علاء الدين الزيبق

27 أيلول 2010

بورتريه خاص، لنجم سوري صاعد

حمل شعلة الدورة السابعة للأولمبياد الخاص من جبل قاسيون إلى أرض ملعب تشرين في قلب دمشق، قبلّ أرض الملعب، ورفع يديه شاكراً، وصافح السيدة الأولى أسماء الأسد بسعادةٍ غامرة. إنه الشاب علاء الدين الزيبق الذي خطف الأضواء مجدداَ، وخفقت له قلوب السوريين ليل السبت 25 أيلول 2010.


السيدة الأولى أسماء الأسد تصافح البطل علاء الزيبق

حتى وقتٍ قريب كان هذا الشاب المصاب بمتلازمة داون مجهولاً بالنسبة للكثيرين، باستثناء من عرفوه كبطلٍ سوري عالمي في السباحة في بطولات ذوي الاحتياجات الخاصة، ومشاركٍ باستمرار في الكثير من البطولات الإقليمية والعالمية، إلا أن العام 2010 حمل له تحولاً من نوعٍ خاص، حينما لعب دور البطولة في أحد أكثر المسلسلات جماهيرية هذا العام «وراء الشمس»، ليتقاسم الأضواء مع نخبةٍ من نجوم الدراما السورية، لاسيما النجم بسام كوسا الذي جسّد باقتدار شخصية شابٍ مصاب بطيف التوحد في نفس المسلسل.

الفكرة كانت للكاتب محمد العاص والمخرج سمير حسين، والقرار كان لشركة عاج -الشركة المنتجة للعمل-، والمطلوب هو البحث عن شاب مصاب بمتلازمة داون يؤدي دوراً أساسياً في المسلسل لإضفاء المصداقية على العمل، إلا أن عملية البحث عن هذا الشاب اصطدمت بالكثير من العوائق، خاصة أن المصابين بمتلازمة داون يعانون من صعوباتٍ كبيرة في النطق، ولم تفلح عشرات المقابلات في الاهتداء للشخص المطلوب، إلى أن أتت كلمة السر من المخرج المنفذ غياث الجاجة، وهي «علاء الدين الزيبق».

«اكتشف سورية» رصد لكم تفاصيل القصة من البداية. وفيها: تعرف غياث -المخرج المنفذ- على الشاب علاء الزيبق من خلال الكابتن باسل حجار -المدير الرياضي السابق للأولمبياد السوري الخاص-، ووجد فيه الصفات المطلوبة لأداء هذا الدور، أخذ الإذن من الأهل وحدد موعداً للمقابلة مع مخرج المسلسل سمير حسن، والمنتج هاني العشي، علاء كان مبهوراً بشخصيات باب الحارة، وقلد معتز أمام المخرج والمنتج في مشهدٍ عفوي كشف عن مواهبه التمثيلية الفطرية، وهكذا اتخذ القرار باتجاه اختياره للعب هذا الدور، خصوصاً بعد أدائه بروفة لمشهد وفاة أمه في المسلسل، هذا المشهد الذي أداه علاء الزيبق فيما بعد على نحوٍ مؤثرٍ جداً.

خضع علاء لدورة مكثفة في فنون الأداء مع مدربين مختصين استمرت لأربعة أشهر، دربوه خلالها على كيفية التعامل مع الكاميرا، واستطاع المخرج سمير حسين أثناء تلك المرحلة أن ينشئ معه صداقة متينة كان لها انعكاسها على كواليس العمل، وآلية التفاهم مع هذا الممثل -النجم الصاعد-، والذي يجسد باسمه وشخصيته الحقيقيتين حالة من حالات ذوي الاحتياجات الخاصة، في أول مسلسل في تاريخ الدراما يلامس عالمهم على هذا النحو من العمق.


من كواليس مسلسل وراء الشمس

وعن ذلك يقول المخرج سمير حسين: «استفدت من مزاج علاء، ومن آليته في التفكير، ومن خصوصيته كشخص مصاب بمتلازمة داون، ليصبح سلوكه وحواره جزءاً أساسياً من العمل، حيث تم إعادة صياغة وتركيب بنية العديد من مشاهد المسلسل بما يتناسب مع سلوكه، بالاستناد إلى المحاور الرئيسة في الحكاية، الأمر الذي تطلب الكثير من الجهد والصبر، لكي نتمكن من إيصال خصوصية علاء وعفويته، وتلقائيته للمشاهد».

الذكاء، الكاريزما، والمرح هي الصفات التي أجمع عليها كل من التقى بهذا الشاب المبدع، علاء الدين الزيبق، الذي أدى الكثير من المشاهد المؤثرة في مسلسل «وراء الشمس»، لا سيما مشهد وفاة والدته التي جسدت شخصيتها الفنانة الكبيرة نادين خوري، ومعها قدم أجمل المشاهد في العمل، بالإضافة إلى مشاهده الرائعة مع الممثلة صبا مبارك، والمشهد الأخير أمام العملاق بسّام كوسا.


الممثلة القديرة نادين خوري مع علاء
في مشهد من وراء الشمس

وفي الكواليس يحتفظ «اكتشف سورية» في ذاكرته، بالمشهد الأول الذي أداه علاء الزيبق في إحدى حدائق دمشق أمام كل من نادين خوري، رضوان عقيلي، سليم صبري، ولينا دياب، في أول يوم تصوير للعمل، ووقتها ردد عقيلي الذي جسد دور الأب في المسلسل على مسامع علاء -وبكل حب- تلك الجملة القصيرة التي سيقولها مراراً وتكراراً: «أسعد أنا بحبك كتير»، أما السيدة نادين فعانقته لإزالة توتر تصوير المشهد الأول والذي يمكن أن يربك كبار النجوم، ورأت فيه وقتها: «إنساناً شفافاً، في غاية الحب والحساسية، وحالة جميلة وراقية، يجب التعامل معها بمنتهى الدقة والوعي»، ويشهد لها جميع طاقم عمل مسلسل «وراء الشمس» على صبرها، وتفهمها لخصوصية التعامل مع علاء، فلطالما اضطرت لإعادة اللقطة الواحدة عشرات المرات لالتقاط أفضل أداء ممكن له.

«وراء الشمس»، مسلسل مختلف، سلط الضوء على حالة لها احتياجاتها الخاصة، كانت بالأمس واحدة من حالات ذوي الاحتياجات الخاصة، واليوم أصبحت نجماً سورياً حقيقياً، علاء الدين الزيبق، الذي تقاسم الأضواء مع كبار نجوم الدراما السورية لهذا الموسم.

وللمستقبل، يحلم علاء بالتمثيل في مصر، ليلعب دور البطولة (كملاكم) في فيلم سينمائي أمام النجم تامر حسني، فهل سيتحقق حلم علاء مجدداً؟

علاء، هو اليوم ببساطة نموذجٌ سوريُ واعدٌ لكل من يستسلم أو يضعف أمام صعوبات معينة، فهو استطاع بعفويته، وطيبته، وذكائه، ومرحه، أن يتجاوز أصعب الصعاب، ويكون بطلاً رياضياً، ونجماً في الدراما السورية، ووجهاً اجتماعياً مألوفاً ومحبوباً.


محمد الأزن - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

علاء الدين الزيبق يصافح السيدة الأولى أسماء الأسد في حفل افتتاح الأولمبياد الخاص

علاء الدين الزيبق في كواليس مسلسل وراء الشمس مع المخرج سمير حسين

علاء الدين الزيبق في كواليس مسلسل وراء الشمس مع المخرج سمير حسين

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

عبد القادر:

لو نقارن بين الصناعة الفنية التي أبدع فيها الفنان علاء الدين الزيبق و الفنان بسام كوسا في وراء الشمس ,لاعتقدنا جازمين لا لاعبين,أن الفنان بسام كوسا كانت حركاته تنمو عن وعي ,السلوك الأنفعالي والقدرات على اللعب التمثيلي المعبر عن حالة مرضية وما نتج عبها من حركات وأقوال وأنفعالات لتدل على ظاهرة _ التوحد _ كل هدا كان عن ادراك ووعي و دراسة وتدريب شاق مضني وفيه من العسر العسير,أما علاء الدين , ما نتج منه من كل هده السلوكات بين اللعب في التمثيل والسلوك المعبر عن الحالات الأجتماعية العادية البكاء الفرح الحزن ,كانت طبيعية بين البراءة في الأداء و الأنسجام مع الموقف الدرامي,لم يكن سهلا أكيد لأن علاء كان مبتدئا,في وسط عمل فني هائل الصناعة بين ممثلين نجوم محترفين,الا أنه كان حلقة لاحمة ومكمل لدائرة حلقية مكتملة,بجانب بسام كوسا و صبا مبارك,ولفد فام بأداء رائع الجمال قد يعجز أي فنان أو ناقد أن يصفه لبراءة الفعل في الصناعة الفنية,يستحق الفنان علاء الدين كل التقدير والتشجيع ربما لآداءات أخرى مستقبلا أن أخد بيده وصقل موهبته,بين بسام و علاء شيئا ساميا جمع بينهماو لايفرق بين العمر أو الجنس أسمه الفن ,أتمنى النوفيق لعلاء الدين الزيبق في الفن و الحياة....تحياتي....

الجزائر

علاء هارون:

لا تعليق وانما شكرا للقائمين على هذا الموقع

مصر