر صابوني والسيدة والدته

أطفال جمعية الرجاء في كلية الصيدلة: من الحفل

أطفال جمعية الرجاء في كلية الصيدلة: من الحفل

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق