تكريم المتفوقين في قرية ياخور بريف حلب

02 أيلول 2010

في واحدة من قرى ريف حلب، ظهرت تجربة جديدة فريدة من نوعها ذات طابع محلي، حيث قرر أهالي قرية ياخور القيام بمبادرة تحث أبناء قريتهم على طلب العلم أكثر وأكثر، وذلك من إقامة مهرجان سنوي تكريمي لمتفوقي القرية في كل من الشهادتين الإعدادية والثانوية وخريجي المرحلة الجامعية من جامعات أو معاهد. ويجري هذا التقليد للسنة السابعة على التوالي ضمن القرية، وعن ذلك يقول الزميل الصحفي نضال حنان: «كانت البداية قبل سبع سنوات تقريباً مع حفلة عائلية بسيطة تكريماً لأحد متفوقي القرية، ومن ثم أقيم حفل آخر العام الذي تلاه. بعدها قررنا أن نتوسع بالفكرة ليصبح مهرجاناً رسمياً يشمل كافة الطلاب المتفوقين في القرية».

ويضيف الصحفي نضال حنان أحد مؤسسي المهرجان وأحد أفراد اللجنة المنظمة للمهرجان الحالي: «أضحى المهرجان ظاهرة سنوية لدى أهل القرية تستقطب حتى المتفوقين من القرى الأخرى القريبة. وهي مبادرة محلية الطابع يشارك فيها جميع أفراد القرية من فلاحين ومزارعين، متعلمين وموظفين مقيمين في القرية أو في المدينة. ويهدف المهرجان إلى تحفيز أبناء القرية نحو المزيد من التعليم والتفوق خصوصاً وأننا نشهد مؤخراً تراجعاً في معدلات التعليم، وارتفاعاً في نسب التسرب من المدارس والأمية في صفوف الأطفال في القرى والمزارع البعيدة عن مراكز المدن. دفعنا ما سبق إلى فكرة إقامة مهرجان متعدد الفعاليات يترافق مع حفل تكريم المتفوقين والناجحين حيث أن ما يميز هذا المهرجان هو حيويته رغم ضعف إمكاناته المعتمدة على مساهمات أهل القرية. وبتنا نشهد أثراً واضحاً لهذا المهرجان في تشجيع وتحفيز أبناء القرية تجاه التعليم وتحقيق النتائج الجيدة».


تكريم المعلمين في حفلة قرية ياخور للمتفوقين دراسياً

هذا الأمر يؤكده الموجه محمود سيدو أحد معلمي مدرسة ياخور والذي يقول: «يمثل هذا المهرجان ملتقى لأطراف النجاح كافة، ففيه نرى جيل الشباب الذي حقق النتائج الدراسية المميزة، ونرى الأهالي الفخورين بإنجازات أبنائهم، ونرى المعلمين الذين زرعوا العلم لدى هؤلاء الشباب. شعرت بالفخر والاعتزاز أثناء قيامي بخط شهادات التقدير والتفوق لهؤلاء الشباب، وأحيي فيهم روح الإبداع والمثابرة والتصميم على النجاح حيث لا سبيل لامتلاك الحضارة إلا بالعلم».

وقد حاول كل فرد من أهالي القرية المساهمة بالمهرجان بشكل يتلاءم مع ما يملك، حيث قرر الفنان يوسف رشو (والذي يقول لنا بأن لقبه هو «فنان الضيعة») المساهمة عن طريق إحياء المهرجان غنائياً حيث يقول لنا: «هذه هي السنة الخامسة التي أشارك فيها بالمهرجان حيث أرى بأن مثل هذه الأنشطة تقوم بشد أواصر القربة والصداقة بين أفراد القرية، إضافة إلى أنها تمثل عملاً جماعياً يساهم ويشارك فيه كل أهالي القرية بهدف واحد أساسي وهو حث الأطفال على الدراسة».

ويتابع قائلاً بأن قرية ياخور هي القرية الوحيدة على مستوى المنطقة التي تقوم بمثل هذه المبادرة من ناحية المستوى والحجم والفكرة، مضيفاً بأن المساعدة تكون متنوعة من أهالي القرية حيث يساهم الميسورون بالناحية المادية في حين يساهم البعض بمواد عينية أو بجهد بشري، مضيفاً بأن هناك في كل عام لجنة مؤلفة من عدد من الأشخاص تكون مسؤولة عن التحضير للأمسية وشراء الهدية التي يجب أن تكون مفيدة للطالب ويضيف: «ما حققته هذه المناسبة هو انتشار ظاهرة حب العلم والتعلم حيث بدأ الأهالي يتشوقون لإقامة المهرجان عاماً بعد عام، إضافة إلى زيادة في عدد المتفوقين دراسياً في القرية، حيث أخذت عمليات التكريم تشجع الجميع على الدراسة والتفوق والإيمان بأهمية العلم والدراسة».


تكريم الطلاب المتفوقين دراسياً في قرية ياخور

شهادات تكريم ومسابقات، عروض راقصة تراثية وأغاني، وخمسين شاباً وشابة تم تكريمهم، هي كلها جزء من المهرجان الذي تقول عنه الشابة مريم حسين - المتفوقة الأولى على مستوى القرية - بأنه بات يشكل حافزاً لكل شاب وشابة نحو التفوق في الدراسة وتضيف: «أنا سعيدة بنتائج فكرة هذا التكريم كونه أدى لارتفاع المستوى الثقافي للقرية. حضرت حفلات التكريم التي تمت في الماضي وقد تم تكريمي عندما حققت معدلاً جيداً في الشهادة الإعدادية. أما ما أضافه هذا التكريم لنا، فهو أنه شجع أخوتي على الدراسة بعد رؤيتهم لي مكرمة». وقد كان مجموع الشابة مريم هو 247 درجة في الشهادة الثانوية حيث تختم كلامها بالقول بأنها قررت التسجيل في كلية الهندسة المعمارية التي كانت تحلم بها منذ زمن.

بقي أن نذكر بأن قرية ياخور هي إحدى القرى التي تقع ضمن النطاق الإداري لمحافظة حلب حيث تبعد 90 كيلومتراً تقريباً عن مدينة حلب من ناحية الشمال، و25 كيلومتراً شمال غرب مدينة عفرين، يبلغ عدد سكانها حوالي 5000 نسمة يعمل أغلبهم في الزراعة حيث تشتهر القرية بأشجار الزيتون والجوز.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

    صور الخبر

    صورة تذكارية تجمع المتفوقين دراسياً في قرية ياخور

    تكريم المتفوقين دراسياً في قرية ياخور

    أهل القرية يحضرون تكريم المتفوقين دراسياً في قرية ياخور

    بقية الصور..

    اسمك

    الدولة

    التعليق

    rakan :

    خطوة مميزة جدا جدا ... لاعادة احياء روح التعلم والمثابرة لدى ابناءنا الطلبة .. وشكر خاص لكل ما ساهم وساعد في اقامت هذا الحفل او المهرجان المتواضع الجميل الذي انشاء الله سوف يصبح منعطف خير وجد ونشاط على الطلاب والمتعلمين اجمع ...
    ارجو من الاخوة الصحفين الذين قد دونوا هذه المدونة الجميلة تصحيح بعض الكلمات .. اي ان تنسب الى صاحب العلاقة التي القاها مثلا ... كلمة الاستاذ أحمد سيدو .. يرجى التصحيح باسم .. الموجه محمود سيدو ... هو الذي القاها خلال الحفل الكريم ...
    وكل الشكر والمحبة والفخر الى كل ابناءنا في قرية ياخور .. واخص بالشكر الصحفي نضال حنان الذي ساهم بشكل فعال في احياء هذا الحفل الجميل ونشره وكل الزملاء الذين ساعده والى المصورين والعازفين وكل القائمين عليه ...
    والشكر وكل الشكر الى هذا الموقع الجميل والمحترم والذي يشمل كل كبيرة وصغيرة في انحاء سوريا الحبيبة .. ادامكي الله يا سوريا حرة عربيةأبية انتي وابناءكي الاشاوس ..رعاك الله يا حامي هذه الأمة الدكتور بشار حافظ الأسد .. وشكرا .. ابن هذه القرية البسيطة والجميلة .. راكان سيدو

    syria

    عبدالرحمن:

    شكر على هذا الموقع

    سورية

    نضال حنان:

    تحية لكل القائمين على موقع اكتشف سورية و بعد:
    خالص شكري للزميل الصحفي احمد بيطار الذي شاركنا نحن في قرية ياخور فرحنا بنجاح ابنائنا و قدم خدمة قيمة من خلال نشر تقريرا اعلاميا حول الحفلة التي بات منعطفا هاما في مسيرة تحفيز ابناء هذه القرية النائية اتجاه التعلم و اصبح نقطة تشجيع معنوية قد تكون حاسمة في دفع احد ابنائنا عاى الاقل
    شكرا لكم و لك يا احمد
    و تقديرنا لمشاركتك لنا عقبال ما نفرح بعرسك

    سورية

    مراد مراد:

    طيور النورس جائتني مغردةٍ طربا
    تزف إليّ أغاني الفرح والأمالي ... مبشرة ....
    بخبر كان الفؤاد يعد لسماعه الدقائق والثواني ....
    بنجاحكِم يا اعزائي تناثرت من ثغر السماء دررٌ ..
    و تألقت روضات الدنيا مزدانة بعبير الزهور
    وأنتم يا احبتي عطرها الفواح.
    عطر الزعتر الجبلي والسرو والصنوبر واريد القول لكم لايمتطي المجد من لم يركب الخطرا **** ولاينال العلا من قدم الحذرا
    ومن أراد العلا عفواً بلا تعب قضى ولم يقضِ من إدراكها وطرا
    وإذ علمت بحصولكم على النجاح بتفوق .. فإني أزف أخلص التهاني إليكم وإلى والديكم االاعزاء
    سائلا المولى عز وجل للجميع دوام الصحة والنجاح .

    سورية - حلب - عفرين

    murad-murad:

    إشراقة فجر المحبة 00 مع كل نسمة من نسمات الحياة 00 مع كل نغمة من نغمات البلبل الصداح التي نادى بها مع ظهور النور 00 وقبل غروب الشمس 00 ومع كل "قطرة ندى" داعبت وريقات الأشجار 00 ومع إشراقة "بدرالدجى " في سماء الكون ..
    أرسل إليكِم نبض قلمي 00 إليكِ يا أخوتي واخواتي 00 رغم أن الحروف تعجز أن تكتب مابقلبي 00 وأن تصف مااختلج بفؤادي000
    فمشاعري هي كلماتي المسطورة 00
    وكلماتي هي أملي 00 وأملي هي ذكرياتي 00
    وذكرياتي هي دليل قلبي 00 وقلبي نبضاته تقول لكِم 000
    ألف 00 ألف00 ألف00 مبرووووووك على االنجاح .

    سورية

    أسامة مسوتي:

    والله مبادرة رائعة و حضارية وجميلة تعطي فكرة جيدة عن التقاليد والعادات الاجتماعية والروابط العائلية المتينة فالكل يفرح ويبتهج بنجاح احد افراد قريته.
    اهنئ جميع الناجحين والمتفوقين في قرية ياخور وفي جميع مناطق بلدنا الحبيب سوريا
    واخص التهنئة الطالبة مريم الحسين التي كانت مثال للطالب المجد والمثابر والتي لم تكل او تمل وضاعفت جهودها للتغلب على صعوبة بعض المواد ونالت ما ارادت .
    الشكر كل الشكر للاهل الذي بذلو ما في وسعهم لتأمين الجو الدراسي الملائم ولم يبخلو بالتشجيع والمتابعة لجهد ابنتهم وبذلك تطافرت جهود العائلة في تحقيق هذا التفوق.
    والشكر الجزيل لكل القائمين على موقع اكتشف سورية .

    سوريا

    rakan:

    شكرا جزيلا لتعاونكم ...

    aleppo

    روكسان حسن :

    جزيل الشكر لكل من ساهم بتقديم هذا الحفل الرائع وأتمنى دائما تقديم الأفضل والأفضل في سنوات القادمة

    سوريا

    صدى الحق:

    وينكن من زمان ياشباب يعني أنا تفوقت وخلصت وصار عندي عرق ولاد وماحدا احتفل فيني جد كتير بكير

    سوريا /حلب

    HEVIN‏ ‏WAKAS:

    شكرا جزيلآ لأهالي قرية ياخور وشكرخاص على من ساهم في إقامة هذا الحفل رائع وأيضا أشكرالصحفي نضال حنان

    ALEPPO

    :

    شكرا على هذا التكريم

    :

    التكريم يؤدي إلى التشجيع

    ريزان زوزان:

    اشكر جهودكم المبذولة في اقامة هذا الحفل المتواضع الجميل ..وارجو منكم تقديم الافضل في السنوات المقبلة .. من كافة الاتجاهات ... واشكر جميع الزملاء الذين ساهمو فيه ... ولكم جزيل المحبة والتقدير لجميع اهالي قرية ياخور الحبيبة (ضيعتي ) ... ابن الحبيب المجيب المدلل .. ريزان زوزان ... مع تحيات ))

    syria