معرض سوري هولندي في صالة الشعب

27 05

ثيو أعاد هندسة دمشق في لوحته وسوسن أطلت من عمق التاريخ

أقيم في صالة الشعب للفنون الجميلة، تحت رعاية جامعة دمشق واتحاد الفنانين التشكيليين وبالتعاون بين كلية الفنون الجميلة والمعهد الهولندي للدراسات الأكاديمية بدمشق، معرض بعنوان «بانت دمشق» للفنانة السورية سوسن الزعبي والفنان الهولندي ثيودي فياتر في الخامس والعشرين من أيار 2008 ويستمر حتى الخامس من حزيران 2008م.
جاء المعرض على خلفية ورشة العمل المشتركة التي يقيمها الفريق الهولندي مع طلبة كلية الفنون الجميلة بدمشق، واستكمالاً للحوار الفني الحضاري، وبالتالي كيف نرى دمشق، نحن أبناءها؟ وكيف يراها الآخر؟ أسئلة أريدَ الإجابة عنها من خلال المعرض في حوار فني صامت يختزل وجهات النظر والتعابير اللفظية.
إذن، حمل المعرض روحين مختلفتين رسمتا دمشق: روح إنسان غربي متسق هندسَ دمشق وأعاد ترتيبها بصورة، وروح إنسان ينبض قلبه في تراب دمشق، وعن المعرض قالت الفنانة سوسن «المعرض مشترك بفكرته التي تتناول دمشق القديمة، وهو فرصة كي نتعرف على رؤى ابن البلد حيالها وكيف يراها الآخر، وبالتالي المعرض حوار ثقافات بعد أن ظهرت دمشق وبانت للعالم أجمع بصفتها أرضاً للسلام والتوافق والمحبة والحضارة.
معرض سوري هولندي في صالة الشعب سوسن الزعبي
«أما الفنان ثيو فقد سبق له وأقام معرضاً حول الموضوع ذاته ونتيجةً للتلاقي في الموضوعات فكرنا في العمل على تجربة مشتركة تتوجها تظاهرة دمشق عاصمة الثقافة العربية وتكون بمثابة رسالة مشتركة».
خرجت دمشق القديمة عند الفنانة سوسن، بعيداً عن الحس التصويري في التعبير والتشكيل وما ألفناه في اللوحات التي تقدم جماليات دمشق القديمة، رموزاً لونية وكتابية مجردة، تقول «هكذا أرى دمشق: مساحة جغرافية تختزل التاريخ بأكمله، ومن جانب آخر أعتبر أن العرب أصالة ومَن تطور في الغرب فهو حكماً متأثر بنا، ومن المسلمات التاريخية أن الفنانين العظام بعد مرورهم بالشرق وصلوا إلى العالمية حال غوغان ، ودولا كروان، إذاً لدينا وجودنا وحضورنا، وعملي تجريدياً لا يعني تأثري بالأسلوب الغربي فنحن أبناء التجريد والفن التجريدي».
أما عبد الله فرج مدير كلية الفنون الجميلة بدمشق فيجد أن أهمية المعرض تنبع من كونه يرى دمشق بعينين مختلفتين: عين إنسان غريب عن سورية، وإنسان آخر يعتصر عواطفه من خلال التراب والشمس والجدران والفيء والظلال، حيث يقول «هناك شيء يحترق في داخل الفنانة سوسن، شيء لا يملكه أي إنسان زائر ولم تملكه سابقاً المدارس التي تأثرت بالشرق وهو خميرة أخلاقية روحية ثقافية لها ارتباط وعلاقة بالانتماء والتراب والروح والخيال والفلسفة».
معرض سوري هولندي في صالة الشعب ثيودي فياتر
يقول فرج حول اختلاف وجهات النظر في رؤية دمشق «سوسن في لوحاتها ترى دمشق من داخلها ومن خلال مجموعة الرؤى التي ترتبط بالعمق التاريخي، هذا الشيء خلق مجموعة كثيفة من الألوان التي تحولت إلى مجردات احتفظت بالملامح التراثية التي أشارت من دون واقعية فوتوغرافية متزمتة إلى الإنسان والبيئة والحضارة ودمشق.
«أما ثيو فلا يرى في دمشق إلا مجموعة كتل عمرانية قام بتفريقها وتقسيمها وهندستها وترتيبها من جديد، فهو يرى دمشق مبسطة جداً لأنه يريد صبغ حالة أوروبية على دمشق المتراكمة وهذه وجهة نظر نحترمها، لكننا لا نعتقد أن دمشق بهذه البساطة فهي أكثف وأعمق بكثير».
معرض سوري هولندي في صالة الشعب ثيودي فياتر
يضيف الفنان علي السرميني «سوسن قرأت تاريخ دمشق الآرامي والأموي في كل مراحله ثم جعلت من هذه القراءة نسيجاً عجائنياً جميلاً فيه تعبير عن المسافات الطويلة والعريضة للتاريخ واستشراف لآفاق المستقبل تطوراً وتقانة.
عموماً، أعتقد أن لوحتها قفزة باتجاه ذاتها ففي داخلها تراكم لمجموعة من الخبرات والألوان، تَرى الدامس من خلال ظلالها الشخصية وترى الفاتح من خلال لحظة من لحظات إشراقها ومرحها وعزفها وغنائها وهي قريبة جداً من شخصيتها في لوحتها.
أما ثيو فقد كانت له رؤيته الخاصة التي فيها شكل من أشكال السيمولوجيا والدلالات التي تعبر عن المكنونات الداخلية والرؤى الفيزيائية التي نراها أمامنا لوحات».


رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق