أسعد سالم

استطاع "أسعد سالم" الذي تدرب على أيدي أهل الطرب في حلب من أمثال علي الدرويش وعمر البطش وأحمد الفقش، الإبداع في مختلف ضروب الغناء الكلاسيكي بدءاً من الموشحة ومروراً بالدور وانتهاء بالقصيدة. غير أن وقوف "أسعد سالم" عند هذا الضرب من الغناء الذي تفوق فيه على أقرانه، وبزّ فيه جميع المطربين العرب، وإصراره على رفض مجاراة الجديد في الغناء الحديث الذي ساد في زمانه كالمونولوغ، والأغنية ذات الإيقاعات الغربية الراقصة، قصر شهرته على القطر العربي السوري، وكان هذا من الأسباب التي عجلت بنسيانه.
لم يبق من آثار هذا المطرب الكبير سوى تسجيلات قليلة تراثية تحتفظ بها إذاعة حلب، وتسجيل أثري وحيد لدور "أصل الغرام نظرة" الذي لحنه "داود حسني"، وهو محفوظ في إذاعة دمشق، ولا يذاع إلى نادراً، وإذا عرفنا بأن هذا الدور يعتبر من أصعب الأدوار لحناً وأداء في الغناء العربي الكلاسيكي، وأن عدداً كبيراً من المطربين قد غنوه وتفوق عليهم، أدركنا المدى الذي وصل إليه "أسعد سالم" بصوته القوي العريض القادر والمعبر. وإذا عرفنا أيضاً بأن المطربة الكبيرة "ماري جبران" تنطعت لهذا "الدور" وأنها تفوقت بدورها على مطربات زمانها، أمكن لنا أن نحكم من خلال ذلك على قدرات المطربين والمطربات العرب السوريين الذين سادوا الساحة الفنية بقدراتهم الخارقة التي بنوها على العلم الذي تمكنوا فيه وملكوه.


صميم الشريف

الموسيقا في سورية|

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق