نورا مراد وفرقة ليش تعرض ألف مبروك في مدرسة الشيباني بحلب

31 تموز 2010

عرض مميز وتجربة جديدة يشاهدها جمهور حلب

«وما التأنيث لاسم الشمس عيب ولا التذكير فخر للهلال»
بهذه الكلمات التي ألقاها المتنبي قبل سنين طويلة يستقبلك البروشور الخاص بعمل فرقة ليش الجديد تحت عنوان «ألف مبروك» والذي عرض للمرة الأولى في حلب مساء يوم الأربعاء 28 تموز 2010 ضمن عرضين مسائيين في يوم واحد.

موضوع الذكورة والأنوثة كان حاضراً بقوة في كل مراحل العرض بدءاً من تقسيم المشاهدين إلى «ذكور» و«إناث» وتنقلهم بشكل منفصل عن بعضهم البعض أثناء مراحل العرض، وانتهاء بالإيحاءات والرسائل الواضحة التي يقدمها العرض في كل تفاصيله.

ففي عرضين مدة كل واحد منهما ساعة واحدة، وبحضور 40 متفرجاً فقط في كل عرض ـ نصفهم من الذكور والنصف الآخر من الإناث ـ قدمت الفنانة نورا مراد عرضها الفني في مدرسة الشيباني في تجربة يختبرها الجمهور الحلبي للمرة الأولى وفق تعبيرات أغلب من حضر الحفل.

توقفنا أمام «البوابة»، وهي المدخل إلى عالم عمل «ألف مبروك» حيث فُتحت لنا الأبواب لندخل هذا العالم الغامض، عالم العرس بكل طقوسه القائمة على الفصل بين الذكور والإناث حتى يوم العرس. بلوحات متنوعة استعرضت نورا مراد طقوس التحضير للعرس حيث انتهت مع اللوحة الأخيرة وهي لوحة «الدبكة» التي جسدت نهاية الطريق والفرحة بعد طول عناء وتحضير.


الفنانة نورا مراد تتحدث لمندوب اكتشف سورية

وعن العرض تقول الفنانة نورا مراد: «هذا العرض هو بحث يهدف إلى استكشاف الطقوس الدينية والاجتماعية في سياق يومنا الحاضر، ويأتي كجزء من رحلة البحث الطويلة عن الهوية، والتي بدأت بها منذ عام 2006، حيث كانت البداية مع العمل الأول بعنوان "إذا ماتوا انتبهوا" الذي قدمته خلال الفترة الماضية ليأتي بعده هذا العمل الجديد».

وتضيف: «لم أكن مهتمة في البداية بمفاهيم الذكورة والأنوثة، إلا أنني اكتشفت لاحقاً أن كل طقوسنا مبنية على الفصل بين الرجال والنساء في المجتمع. عندما قمت بتحليل هذه الطقوس والشعائر والحركات، لم أستطع تجاهل أنها كانت معتمدة كلياً على النوع الاجتماعي، وبالتالي وجب التحدث عنها. أحببت أن أتحدث وأقوم بالمقارنة بين الحداثة والتراث. صحيح أن أغلبنا يعيش حياة حديثة، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالزواج فإننا لا زلنا نتعامل بالطريقة ذاتها التي تعامل بها أجدادنا وجداتنا».

من قاعة إلى أخرى، يأخذنا العرض الراقص «ألف مبروك» في رحاب قصة يعيشها المتفرجون بطريقة تتجاوز مفهوم المشاهد-العرض ليصبح المشاهدون جزءاً من اللوحة عن طريق تنقلهم من مكان لآخر لمتابعة مجريات «العرس» المفترض حيث يرسمون بدورهم جزءاً من السيناريو العام للوحة والمشهد والفكرة.

ويعتبر عرض «ألف مبروك» جزءاً من مشروع «هويات» الذي تعمل عليه نورا مراد منذ فترة طويلة حيث يتحدث عن المجتمع من خلال إلقاء نظرة عن قرب على كافة مقوماته وتناولها ضمن أعمال فنية، حيث كانت البداية مع عرض «إذا ماتوا انتبهوا» تلاها هذا العرض «ألف مبروك».

وقد تلا العرضين مناقشة مع الجمهور حول العمل، وتركزت أغلب المداخلات حول الأداء المتميز للفرقة، والعرض الأخاذ، كما تم طرح بعض الأسئلة منها فكرة «العنف» التي لاحظها أحد المتابعين للعمل والذي أجابت عنه السيدة نورا مراد بالقول بأنه لم يكن عنفاً بقدر ما كان تفريغاً للطاقة و«العنف الداخلي» الموجود داخل الممثلين، كما قالت بأن العمل قد يحوي تفاصيل أكثر كونها قد صممت الفكرة كأنثى وطبيعة الأنثى تجعلها تهتم بالتفاصيل أكثر من الذكر. كما طرح سؤال حول سبب توجيه «دعوة عامة» لحضور العرض، ما يجعل العمل غير ربحي، كما تم سؤال القائمين على العمل حول الكيفية التي تم بها تأمين التجهيزات والتكاليف الخاصة بالعرض، حيث أجابت نورا مراد بالقول بأن جميع أفراد الفرقة لديهم عملهم الخاص ويأتي تواجدهم هنا في هذا العمل حباً بالفن في حين تحملت إحدى الجهات الراعية تكاليف العرض المسرحي بأكمله.

وقد استطلع موقع «اكتشف سورية» آراء المشاهدين حيث قال لنا السيد جيرو كشيشيان مؤسس وقائد فرقة «جيرو للرقص» بأن فكرة العرض مميزة، وقد تم تنفيذها بعدد قليل من الراقصين وتحرك الجمهور أغنى العرض وجعله جزءاً من القصة. كما أضاف بأن تنقل الجمهور عبر المسرح جعلتهم يشعرون وكأنهم يتحركون عبر الزمان والمكان مختتماً قوله بأن الفكرة التي تم تقديمها كانت مختلفة وغير تقليدية.

يذكر بأن «نورا مراد» هي ممثلة ومصممة حركية، والمؤسسة والمديرة الفنية لفرقة ليش المسرحية، تحمل إجازة في الفنون المسرحية من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق قسم تمثيل، وقد حصلت على منحة فرنسية لدورات تدريبية في تأهيل مدرس حركة والتصميم الحركي. أما عن فرقة ليش فهي فرقة تأسست في دمشق عام 1999 وهي فرقة مستقلة مرخصة من نقابة الفنانين السوريين، وتعمل بالتعاون مع المراكز الثقافية بدمشق ومع مؤسسات معنية بالعمل الثقافي داخل العالم العربي وخارجه. وقد قدمت الفرقة عدداً من العروض إضافة إلى تنظيمها ورش عمل للمختصين في العروض الأدائية. ومن عروضها: «بعد كل هالوقت» الحاصل على جائزة أفضل سينوغرافيا في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عام 2000، وعرض «أحلك الأوقات» وهو إعداد لقصائد برتولد بريخت، ومشروع «مومو» المتضمن عرضاً مسرحياً تفاعلياً للأطفال في صفوف المدارس وعدداً من النشاطات المستمدة من رواية «مومو» للكاتب الألماني ميشيل إنده، وأخيراً عرضي مشروع «هويات» وهما «إذا ماتوا انتبهوا» و«ألف مبروك».


أحمد بيطار

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من عرض فرقة ليش في أمستردام

من عرض فرقة ليش في أمستردام

من عرض فرقة ليش في أمستردام

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق