فايزة أحمد

دمشق 1934 ـ القاهرة 1981

ولدت فايزة أحمد في حي من أحياء دمشق الشعبية في أسرة طيبة متوسطة الحال كثيرة الأولاد والبنات، ولم يدر في خلدها وهي طفلة تحبو، بأنها ستغدو ذات يوم مطربة كبيرة ذات شأن. مالت إلى الموسيقا والغناء منذ نعومة أظفارها، ولكنها لم تتعلم شيئاً منها، سوى ما كانت تتلقفه وتحفظه للمطربين والمطربات من الاسطوانات والإذاعات المختلفة. روحها المتعطشة للحياة، والمتفتحة للحب جعلتها تقدم على زواجها الأول الذي حال بينها وبين طموحها، نظراً لوقوف أسرة زوجها الكبيرة حائلاً بينها وبين الفن، فعجلت بالانفصال، والتحقت بكورس الإذاعة.
جذب صوتها الدافئ الفتي انتباه الموسيقيين والملحنين إليها، لتغدو خلال فترة قصيرة المطربة الأوفر حظاً بين المطربات المتنفذات في الإذاعة السورية.
ثقافتها المحدودة وأخلاقها الصعبة، على الرغم من طيبتها المتناهية، وردود فعلها الآنية التي كثيراً ما قادتها إلى الشجار، حالت بينها وبين أكثر الملحنين الذين رغبوا بالتعاون معها.
ضحت فايزة أحمد بكل شيء من أجل أن تدوس على الأشواك التي اعترضت مسيرتها الفنية، لتصبح نجمة من نجوم الغناء المعدودات، وأول لحن غنته هو قصيدة "يا جارتي ليلى"، الذي لحنه الفنان محمد عبد الكريم في أوائل الأربعينيات لماري عكاوي، لتعيد غناءه بنجاح كبير في الخمسينيات، ثم موشح ديني "يا ربي صلي على النبي" من ألحان "محمد محسن".
شاركت فايزة أحمد قبل نزوحها إلى مصر في العديد من الحفلات الموسيقية الاجتماعية والخيرية بدافع حبها للفن والخير، فساهمت في حفلات "أسرة الجندي" و"المبرة" والمناسبات الخاصة، لقاء مكافآت رمزية، ثم عملت بعض الوقت في عدد من الملاهي الدمشقية، حتى إذا جمعت من المال ما يساعدها على شراء بيت كانت تفكر باقتنائه للاستقلال بحياتها والعيش مع أولادها. نازعتها فكرة الرحيل إلى القاهرة التي أقضت مضجعها.. كان طموحها يحثها على السفر، وكانت تدرك أنها لا تملك سوى صوتها والثروة الضئيلة التي جمعتها بعرقها، وتعرف أن الوسط الفني يحفل بالجمال الذي لا تملك منه سوى القليل قبل فن الغناء الذي تتقن، ورغم إدراكها ومعرفتها لأجواء الوسط الفني، قررت أن تجازف وأن تكرس ما تملك من مال وفن من أجل ذلك، فعزمت على السفر وكلها أمل بالنجاح الذي تتوق إليه، وكان أصدقاؤها الخلص والمعجبون بصوتها يشجعونها على ذلك ويهمسون في أذنها تارة، ويصيحون تارة أخرى، بأن أم كلثوم لم تكن في يوم من الأيام جميلة إلا بصوتها وفنها، فأيقنت أن الأمر حق، وأن العديد من المطربات المتفوقات لا يملكن مثلها من الجمال شيئاً.
وهكذا قررت أن تجرب حظها، فحزمت حقائبها، ورحلت إلى القاهرة، معتمدة على فنها وعلى الصداقات القليلة التي ترتبط بها.
تمكنت "فايزة أحمد" خلال فترة قصيرة من استقطاب الملحنين حولها، فصوتها الدافئ المعبر الجميل،وسخاؤها على الملحنين ضمن لها دخول الإذاعة المصرية بقوة من وراء لحن محمد الموجي لأغنية "يمه القمر عالباب"، والوصول إلى قلوب الناس، والاستحواذ بعدد من الأغاني التي لحنها الموجي وبليغ حمدي على قطاع عريض من الجمهور. ولم تكتف بما قدمه لها "الموجي وحمدي"، فقد كان من أحلامها الوصول إلى قمتي التلحين الخارقتين "السنباطي ومحمد عبد الوهاب" اللذين لم يبخلا عليها عندما اتصلت بهما، فأعطياها من الأغاني ما جعلها تصبح بين ليلة وضحاها منافسة قوية لمطربات شهيرات آنذاك "كنجاة الصغيرة، وشهرزاد، ووردة، وصباح" وغيرهن.
أحبت الملحن المبتدئ آنذاك "محمد سلطان" فتزوجت منه، وكرست صوتها لألحانه.
يقول النقاد عن فايزة أحمد بعد تمرسها وبلوغها قمة تحسد عليها، إن عيب فايزة أحمد يكمن في ناحيتين:
الأولى فنية، والثانية تجارية.
الناحية الفنية ظهرت باستمرار، في إصرارها على غناء ألحان زوجها دون غيره من الملحنين الذين يفوقونه قوة وتمرسا ويفهمون في صوتها وأبعاده أكثر منه كالسنباطي وعبد الوهاب والموجي والطويل.
والتجارية تنحصر في احتكار كل شيء لنفسها وبخاصة بعد وفاة أم كلثوم، إذا اعتقدت بأنها المطربة الأولى بعد رحيل أم كلثوم، وأن على جميع المطربات أن يصنفن بعدها، ونتيجة لهذه الفكرة التي أدلت بها أم كلثوم ذات يوم بطريقة غير مباشرة، عملت على ضرب أجور المطربات عن طريق تخفيض أجرها، فأثارت عليها بسبب ذلك سائر المطربات، ودخلت بسبب ذلك معارك كانت في غنى عنها.
يمتاز صوت فايزة أحمد بالرقة إلى جانب القوة، وبالدفء إلى جانب الجزالة، ورغم أنها ذات ثقافة محدودة، فإنها تستطيع أن تؤدي المطلوب منها بدقة متناهية، وهي كإنسانة طيبة كريمة، يستطيع المرء بالكلمة الحلوة، أن يجردها من كل شيء، حتى من الثوب الذي ترتديه، وهي أيضاً سريعة الغضب، وردود فعلها الآنية، سريعة وعنيفة وملتهبة، ومن هنا فإن أحداً لا يستطيع أن ينقدها نقداً منزهاً عن الغرض دون أن يتعرض لعقر لسانها.
نصحوها بألا تقصر أغانيها على ألحان زوجها فلم تقبل هذا النصح إلا متأخرة، فسجلت وهي على فراش المرض رائعة السنباطي "لا يا روح قلبي".
الصداقة التي نشأت بينها وبين السنباطي ولّدت حباً عنيفاً بين ابنتها وابن السنباطي أحمد السنباطي تكلل بالزواج.
وفايزة أحمد أخيراً من أصوات القمة بعد سعاد محمد ولكنها قضت نحبها قبل أن تكتشف الطريق إلى القمة، التي وصلت إليها بعد وفاتها عام 1981.



[1]اسم فايزة أحمد الحقيقي هو فايزة بيكو، أبوها أحمد بيكو غير أنها عرفت باسم عائلة زوج أمها الثاني (فايزة أحمد الرواس).
[2]تزوجت فايزة أحمد خمس مرات. زواجها الأول من عمر نعامي لم يدوم سوى ليلة واحدة، ثم تزوجت من مختار العابد وبعد طلاقها منه تزوجت من عازف الكمان عبد الفتاح خيري ثم من محمد سلطان، فضابط المرور عادل عبد الرحمن.


صميم الشريف

الموسيقا في سورية|

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق

سامي مخلوف:

المقال يحتوي على كثير من المعلومات الخاطئة منها رحيل فايزة احمد الذي كان في 21 سبتمبر 1983م وليس 1981. ايضا الكاتب عبر عن وجهة نظره الشخصية التي لم يوفق في الكثير منها. اتمنى ان يحذف المقال برمته مع احترامي للموقع.

الامارات

الصادق محمد احمد:

اعتقد ان المرحومة فايزة احمد لا تتفوق على السيدة سعاد محمد سوى ان فايزة لحن لها العمالقة خلاف سعاد محمد فهي خليفة وبعد سعاد محمد من حين الأمكانيات الصوتية إذ ان صوتها بالنسبة لسعاد محمد محدود خلاف سعاد محمد التي صوتها ليس فيه عيب وتستطيع الغناء في جميع الطبقات الصوتية عكس فايزة التي تجيد الغناء في طبقات محددة مع احترامي لها ورحمة الله عليها.

السعودية

سامي مخلوف:

صوت الكبيرة الراحلة فايزة أحمد من اعذب الاصوات الغنائية فلها شخصيتها الفريدة بل هي مدرسة غنائية اصيلة. فنها خالد لكل الاجيال.

الامارات

الامارات

أشرف النوحي:

فايزة أحمد هي اللي علمت الناس الأحساس

مصر

مصر

صفاء:

ولت في يوم وفاتها اريد معرف اليوم

مصر

مجروح الفؤاد:

الله يتجاوز عنا وعنها.. صوت أكثر من جميل.
صوت ماله مثيل وهي الأولى بلا منازع .. بس الحظ قليل.

أغانيها لها ذكرى وصوته رائع وحنجرتها ذهبية.

السعودية

:

الفنانة فايزة احمد من روائع الفن العربي الاصيل امها لبنانية وابوها سوري