تراثيات من حوران في ثقافي طفس
19 تشرين الأول 2010
«تراثيات من حوران» عنوان الندوة الحوارية التي عقدت في المركز الثقافي العربي بطفس، شارك فيها السيد تيسير الفقيه الباحث في شؤون التراث والباحث عبد الرحمن الحوراني، وذلك ضمن الفعاليات الموازية لمهرجان درعا الأول للموسيقى والتراث.
هذا وقد ذكرت وكالة الأبناء سانا أن الندوة تناولت الأدب الشعبي في منطقة حوران، ونشأته والحضارات التي أثرت و تأثرت به. وقد أوضح الفقيه، الذي جمع أكثر من 2500 مثل في حوران، أنّ حوران عرفت الأمثال الشعبية والحكايات والأغاني قبل آلاف السنين؛ مشيراً إلى أنّ أقدم قصة شعبية تعود إلى ألفي عام قبل الميلاد، وهي قصة تتناول العلاقة بين الإنسان و الحيوانات القوية كالأسود، إذ تشير هذه القصة إلى أنّ الإنسان ضعيف جسدياً مقارنة بالحيوانات المفترسة، لكن فطنته وحيلته وذكاءه تبقى أقوى بكثير من القوة الجسدية. كما ولفت إلى أن هناك قصة مشابهة ذكرت في رسائل تل العمارنة التي تروي القصة نفسها على لسان التمساح و الذئب .
وأضاف أنّ هناك العديد من العوامل التي تأثر بها الأدب الشعبي في حوران، حيث كانت حوران قبل آلاف السنين ممراً للهجرات من وإلى الجزيرة العربية وبلاد الشام. كما شكلت مواقع استقرار لحضارات وشعوب كثيرة ما جعلها تتأثر وتؤثر في الثقافات المختلفة بالإضافة إلى عامل آخر يتعلق بعلاقات النسب والمصاهرة بين أهالي حوران وباقي المناطق المجاورة، إذ ظهرت العديد من الأمثال و الحكايات الشعبية التي تعود إلى مناطق أخرى مثل: دمشق وحمص وحماة حفظتها النساء من أمهاتهن ونقلنها إلى أبنائهن في حوران. وبذلك لم يعد هناك أصل للحكايات ولا موطن للمثل ولم يعد يعرف صاحبه لأن عملية التناقل الشفهي من قيل إلى قال أفقدته موطنه الحقيقي. وأشار إلى أنّ هناك قصصاً وفدت من تركيا وأخرى من أرمينيا والصين، وأنّ هناك أمثالاً عربية لها مقابل باللغات اللاتينية وروايات أجنبية استندت الى قصص عربية أو بالعكس.
بدوره أوضح الباحث عبد الرحمن الحوراني أنّ العتابا ليست من التراث الحوراني وإنما قادمة من وادي الفرات مشيراً إلى ضرورة الاعتماد على مصادر موثوقة لإعادة هيكلة عملية جمع التراث الشفهي لتدوينه وإعادة صياغة المؤلفات السابقة في التراث بما يتناسب مع الكم الجديد من المعلومات التي حصل عليها الباحثون و تدقيقها بشكلٍ كافٍ ووافٍ.
اكتشف سورية