الدراسات الخمس المعمقة للشباب

23 تشرين الأول 2010

أطلقت الهيئة السورية لشؤون الأسرة بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة الدراسات الخمس المعمقة للشباب المتعلقة بمؤشرات النوع الاجتماعي والمشاركة المجتمعية والصحة العامة والإنجابية والتعليم والتمكين الاقتصادي خلال ورشة عمل أقيمت في قاعة رضا سعيد بجامعة دمشق .

وتهدف الدراسات حسب وكالة الأنباء السورية سانا: إلى توفير قاعدة بيانات دقيقة ومتكاملة حول قضايا الشباب المختلفة من خلال التعرف على الواقع التعليمي والمهني والصحي والمشاركة المجتمعية وتشخيص العوامل المعوقة لتمكينهم تقديم تصور عملي يتضمن الاقتراحات والتوصيات التي تسهم في رسم إستراتيجية شاملة لدعم الشباب.

وركزت الدراسات الخمس المعمقة على موضوع الشباب والتعليم والشباب والمشاركة المجتمعية والصحة العامة والإنجابية ومؤشرات النوع الاجتماعي والتمكين الاقتصادي لهم.

وتناولت الدراسة المعمقة حول الشباب والتعليم تحليلا معمقا عن الواقع التعليمي للشباب من حيث معدلات الالتحاق بالتعليم والتسرب والأمية والطموح الدراسي ومتابعة الشباب والشابات للتعليم ما بعد الثانوي ونوع التخصصات المرغوبة وعزوفهم عن تخصصات أخرى إضافة إلى معالجة واقع المؤسسات التعليمية من حيث البنى التحتية والمناهج والوسائل والطرق التعليمية والكادر التعليمي ودور التعليم باعتباره المفتاح الأساسي لتمكين الشباب وتحسين ظروف مشاركتهم المهنية والاقتصادية والاجتماعية في المجتمع.

وبينت الدراسة الميدانية أن نحو أربعة من بين كل عشرة شباب مشمولين بالبحث ينتظمون حالياً بالدراسة ونحو ستة من عشرة التحقوا بها في حين أن 2.4 أفادوا بأنهم لم يلتحقوا مطلقاً بالتعليم وتتجاوز نسبة الذكور المنتظمين حالياً في مرحلة التعليم الأساسي والمهني نسبة الإناث في حين تتضاءل الفروقات بين نسب الالتحاق الحالي للجنسين في مراحل التعليم المتوسط لترتفع في مرحلة التعليم العالي لصالح الإناث وبمقدار الضعف تقريباً.

واقترحت الدراسة تحليل ودراسة سوق العمل واحتياجاته وإيجاد صيغة مشتركة ما بين وزارة التعليم العالي وباقي الوزارات بما يضمن المواءمة بين مخرجات التعليم وحاجات سوق العمل وتكييف المناهج الدراسية والتدريبية بما يحقق الهدف إضافة إلى توجيه العناية للتعليم المهني وتضافر الجهود لتعديل الاتجاهات السلبية في المجتمع نحو بعض المهن غير المقدرة اجتماعيا وماديا وبالقدر الكافي .

وتناولت الدراسة المعمقة عن مؤشرات النوع الاجتماعي تحليلاً ورصداً لتلك المؤشرات بهدف التعرف على واقع المساواة بين الجنسين في سورية في القضايا التعليمية والصحية والعمل والمشاركة المجتمعية والحياة الأسرية وصورة الذات إضافة إلى تقصي العوامل الكامنة خلف الفروق القائمة بين الذكور والإناث .

واقترحت الدراسة حلولاً عدة لتفعيل دور الآليات المؤسسية المعنية بالمساواة بين الجنسين والتدابير القانونية المطلوبة للمساواة بينهما وتمكين المرأة وتأمين الحماية الاجتماعية للشابات ودور السياسات المقترحة في مجالات التعليم والاقتصاد والصحة إضافة إلى تمكين المرأة في مواقع اتخاذ القرار وتوفير إحصاءات النوع الاجتماعي الدقيقة والموثوقة والقابلة للمقارنة.

ودعت الدراسة إلى تعزيز النهج التشاركي بين القطاعات الرسمية الخاصة والأهلية في وضع السياسات والاستراتيجيات التنموية ودمج مفهوم النوع الاجتماعي وتعميقه إضافة إلى تعديل المواد المتضمنة

وأوصت الدراسة باعتماد الخطة الوطنية لمكافحة العنف ضد المرأة والقيام بحملات توعية لتعريف النساء بحقوقهن وخاصة الريفيات وزيادة فرص الإناث في التعليم العام والعالي ومواقع صنع القرار وتسهيل وصولهن إلى التعليم في مراحله المختلفة مع التركيز على المناطق الأكثر احتياجاً كذلك تعزيز وتوسيع الخدمات الصحية الخاصة بالمرأة ذات الاحتياجات الخاصة وتحسين نوعيتها وتشجيع النساء على الانخراط في العمل الإعلامي والسياسي والاقتصادي.


وأكدت الدراسة ضرورة بناء قاعدة بيانات تتضمن إحصاءات دقيقة ودائمة التحديث على أساس النوع الاجتماعي في كافة المجالات واستخدام الإحصاءات والبيانات الجندرية لأغراض التخطيط ووضع السياسات إضافة إلى اعتماد قاعدة البيانات الجندرية لإجراء الدراسات والأبحاث الكمية والكيفية التي ترصد واقع المرأة وتطور مشاركتها والعوامل المحفزة لها والعقبات التي تحول دون ذلك عبر تشريعات خاصة.

فيما تلقي الدراسة التحليلية المعمقة حول موضوع التمكين الاقتصادي للشباب في سورية الضوء على الاستنتاجات والتوصيات التي تساعد المهتمين وأصحاب القرار في رسم الرؤى والاستراتيجيات الملائمة لتحقيق التمكين والأمان المطلوبين بما يوائم بين تطلعات الشباب وأفكارهم وأحلامهم والتعرف على أوضاعهم الاقتصادية وأثرها على استقرارهم المعيشي والاجتماعي.

ودعت الدراسة إلى اعتماد النمو الاقتصادي المولد لفرص العمل والتشغيل للقادمين الجدد إلى سوق العمل وبناء القدرات الشبابية وغرس المسؤولية الاجتماعية لديهم وتحقيق أوسع مشاركة ممكنة لهم في برامج ومشروعات التنمية المحلية ومواجهة تحديات الأمية والفقر وتنمية المناطق التي تستهدفها الخطة لتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية.

وأكدت الدراسة على أهمية التأسيس والتوسع في شبكات الأمان الاجتماعي وفق ما أوردته الخطة الخمسية العاشرة منها قانون التقاعد وتفعيل صندوق التأمين ضد البطالة والتوسع في المظلة التأمينية مع إيجاد صناديق ادخار لأصحاب المهن الحرة إضافة إلى اتخاذ خطوات مناسبة لتحفيز ارتفاع سن العمل إلى 18 سنة عبر وضع برامج للحد من التسرب من التعليم وتحسين المستوى المعيشي للأسر وخاصة التي يعمل أربابها بمهن هامشية وموسمية غير دائمة الدخل.

وكشفت نتائج الدراسة المعمقة التي أجريت حول تمكين الشباب ومشاركتهم المجتمعية أن نسبة الشباب الذين ينتمون إلى منظمات العمل التطوعي لم تجاوز 3.3 بالمائة من مجموع المبحوثين فيما بلغت نسبة المشاركين في عمل تطوعي 21 بالمائة وأن النشاطات التطوعية تركزت على تنظيف الحي ومساعدة المنكوبين والفقراء وإصلاح المباني مبينة ان العوامل التي تحد من قدرة الشباب على ممارسة بعض الأنشطة الترويجية وقلة الأنشطة الشبابية ومراكز الكومبيوتر والملاعب والمكاتب العامة والمراكز الثقافية ودور السينما.

وأوصت الدراسة بالعمل على تشكيل مجلس أعلى للشباب أو هيئة مختصة بشؤونهم يدخل في صلب عملها التنسيق مع الجهات والهيئات المختلفة ذات الصلة وانتاج برامج تلفزيونية وإذاعية تعمل على توعيتهم بأهمية مشاركتهم في اتخاذ القرارات داخل المؤسسات الاجتماعية التي ينتمون إليها إضافة إلى

فيما تناولت الدراسة المعمقة للصحة العامة والصحة الإنجابية آراء الشباب حول فاعلية نظام الرعاية الصحية والسلوك الصحي لديهم إضافة إلى مكونات الصحة الإنجابية مقترحة جملة من التوصيات أهمها ممارسة الأنشطة الرياضية باستمرار لتشكيل نمط حياة يضمن صحة الشباب من كلا الجنسين وإضافة تلك الأنشطة إلى المناهج المدرسية في سن مبكرة واستخدام وسائل الإعلام للترويج للنشاط الجسدي.

ودعت إلى ضرورة الاستمرار في تقديم خدمات المرافق الصحية والقطاع العام ووضع إستراتيجية تشمل الاهتمام بالشباب العاملين من الناحية الصحية والوقائية وضرورة توجيه التثقيف الصحي حول آثار الزواج المبكر السلبية خاصة في المدن إضافة إلى إحداث نظام رصد لوفيات الأمهات والتركيز على نوعية الخدمات المقدمة للسيدات خلال الحمل والولادة وضرورة استخدام وسائل تنظيم الأسرة وتفعيلها .

يشار إلى أن الدراسات المعمقة الخمس تأتي استكمالاً للبحثين الكمي والكيفي اللذين أجرتهما الهيئة السورية لشؤون الأسرة في إطار مشروع دعم إستراتيجية وطنية للشباب لرصد المؤشرات المتعلقة بواقعهم ومشكلاتهم واحتياجاتهم وأولوياتهم


اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق