الآغا خان تحتفل بفتيات نلن الشهادة الإعدادية والثانوية بعد انقطاع عن الدراسة

16 تشرين الأول 2010

وافتتاح المكتبة التخصصية للأطفال بحلب

بعد أن تركت الدراسة لمدة عشر سنوات، جاءت اللحظة التي قررت فيها الشابة رميثة محمود صيرفي العودة إلى مقاعد الدراسة. وبمساعدة مؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية، استطاعت الحصول على الشهادة الإعدادية، ومن ثم الثانوية لتدخل بعدها الكلية التي كانت تحلم بها وهي كلية الآداب، قسم اللغة الإنكليزية، ولتبدأ التفكير حالياً بالدراسات العليا.

رميثة هي واحدة من أصل 16 فتاة عدن إلى مقاعد الدراسة عن طريق دعم وتشجيع مؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية. هذه المؤسسة التي تعمل في مدينة حلب ضمن الأحياء القريبة من قلعة حلب، حيث تمثل المؤسسة إحدى وكالات شبكة الآغا خان للتنمية، وتعمل على تنفيذ مبادرات ثقافية ترمي إلى إعادة إحياء تراث المجتمعات في العالم الإسلامي والإسهام في تنميتها الاجتماعية والاقتصادية، كما تعمل على إعادة ترميم عدد من المباني والمواقع التاريخية واستخدامها بطريقة يمكن أن تحفّز التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. وتقوم المؤسسة بتنفيذ هذه البرامج في كل من دمشق وحلب ومصياف واللاذقية، وعن ذلك تقول الشابة رميثة: «عندما تركت الدراسة قبل ثلاثة عشر عاماً، كان السبب يكمن في عدم وجود مدرسة ثانوية قريبة من منزلي الأمر الذي جعل أهلي يعارضون متابعتي للدراسة. إلا أنه بفضل مؤسسة الآغا خان عدت للدراسة ونلت الشهادتين الإعدادية والثانوية واستطعت إقناع أهلي بدخول الجامعة وها أنا الآن أضحيت طالبة جامعية». وتضيف بأنها تتمنى بأن تساهم بدورها في بناء مجتمعها ومنطقتها والاستفادة مما تعلمته في تحسين الواقع المحيط بها، مؤكدة بأن مثل هذه المبادرات التعليمية تعتبر مشجعة لرفع سوية التعليم في المنطقة ككل متمنية أن تزيد مثل هذه المبادرات مستقبلاً.


من حفل تكريم الفتيات اللواتي عدن للدراسة بعد انقطاع

أما الآنسة غفران عبد الجبار زايغ فقد مضى على تركها مقاعد الدراسة ما يقارب 13 عاماً حيث عادت مؤخراً عن طريق المؤسسة لتنال الشهادة الإعدادية ومن ثم الثانوية حيث تعمل الآن على إعادة دراسة الشهادة الثانوية لكي تستطيع دخول كلية الحقوق التي كانت تحلم بها منذ فترة طويلة وتضيف: «قد يرى الكثيرون أن العودة للدراسة بعد كل هذا الانقطاع هو أمر صعب، ولكن إذا كان للإنسان إرادة وتصميم فإن الأمر ممكن. كنت أدرك أهمية التعليم منذ أن تركت المدرسة في الماضي، وكنت أشعر بالكآبة كلما كان العام الدراسي يبدأ في كل عام. حاولت بدوري أن أخوض مجالات أخرى أعوض بها غيابي عن المدرسة حيث قمت باتباع دورات في التمريض وحفظ القرآن والأعمال اليدوية».

ما الذي تغير حتى عادت للدراسة؟ ترد غفران بأن 13 عاماً كانت كافية لتغيير تفكير المجتمع المحلي تجاه مفهوم دراسة الفتاة حيث تعلق على هذه النقطة أكثر بالقول: «في الماضي عندما كانت الفتاة تفكر بمتابعة دراستها، كان الجميع يقول بأن الأمر عيب! أما الآن فالفتاة الجاهلة لا ينظر إليها أحد حتى لو كانت جميلة. دور المؤسسة كان كبيراً جداً بالنسبة لي فقد ساهموا في إقناع أهلي بأهمية متابعتي للدارسة، كما قاموا بتأمين كل يلزم بدءاً من الأساتذة المؤهلين وصولاً إلى الدعم النفسي وانتهاء بمساعدتي على تخطي فترة الانقطاع».

وتحاول غفران بكل طاقتها النجاح في متابعة دراستها رغبة منها في «تشجيع الناس وحثهم على عدم الاستسلام»، وبرأيها أن الأم المتعلمة أيضا تؤثر بما يزيد عن 90% على المجتمع المحيط بها لأنها سوف تنشئ أطفالها على حب العلم وبالتالي تطوير المجتمع المحيط بها وتحسينه مستقبلاً.

مبادرات لتحسين المجتمع المحلي:
جاءت هذه اللقاءات ضمن حفل التكريم الذي أقامته مؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية في مدرسة «الوحدة العربية» التي تقع في منطقة الجلوم المحاذية لقلعة حلب، وهي إحدى مناطق التدخل التي تعمل فيها المؤسسة. كما تم إضافة إلى حفل التكريم افتتاح أول مكتبة متخصصة للأطفال في المنطقة والتي تتوجه إلى أطفال تتراوح أعمارهم بين 5-13 سنة وذلك بالتعاون مع كل من مجلس مدينة حلب ومديرية التربية. وتحوي المكتبة بدورها أحدث المراجع والكتب إضافة إلى كونها مصممة بطريقة تجعلها «صديقة للطفل» وقادرة على توفير جو مناسب له لحثه على القراءة والمطالعة والثقافة. يقول السيد علي إسماعيل المدير التنفيذي لمؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية في سورية عن هذا الموضوع: «نجتمع اليوم لتكريم مجموعة من الفتيات اللواتي استطعن العودة إلى الدراسة ونجحن في ذلك. هذا التكريم هو تكريم للآمال، وتكريم لكوكبة استطاعت أن تمسك ببارقة أمل صنعتها الفتيات اللواتي شاركن في المبادرة العام الماضي ونجحن فيها. إن هذه المبادرة ـ والتي هي جزء من برنامج التطوير الاجتماعي والثقافي الذي تقوم به مؤسسة الآغا خان ـ تهدف إلى حث المستفيدين والمستفيدات على العودة إلى مقاعد الدراسة ومواصلة تحصيلهم العلمي. كما قمنا اليوم ـ إضافة إلى هذا التكريم ـ بافتتاح المكتبة المتخصصة للأطفال والتي تشكل جزءاً من المبادرات الموجهة للصغار من الناحية التعليمية مثلها مثل الأندية الصيفية والشتوية، ودروس التقوية التي نقدمها للأطفال ضمن المقررات الدراسية، علاوة على مبادرة سلام المخصصة للمتسربين من التعليم الإلزامي، وغيرها».

افتتاح المكتبة التخصصية للأطفال بحضور رسمي

بدورها توجه إحدى المستفيدات من المبادرة - وهي الشابة نورا - الشكر للمؤسسة حيث كانت واحدة من المكرمين اليوم بسبب عودتها للدراسة بعد انقطاع وصل إلى 3 سنوات حيث تضيف:
«قدمت لي شبكة الآغا خان الكثير، وساعدتني على العودة وتعويض الدروس التي فوتها سابقاً وذلك بفضل الأساتذة الذين قدموا من طرف المؤسسة والذي كانوا أكفاء للغاية».

أما الشابة حنان محمود صيرفي فقد عادت للدراسة بعد انقطاع وصل إلى 8 سنوات حيث كان سبب انقطاعها متمثلاً في عدم وجود مدرسة ثانوية قريبة من مكان سكنها وتضيف: «ما دفعني للعودة هو نجاح إخوتي في الشهادة الإعدادية العام الماضي وتشجيعهم لي. وعدت إلى التعليم بفضل المؤسسة حيث أنوى المتابعة ودخول الجامعة ومن ثم الدراسات العليا».

هذا الأمر ينطبق أيضا على الشابة ربا أحمد كنج التي عادت للدراسة بعد انقطاع عامين حيث تنوي المتابعة والدراسة ونيل الشهادة الثانوية حيث تعزو الفضل إلى المؤسسة بما قدمته لها من دعم.

يذكر بأن شبكة الآغا خان للتنمية هي مجموعة من البرامج والمنظمات الدولية التنموية التي تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية وخلق فرص جديدة للفقراء، ودعم وتحسين آفاق التطوير الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في عدد من الدول المختلفة حيث تتواجد ضمن دول نامية متنوعة مثل إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى وجنوب ووسط آسيا والشرق الأوسط. وتعمل الشبكة على التنمية المجتمعية والثقافية والاقتصادية لجميع المواطنين، بغض النظر عن جنسهم أو أصلهم أودينهم. وتتواجد برامج شبكة الآغا خان للتنمية في سورية في الوقت الحالي في سبع محافظات هي: دمشق، حلب، حمص، حماة، اللاذقية، السويداء، وطرطوس، وتستهدف سكان الأرياف والمدن. وتركز برامج الشبكة على الصحة، والتعليم، والقروض الصغيرة، والثقافة، والسياحة الثقافية، والتنمية الريفية، والدعم المؤسساتي، والترويج لمفهوم التنمية الاقتصادية. وتندرج كل نشاطات شبكة الآغا خان للتنمية ضمن إطار اتفاقية التنمية التي وقعها سمو الآغا خان، رئيس ومؤسس شبكة الآغا خان للتنمية، مع الحكومة السورية في تشرين الثاني من عام 2001.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

تكريم للفتيات اللواتي عدن إلى الدراسة بعد انقطاع طويل بدعم من مؤسسة الآغا خان للخدمات للثقافية في سورية

تكريم للفتيات اللواتي عدن إلى الدراسة بعد انقطاع طويل بدعم من مؤسسة الآغا خان للخدمات للثقافية في سورية

تكريم للفتيات اللواتي عدن إلى الدراسة بعد انقطاع طويل بدعم من مؤسسة الآغا خان للخدمات للثقافية في سورية

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

غيث عبدالله:

شكراً لمؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية، لما تقوم به، وهل لنا أن نحصل على عنوانها.
هنالك حالة شبيهة في بلدتنا بحاجة للمساعدة، وهي لصبية في العشرين من عمرها، شاءت ظروفها الصحية (من ذوي الاحتياجات الخاصة)والأسرية بسبب العوز والفقر على ترك المدرسة بعد نيلها الشهادة الابتدائية قبل عشر سنوات تقريباً. الملفت أنها نالت هذه السنة الشهادة الاعدادية بالرغم من ظروفها تلك، بفضل تصميمها وإرادتها.
لديها موهبة متميزة بالرسم وأقامت معرضين لأعمالها.
كيف يمكن أن نقوم بمساعدتها من خلالكم.
0932321613
[email protected]

سوريا