وزير الإعلام يفتتح فعاليات الملتقى الدولي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني بدمشق

28 أيلول 2010

التحدي مفتوح والقضية واضحة والإعلام العربي مكلف بالدفاع عن قضية فلسطين

افتتح الدكتور محسن بلال -وزير الإعلام- فعاليات الملتقى الدولي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني بعنوان: «واقع وآفاق التدريب الإذاعي والتلفزيوني»، الذي يقيمه اتحاد إذاعات الدول العربية والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، بحضور وزراء الإعلام التونسي أسامة رمضاني والسوداني كمال عبيد واليمني حسن اللوزي، وذلك على مدرج المركز العربي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني بدمشق.

هذا وقد أكّد الوزير بلال، وفقاً لما ذكرت وكالة الأنباء سانا، في كلمةٍ له مسؤولية الإعلام العربي في الدفاع عن القضايا العربية العادلة، وتصحيح الصورة المغلوطة عن الإنسان العربي أمام الرأي العالمي؛ مشيراً إلى أنّ الإعلام العربي أمام تحدٍّ في تعريف وإقناع العالم بأنّنا رقمٌ صعب لا يمكن لأحد تجاوزه، وبأنّنا رواد علمٍ وعمل وحضارة وأخوة وتسامح.

وقد قال وزير الإعلام: إنِّ التحدي مفتوح، والقضية واضحة، والإعلام العربي مكلف بالدفاع عن القضية العربية المحورية الشاملة لنا جمعياً وهي قضية فلسطين، وفضح فظاعة الاحتلال وسياسات التهويد والاستيطان والطرد بحق الشعب العربي الفلسطيني، وكشف ادعاءاته في المحافل الدولية، والرد عليها بأنّه لا بديل عن الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة وعودة الحق لأصحابه؛ مضيفاً أنّها رسالة الإعلام العربي وأما أن ننتصر بها أو نفشل.

وأكد الوزير بلال أنّ القضية الفلسطينية هي قضية كلّ إنسان يُنشد الحرية وحق تقرير المصير، وهو حق مشروع تدعمه كلّ القرارات الدولية؛ مشيراً إلى أنّ إسرائيل تحتل الأرض وتنتهك كل الأعراف والشرائع السماوية، بينما أصحاب الحق يدانون ويعاملون على أنّهم مشكلة ينظر بها.

وقال بلال: إنِّ الإعلام مرشحٌ ليبين للجميع حقوقنا، وأنّ هذه الحقوق غير قابلة للتصرف وهي استعادة كامل الأراضي العربية المحتلة حتّى خط الرابع من حزيران عام 1967 بما فيها الجولان السوري المحتل، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وضمان حق عودة اللاجئين إلى وطنهم وديارهم.

وأشار الوزير بلال إلى سعي سورية الدائم لتعزيز التضامن العربي والعمل العربي المشترك، ومواجهة مخططات الهيمنة والتفتيت التي تحاول النيل من السيادة الوطنية للدول العربية؛ مؤكداً موقف سورية الداعم لوحدة السودان أرضاً وشعباً وكذلك اليمن والحفاظ على استقرارهما.

وقد لفت الوزير إلى أهمية الملتقى في كونه يتناول موضوعاً جوهرياً في الارتقاء بوسائل التدريب وتأهيل الكوادر الإعلامية في الإذاعة والتلفزيون، وانعكاس ذلك إيجاباً على مصداقية المعلومة والصورة، والارتقاء بها إلى مستوىً أفضل بما يواكب التطورات المتسارعة في هذا الميدان؛ مؤكداً على أنّ نقل الصورة الحقيقية والموضوعية لحضارتنا وما تزخر به من إرث إنساني هو أمانة في أعناق الإعلاميين.

وأكد استعداد وزارة الإعلام لوضع كلّ الإمكانيات اللازمة في إنجاح الملتقى، بهدف الوصول إلى إعلام مسؤول وفعال يتبنى القضايا العربية ويدافع عنها بكل الوسائل المسموعة والمرئية والمقروءة والدراما.

لا بدّ من مواكبة التحولات بكلّ وعي ومسؤولية في عالم مفتوح تغيرت فيه الوسائل

بدوره أشار أسامة رمضاني -وزير الاتصال التونسي- إلى أنّ الملتقى يُشكّل رهاناً حيوياً بالنظر إلى التطورات التكنولوجية والمجتمعية والعالمية، التي لا يمكن إغفال تأثيرها على المشهد السمعي البصري في الوطن العربي، وأنّه لا بدَّ من مواكبة هذه التحولات بكلِّ وعيٍ ومسؤولية، في عالم مفتوح تغيرت فيه الوسائل وتكثفت فيه القنوات الإذاعية والتلفزيونية.

ولفت الوزير رمضاني إلى ضرورة مراجعة أساليب التعاون بين الدول العربية، من أجل إبراز الصفحات الناصعة من تاريخنا المشترك، وأوجه تطور شعوبنا ومجتمعاتنا، وعبر عن ذلك قائلاً: ليس قدراً محتوماً علينا أن يشكل الآخر صورتنا بما يستجيب لرؤاه ومصالحه، هو وليس قدراً محتوما أن تكون العولمة ظاهرة لا تشملنا منها سوى انعكاساتها السلبية.

وأضاف: أنِّنا مدعوون أكثر من أيّ وقتٍ مضى إلى توظيف ما تتيحه وسائل الإعلام والاتصال من إمكانيات من أجل التعبير عن أولويات مجتمعنا، وتقديم الصورة الحقيقية لواقعنا من خلال إعلام يبني ولا يهدم، يجمع ولا يفرق، ينشر الحقيقة لا الأوهام، وإعلام يرفع تحديات أمتنا العربية ولا يلهينا عنها؛ لافتاً إلى ضرورة مواكبة تطلعات الشباب باعتباره أكثر الفئات استهلاكا للمادة الإعلامية وتفاعلاً معها وذلك باستغلال تكنولوجيا الاتصال الحديثة لنشر قيم الحداثة والمواطنة والتمسك بالهوية الحضارية والانفتاح على الآخر.

وأشار الوزير التونسي إلى المقاربة التي انتهجتها تونس في مجال الإعلام ودوره في مواكبة ما وصل إليه المجتمع من نضج ووعي، وفتح المجال أمام المبادرات والاستعداد لتطوير منظومة البث الرقمي، بما يسمح بإطلاق 12 قناة تلفزيونية رقمية؛ لافتاً إلى أنّ التحديات التي تواجه الإعلام العربي تدعو إلى تكثيف الجهود للارتقاء بالعمل الصحفي الذي يشكّل التدريب موضوع الملتقى أهم روافدها وكذلك بالنسبة إلى المضامين التي ينتجها العاملون في هذا القطاع.

معاوي يأمل بأن يشكل الملتقى انطلاقة جديدة لمسيرة التدريب

من جانبه أوضح صلاح الدين معاوي -المدير العام للاتحاد- أنّ التدريب شكّل إحدى الأولويات بالنسبة للاتحاد في الحقلين الإذاعي والتلفزيوني، بالنظر إلى ما يكتسبه هذا القطاع الاستراتيجي من دور كبير في مساعدة مؤسسات الإذاعة والتلفزيون العربية على مواكبة التطورات المتلاحقة التي تطرأ على المشهد الإعلامي؛ مشيراً إلى إسهام المركز في تنمية مهارات العاملين بالهيئات الأعضاء، وتمكينهم معرفياً وتكنولوجيا في القطاع الإعلامي السمعي والبصري، بما يسهم في الارتقاء بأدائهم في أنشطتهم البرامجية والإخبارية والهندسية والمعلوماتية.

وأشار إلى أن الاتحاد يؤكد حرصه عبر أجهزته الفنية ولجانه الدائمة وهيئاته الأعضاء على توفير الظروف الموضوعية والمادية الملائمة لمركز التدريب كبيت خبرة عربية بما يؤهله للقيام بوظائفه التدريبية على أحسن الصيغ والمناهج وفق المعايير المهنية العالمية والمواصفات التقنية المطلوبة، وذلك بدعم المركز بالكادر الكفء والتجهيزات الحديثة، متيحاً للمتدربين من مختلف أرجاء الوطن العربي التعاطي بيسر مع كل ما هو جديد، ويكسبهم المهارات اللازمة.

المركز يسعى إلى توسيع نشاطاته ومواكبة آخر التطورات في العمل الإذاعي والتلفزيوني

وقد أعرب معاوي عن أمله بأن يشكل انعقاد الملتقى انطلاقة جديدة لمسيرة التدريب التي يتحمل أعباءها المركز العربي بدمشق، ورسم معالم طريق أكثر جدوى لمستقبل هذا القطاع الحيوي، نظراً لأهميته في تطور الهيئات الإذاعية والتلفزيونية العربية.

هذا وقد أشار طالب قاضي أمين -مدير المركز- إلى أنّ المركز يواظب على تنفيذ دوراته التدريبية البرامجية والهندسية منذ 28 عاماً، لرفع مستوى الأداء المهني للعاملين في الهيئات الإذاعية والتلفزيونية العربية أعضاء الاتحاد، وتعريفهم بالتطورات التقنية والفنية للعمل الإذاعي والتلفزيوني، لمواكبة ما يشهده قطاع الإعلام عموماً في قسميه البصري والسمعي من قفزات متسارعة من النمو والتطور في مجالاته كافة.

وأوضح أنّ المركز يسعى إلى توسيع نشاطاته ومواكبة آخر التطورات في العمل الإذاعي والتلفزيوني بالتعاون مع الهيئات التدريبية العربية والأجنبية؛ مشيراً إلى أنّ الملتقى يسعى إلى وضع إستراتيجية عربية تدريبية تضع الأسس لعمل تدريبي إعلامي متكامل يخدم تطوير العمل الإعلامي العربي عبر ترجمتها إلى برنامج تنفيذي تفصيلي يكون مرشداً في العمل التدريبي المتواصل.

ومن الجدير ذكره أنّ الملتقى يناقش التنسيق والتعاون العربي والدولي في مجال التدريب، وأولويات التدريب على ضوء التطور التكنولوجي، وتحديات التدريب على ضوء هذا التطور أو التجارب العالمية في مجال التدريب . كما يتضمن الملتقى عقد طاولة مستديرة بعنوان: «نحو خطة عربية شاملة للتدريب الإذاعي والتلفزيوني».


اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق