ثروتنا الأثرية وآثارنا الفنية

20 05

والواقع الأثري والسياحي في حوض دمشق

1 ـ المياه من أهم عوامل تأسيس دمشق وتوسعها:
اقترنت ولادة دمشق وواحتها بجريان مياه نهر بردى، وحسن الإفادة من قنواته التي تعتبر بمثابة شرايين لابد منها للإنسان والحيوان والكائنات الحية المختلفة... مما جعل دمشق تعتبر رفيقة الزمن، وأقدم مدينة عامرة في التاريخ، وتبدو بمثابة «جدة المدن» تميزت بوفرة مياهها وعذوبتها التي جذبت ذلك الإنسان القديم إليها، فأقام في هذه المنطقة الجميلة، واستقر فيها، وكرس حياته مع أولاده وأحفاده في إعمارها، والتأمل في كل ما يحيط به من جمال الطبيعة ومظاهر قواها التي هزت مشاعره، وأوحت إليه بأفكاره، فتوارثتها الأجيال المتتالية كجزء من تراثها الحضاري وثقافتها العامة.
2 ـ المياه من عناصر الحضارة في دمشق عبر العصور:
للمياه في دمشق علاقة هامة بالحضارة الإنسانية وأسباب انتشارها، ووجود الإنسان وتزايد السكان. لأن الإنسان يوجد حيث تتوفر المياه الصافية العذبة التي تساعده في حسن إعمار الأرض، وتقفر الأرض من الإنسان والنبات حيث تجف المياه، فتفقد الأرض خصوبتها وخضرتها. كل هذا يفسر خطورة موضوع المياه في عصرنا الحاضر محلياً ووطنياً وقومياً ودولياً، وأهمية الترشيد والتوعية والتخطيط في أقطار العالم المعاصر.
3 ـ دمشق والأساطير المتعلقة بالمياه:
أدرك الإنسان القديم في دمشق وغيرها أهمية مياه الأمطار والينابيع والأنهار وقوتها الإنمائية.. فتخيل رباً للمطر أطلق عليه اسم «حدد»، واعتقد بأن رب المطر يحتفظ بمياه السماء، وأن الرعد صوته، والبرق سلاحه، والصاعقة من مظاهر قوته وانفعاله وغضبه... الخ... فوصفه باسم «حدد رامون» أي «حدد الراعد». واعتقد بأن كل الخير يأتي من رب المطر الذي هو أيضاً رب الرياح والعاصفة، وسيد الينابيع والفيضان، ورب الخصب والغنى والخير والترف.
وأدرك ذلك الإنسان القديم فوائد المياه في مختلف ميادين الحياة، وأن مياه الأمطار الغزيرة من شأنها أن تملأ خزانات المعابد، وتزود الإنسان بالمياه اللازمة لشربه وغذائه ونظافته وصحته وفعالياته ونشاطاته ومتطلباته المختلفة... واعتقد ذلك الإنسان القديم في دمشق وغيرها أن الخصب مرتبط بالمياه، وأدرك أهمية رواسب النهر على ضفتيه في تشكيل الأرض الخصبة، وأن مياه النهر تمنح الخصب للأراضي المغمورة بها.
وأدرك ذلك الإنسان فوائد المياه العديدة في ميادين النظافة والصحة وتنشيط الجسم ورفع معنويات الإنسان... الخ. فنشأت عادة غمر الأطفال في المياه لتكتسب أجسامهم القوة والصحة وبركة أرباب المياه... وربما كانت عادة التعميد من تلك الذكريات والتقاليد القديمة المتوارثة.
وتجدر الإشارة إلى اعتقاد القدماء في دمشق وغيرها بخصائص (المياه المتميزة) بتجديد الشباب، وإثارة الشعور والإحساس بنعمة الصحة والقوة والشباب والنشاط.
وتخيل الإنسان القديم في دمشق وغيرها من مدن وحضارات الشرق القديم «أرباباً للمياه»، لكل منهم قصة ميثولوجية تجسد خيال ذلك الإنسان، ومعرفته المتعلقة بالمياه وخصائصها المختلفة. فناك: رب المطر «حدد»، ورب المياه «إيا» أو «إنكي»، وهناك: عرائس المياه والينابيع والعيون... لها دور كبير في حماية المياه وحسن توزيعها... وهناك: «عنات» ربة مياه الينابيع والعيون وسيدة المياه، ذات أهمية كبيرة في تحقيق الخصب والإنبات، وتكاثر الإنسان والحيوان والكائنات المختلفة.
والجدير بالذكر أن الإنسان القديم تخيّل (حياة عالم الأرباب) من حياة سكان الأرض وتزاوجهم وتكاثرهم وعواطفهم وانفعالاتهم... فتخيل (داماكينا DAMAKINA) زوجة «إيا» رب المياه. وإذا كان هناك من فسر اسم دمشق بمعنى «الأرض المسقية» فإن اسم «داماكينا DAMAKINA» يذكرنا بلفظ اسم «دمشق».
واعتقد الإنسان القديم في دمشق والشرق القديم بأن (قصة الخلق) نشأت من زواج رب المياه «إيا» من الربة «داماكينا DAMAKINA». وتخيّل ذلك الإنسان مكان (قصر رب المياه) في مجرى النهر نفسه، وأن الأرباب يقومون بحماية مياه الينابيع والعيون والأنهار والبحيرات.. مما يفسّر الآداب العامة المتوارثة المتعلقة بعدم قذف الأحجار وغيرها في مياه الآبار والينابيع والأنهار والبحيرات.
واعتقد الإنسان القديم في دمشق وغيرها بأن رب المطر «حدد» ينتقم بطريقته الخاصة وذلك بإحداث الفيضان أو الجفاف... مما أوحى للإنسان القديم بفكرة الدعاء والابتهال طلباً للأمطار ورغبة في الاستسقاء AQUILICIUM وذلك عبر العصور، كان يرافق ذلك تلاوة أجمل عبارات الابتهالات طلباً للمياه، ورغبة في الأمطار لتأمين حياة الإنسان والحيوان والكائنات الأخرى ومتطلباتها الحياتية من المياه.
ونجد في الأساطير الكنعانية «فكرة الصراع بدون انقطاع بين الموت والحياة» (أسطورة عليان بعل). ومن القصص الطريفة المتعلقة بالمياه والعادات القديمة «عادة تحكيم (رب النهر) في إبراز خطأ (المخطئ) بإغراقه، وتبرئة (البريء) بإنقاذه».
وإن لكل نبع أسطورته الطريفة، ومن أطرف تلك الأساطير أسطورة عرائس المياه (مثل: أريتوزا) اللواتي كن يلاحقهن أرباب الأنهار، مما يجعلهن يستنجدن بالربة القوية التي كثيراً ما كانت تحولهن إلى (ينابيع مياه عذبة) جميلة.
4 ـ بناء المعابد قرب الينابيع والأماكن المقدسة:
كان الإنسان القديم يشعر بنشوة كلما شرب من مياه (بردى) وينابيعه، وإحساسه بلذة الارتواء ونعمة الهناء بشرب الماء العذب... من الينابيع والأنهار... مما جعله يقدس المياه، ويبني لأربابها أجمل المعابد قرب الينابيع والأنهار والأماكن المقدسة. ومن أشهر تلك المعابد نذكر معبد «حدد» رب المطر الآرامي في دمشق، ومعبد نبع مياه عين الفيجة المعروف باسم ، وكانت هناك معابد أخرى لأرباب المياه، كانت الجماهير تزورها بخشوع وورع وتقوى، وتتأمل في مياه الينابيع والعيون والأنهار بكثير من الاحترام والقداسة، وكثيراً ما كانت تقدم إلى تلك المعابد وأربابها، مما أبدعته أيدي الصناع الفنانين من روائع الفنون التطبيقية تقرّباً إلى أرباب المياه وشكراً على نعمها وعطائها الخصب والنعيم للإنسان والكائنات الحيّة..؟. وهذا مما يفسّر اكتشاف الآثار المختلفة قرب أماكن المياه عبر العصور، ومازال بعض المعاصرين يلقون عدداً من النقود في مياه الينابيع والأنهار دون أن يشعر أن ذلك من تقاليد العصور القديمة.
وقد تحدث عن معبد أو حصن (عزتا) عدد من المؤرخين مثل في كتابه (مسالك الأبصار)، وذكر أن مياه تخرج من مكان تحت (حصن عزتا). وربما كان المبنى معبداً لأرباب المياه، تحوّل فيما بعد إلى (حصن) لأهمية موقعه ومبناه، فعرف بهذا الاسم.
5 ـ المياه في دمشق والمنتزهات قربها كطقوس:
جذبت مصادر مياه الينابيع والعيون والأنهار في واحة دمشق الإنسان عبر العصور حتى غدت مكان متنزهات أفراد المجتمع وتجمعهم ولقائهم ببعضهم، ومصدر فرحتهم برؤية جمال الطبيعة في هذه الأمكنة الجميلة بمياهها ونباتاتها وورودها وأزهارها، وإن تجوّلهم في هذه الأمكنة الجميلة يشبه الطواف في طقوس دينية، أو الاحتفالات الرسمية التي جمعتهم ببعضهم ومنحتهم كل فرحتهم، فعبروا عن مشاعرهم أبجمل عباراتهم وأرقى أفكارهم وأصدق عواطفهم، بعدما غمرتهم فرحة رؤيتهم جريان مياه الينابيع أو نهر بردى. وقد بدت تلك المياه الجارية العذبة الصافية كأنها موكب مقدس يثير المشاعر ويسمو بالعواطف ويوحي بكل ما هو جميل ومقدس ونبيل... وغدت هذه الأماكن القريبة من مصادر مياه الينابيع والعيون والأنهار مصدر وحي الفنانين، وإلهام الشعراء، وخيال الأدباء وتقديس المواطنين... وطرب كل من يتمتع بالحسّ الجمالي والموسيقي.
6 ـ ميل الإنسان إلى أماكن مصادر مياه الينابيع والعيون والأنهار والبحيرات والآبار:
أدرك الإنسان القديم في دمشق أهمية (المياه)، فاعتبرها أثمن ما في الكون من كنوز ثمينة وثروات طبيعية. وإذا كان الإنسان قد تميّز بحب الطبيعة بمياهها ونباتاتها، وذلك لأن حبّ الطبيعة من طبيعة الإنسان، فإن الإنسان يميل بطبعه إلى أماكن مصادر (المياه) التي شرب منها أعذب ماء، وأفاد منها في مختلف ميادين حياته اليومية الغذائية والصحية والزراعية والصناعية والاجتماعية والثقافية والسياحية... وقد أنشأ قربها المعابد لأرباب المياه التي كرّس لها عبادة خاصة بها.
وإذا كان الإنسان المعاصر يتميّز بنفس المشاعر والعواطف والأحاسيس الجمالية، ويميل بطبعه إلى رؤية مصدر المياه، والتنزّه في أماكنها، لهذا فقد انتشرت المنتزهات والحدائق والمقاهي العديدة في جميع الأماكن القريبة من مصادر المياه، تتردد عليها أفواج السائحين ومختلف طبقات المجتمع من مواطنين وسائحين، يمضون فيها أجمل الأوقات، ويحتفظون منها بأجمل الذكريات التي لا يمحوها مرور الأيام. لأنه ينعم برؤية المياه الطبيعية التي قرأ عنها في الكتب المقدسة، أو رآها في أحلامه... فتبدو هذه المياه كأجمل زينة للأرض، وأكبر نعمة لإرواء الكائنات الحية ومكافحة التصحّر. وكثيراً ما يستوحي الشعراء أجمل قصائدهم قرب خرير المياه التي تبدو بموسيقاها مصدر وحي وإلهام وتفكير في الكون وفلسفته، والكائنات والحياة وجمالياتهما... وكثيراً ما يتخيل المرء صوراً تحت المياه السطحية، أو يتأمل ما يعكسه سطح المياه من جمالية صور ما يحيط بها، مما أوحى إليه بابتكار (المرايا)... وكثيراً ما كان خرير المياه يوحي بموسيقاها شاعرية منسجمة مع أصوات الكائنات الطبيعية مما أوحى للإنسان فن الكلام والغناء الجميل وتذوق الجمال الطبيعي ومحاكاته... وكثيراً ما كان جريان مياه العيون والينابيع والأنهار يوحي لذلك الإنسان المتميّز بحسه الجمالي بأفكار وصور التشابه والمقارنات تجعله يعتبر (جريان المياه) في الحياة يبدو كنمط لمصير معين، وإن للكائنات البشرية (مصير الماء المنساب)، فالماء لا ينقطع عن الجريان، والآلام بدون انقطاع.
7 ـ الإدارة المائية في العصور القديمة:
إن أهمية المياه جعلت من أهم مسؤوليات السلطات، المحافظة على (المياه) وجريانها ونظافتها، وحسن توزيعها والإفادة منها في الميادين المختلفة. أضف إلى ذلك الاطلاع على الخبرات المائية النظرية والعملية والتفكير بالمستقبل... وكل هذا يوضح أهمية معابد المياه، وسبل المياه، وأحواض المياه وخزانات المياه، وسدود المياه، وأقنية المياه... الخ.. والعمال المكلفين بمهمات رسمية متعلقة بالمياه... الخ.. وهكذا فقد كان في العصر الروماني عامل موظف CIRCITOR مكلف بإدارة المياه، والقيام بكل الأعمال العامة المتعلقة بالمياه والمحافظة عليها... أضف إلى ذلك حفر الآبار اللازمة والمناسبة لتلبية المتطلبات المختلفة من المياه في مختلف الميادين الحياتية.
وقد تكونت في مجتمع دمشق عادات وتقاليد وأعراف وآداب متعلقة بالمياه وحقوق أصحابها، توارثتها الأجيال المتتابعة، وتقيّدت بها وعملت بموجبها، دون أن تكون مكتوبة أو مدونة.
8 ـ من أهم المنجزات والمشاريع المائية في حوض دمشق عبر العصور:
إذا كانت الأجيال المتعاقبة تحدّثت ـ بكثير من الإعجاب ـ عن منجزات الإنسان الضخمة، وأطلقت عليها عبارة «عجائب العالم السبع»، فإنه من حقنا أن نفخر بما أنجزته بلادنا عبر العصور من منجزات ومشاريع مائية مفيدة وذكية، نذكر منها:
ـ قنوات نهر (بردى) وحسن الإفادة من مياهه في توسيع الأرض الخضراء، والإعمار والعمران الحضاري:
آ) ـ قنوات في جهة الضفة اليسرى:
ـ نهر ثورا: يعود إلى العصر الآرامي.
ـ نهر يزيد: يزود بمياهه أراضي وأحياء الصالحية وركن الدين.
ب) ـ قنوات في جهة الضفة اليمنى من نهر بردى:
ـ نهر بانياس: يعتبر من أقدم أقنية نهر بردى، لأنه من أسهلها حفراً، وأقصرها طولاً. يروي أحياء الضفة اليمنى من نهر بردى.
ـ نهر المزاوي: يروي مقاسم عديدة (المرجانة، الشيخ قاسم، الجندي، الرحيبي... ويروي أراضي المزة وكفر سوسة.
ـ نهر الداراني: يتفرع عن بردى في الشادروان، ويروي أراضي المزة وكفرسوسة وشمالي داريا.
ـ نهر قنوات: يزوّد مدينة دمشق بالمياه، تميّز بقناطر، وعرف أحد أحياء دمشق باسمه (قنوات).
ج) ـ أضف إلى ذلك:
ـ نهر العقرباني: نسبة إلى قرية «داعية» المندثرة.
ـ نهر المليحي: نسبة إلى قرية «المليحة».
ـ آلات رفع المياه إلى الأراضي المرتفعة بواسطة النواعير: تدل هذه الآلات على إنجاز حضاري ذكي. وإن شهرة أحد أحياء (الصالحية) في دمشق بنواعيره جعله يعرف باسم «حي النواعير». ومازال جيلنا يذكر جيداً الناعورة الكبيرة والجميلة التي كانت في «حي العفيف» قرب مبنى المؤسسة الاستهلاكية. وتعتبر «ناعورة » في حي الصالحية في دمشق أثراً مائياً خالداً، يجسّد حاجة الإنسان إلى المياه، وأن (الحاجة أم الاختراع)، وأن طاقته الإبداعية حققت له اختراع (الناعورة) كإنجاز حضاري متميز لتلبية متطلباته الحياتية المختلفة... وإن أهمية هذا الإنجاز الحضاري يتطلب من الجميع اتخاذ كل ما يلزم للمحافظة عليه للأجيال القادمة، والتعريف به، وحسن إبرازه، وتسهيل زيارته ورؤيته وتصويره ليسهم في جعل هذه الزيارة من الذكريات التي لا يمحوها مرور الأيام.
- الطوالع: يتألف الطالع من حوض مياه تتوسطه فوهة القسطل الموصل للمياه، وفي جوانب هذا الحوض فتحات تؤدي إلى أقنية ثانوية تحدد حصص المياه المخصصة لأصحابها.
- سبل المياه: اهتم المجتمع في دمشق وغيرها ببناء (سبل المياه)، وحرص على جمالها المعماري مما جعلها من الآثار ذات الأهمية المائية والقيمة الجمالية، أضف إلى ذلك مدلولها الأخلاقي وتعبيرها عن حب الخير في مختلف الميادين وأخص بالذكر منها ميدان سبل المياه. وإذا كانت طبيعة الحياة الحديثة قد قضت ـ مع الأسف ـ على كثير من «سبل المياه» في دمشق، فإن كثيراً من أمم العالم حافظت عليها وجعلتها من مواضيع تفاخرها، مما يتطلب منا المحافظة على ما تبقى من «سبل المياه» وحسن إبرازها وصيانتها.
- الآبار: كانت المساكن في حوض دمشق تعتمد على الآبار المحلية في تزويد السكان بالمياه اللازمة، وذلك قبل البدء بتحقيق مشروع مياه عين الفيجة.
- الطواحين المائية المنتشرة في كل مكان قرب مجاري الأنهار.
- السدود.
9 ـ من أهم آثار حوض دمشق المتعلقة بالمياه:
في حوض دمشق آثار منقولة وغير منقولة متعلقة بالمياه لها أهمية أثرية وعلمية ووثائقية وسياحية أضف إلى ذلك قيمتها الفنية والجمالية.
ـ من آثار حوض دمشق غير المنقولة المتعلقة بـ (المياه):
1 ـ فسيفساء الجامع الأموي بدمشق: تمثل قصور دمشق وحدائقها الغناء المطلة على نهر بردى الذي تجري مياهه، وتتألق بضوء الشمس كالفضة أو اللؤلؤ.
2 ـ ناعورة جامع الشيخ محي الدين في حي الصالحية بدمشق.
3 ـ قناطر المياه في حي القنوات في دمشق.
4 ـ البحيرات الجميلة في قصور ومباني دمشق القديمة .
5 ـ مباني سبل المياه المتبقية في دمشق القديمة.
6 ـ الطوالع: وأخص بالذكر منها في «حي سبع طوالع» في حي العمارة في دمشق القديمة.
7 ـ الطواحين المائية.
8 ـ الحمامات القديمة وصورها المفيدة صحياً ونفسياً، ونذكر من هذه الحمامات الذي تغنى بصوره الشاعر المشهور بالمحار.
9 ـ الآبار.
10 ـ من آثار حوض دمشق المنقولة المتعلقة بالمياه:
1 ـ مجموعات النقود الدمشقية القديمة: تمثل هذه النقود معبداً تتوسطه ربة السعادة والحظ والثروة «تيكة دمشق»، ويبدو عند قدميها شخص يسبح ويجسّد نهر (بردى)، مما يجعلنا نعتقد أن هذا المعبد كان لربة مياه دمشق.
أو تمثل ربة بملامح فتاة رائعة الجمال، أنيقة الثياب، تبدو جالسة على صخرة، وتحمل بيدها قرن الخصب، وحولها غصن شجرة عنب، وعند قدميها شخص يسبح يجسد نهر بردى «نهر الذهب» CHRYSORHOAS...
وهناك نقود أخرى دمشقية تمثل ربة ثروة دمشق «تيكة دمشق» ويبدو شخص يسبح يجسد نهر بردى وحول هذا المشهد الرمزي الجميل والذكي تبدو كتابة اسم دمشق بالحروف اليونانية «دمشق ميتروبول».
وهناك نقود أخرى دمشقية برونزية مختلفة تجسد (دمشق الجميلة ونهر بردى) محفوظة في المتحف الوطني بدمشق رقم سجلها 24802, 24430, 19038, 15641/6754, 12/5035, 4779/2328... الخ (انظر: مجلة الحوليات الأثرية العربية السورية المجلد 26).
2 ـ لوحات فنانين تمثل نهر بردى وفروعه ومنتزهاته الجميلة.. نذكر منها:
الأستاذ محمود جلال: منتزه في بلودان.
الأستاذ أنور علي الأرناؤوط: نهر تورا.
الأستاذ زهير الصبان: عين الخضراء.
الأستاذ عز الدين همت: الربوة.
وهناك لوحات عديدة بريشة فنانين (مثل الأستاذ نصير شورى...) تمثل نهر بردى وفروعه ومنتزهاته... الخ.
3 ـ تمثال ربة الينبوع، وطقوس صب المياه، والإيحاء بحاجة الأرض إلى المياه.
11 ـ نهر بردى في الأدب العربي:
تغنى الشعراء بجمال الينابيع والعيون والأنهار في حوض دمشق عبر العصور التاريخية، كما أشاروا إليه بعبارات ومفردات رمزية جميلة وذكية. ومن أجمل ما قيل في ذلك:
القاضي صدر الدين بن الآدمي: 
                     قالوا فؤادك (بَرَدَ) عن محبتهم         فقلت نار الهوى لا تنطفي أبدا
                  بردتَ قلبي عن الأحباب مذ رحلوا      بما (يزيد)على (تورا) وما (بردا)
العلا ابن العلاء ابن فضل الله: 
                            انزل بباناس ففي نهرها            سرّ به تجلّى عروس السرور
                        واسمع حديث الماء في جريه             فإنه يشفي عليل الصدور
وأنشد المعروف باسم (عرقله الدمشقي) قائلاً: 
                        ولازال ظلُّ النيربين فإنه                  طويل ويوم المرء فيه قصيرُ 
                        ويا بردى لا زال ماؤك باردا              وماء الحيا من حافتيك نمير
وتغنى بجمال نهر (بردى) قائلاً:
                     تسلسل فيها ماؤها وهو مطلق      وصح نسيم الروض وهو عليل  
                     فيا حبذا الروض الذي دون (عزتا)          شجراً إذا هبت عليه قبول 
                         ويا حبذا الوادي إذا ما تدفقت          جداول (باناس) إليه تسيل 
وأنشد أحمد شوقي قائلاً:
                         جرى وصفق يلقانا بها بردى      كما تلقاك دون الخلد رضوان
الخ..
وتحدث الوليد بن عبد الملك إلى الدمشقيين قائلاً: تفخرون على الناس بأربع خصال: تفخرون بمائكم، وهوائكم وفاكهتكم وحماماتكم، فأحببت أن يكون (مسجدكم) الخامسة».
12 ـ تعدد فئات عشاق السياحة إلى قطرنا:
تتباين أذواق السائحين إلى بلادنا، وتختلف أذواقهم تبعاً لموطنهم وثقافتهم وأعمارهم ومهنهم. فهناك سائحون يعشقون الآثار والأطلال والمتاحف... وآخرون يميلون إلى الأسواق السياحية وجمع الذكريات والتحف والنفائس والطرائف.. وهناك آخرون يرغبون في رؤية المناظر الطبيعية على شاطئ البحر أو على الجبال أو في الصحراء.. والتمتع بسماع موسيقا خرير المياه قرب العيون والينابيع والأنهار. وفي حوض دمشق يتوفر كل ما يطلبه هؤلاء السائحون مهما تباينت ميولهم وأذواقهم واهتماماتهم وثقافتهم ومواطنهم وأعمارهم.. ففي حوض دمشق:
ـ يجد عشاق الآثار والأطلال والمتاحف جمال الأسوار القديمة وأبواب المدن والأبراج المنيعة التي تبدو وكأنها تتحدث ـ بصوت الصمت ولغة الفن الخالد ـ عن الملاحم والبطولات والتضحيات... وهناك قوس التراتيل قرب الكنيسة المريمية، وكنيسة القديس حنانيا، والجامع الأموي بدمشق المشهور بجمال لوحات فن الفسيفساء وجمال المآذن الثلاث... وهناك روائع فن القاشاني في جامع التيروزي وجامع درويش باشا.. وهناك (ناعورة جامع الشيخ محي الدين) في حي الصالحية بدمشق... وأطلال مدخل معبد جوبيتر الدمشقي قرب مدخل الجامع الأموي... وهناك المتحف الوطني بدمشق ومتحف التقاليد الشعبية والصناعات اليدوية ومتحف الخط العربي في مبنى المدرسة الجقمقية شمالي الجامع الأموي بدمشق، ومتحف دمشق التاريخي في بيت خالد العظم، ومتحف الطب والعلوم عند العرب في مبنى البيمارستان النوري، ومتحف دمشق الحربي، ومتحف دمشق الزراعي، ومتحف الجامع الأموي بدمشق، وهناك مشروع متحف في معلولا وغيرها في ريف دمشق... وهناك المكتبات العامة مثل المكتبة الظاهرية الغنية بذكرياتها العلمية، يتميز مبناها بنطاق من لوحات الفسيفساء يزين أعلى جدران غرفة ضريح الظاهر بيبرس... وهناك مكتبة الأسد وهناك مباني المدارس الأثرية كالمدرسة الجقمقية والعادلية... وهناك الحمامات كـالحمام النوري في حي البزورية وحمام رمضان في دمّر... الخ. وهناك الخانات في دمشق وريف دمشق مثل خان العظم.
ويجد عشاق الأسواق السياحية ومجموعات التحف والنفائس والطرائف في دمشق وريفها أجمل الأسواق المحلية (مثل سوق الحميدية التي تبدو بمثابة معرض دائم لأجمل مصنوعات سورية النسيجية والمعدنية والجلدية والخشبية والزجاجية وغيرها... تجذبه وتثير الإعجاب في نفسه طيلة نزهته في هذه السوق حتى يصل إلى مدخل الجامع الأموي بدمشق وأطلال مدخل معبد جوبيتر الدمشقي... وهناك سوق مدحت باشا وسوق جقمق والشارع المستقيم الذي ورد ذكره في (أعمال الرسل). وهناك سوق البزورية التي تبدو كأجمل معرض لمصنوعات السكاكر والشوكولا والفواكه الدمشقية المجففة وغيرها... وهناك سوق الصاغة التي تؤكد قدم هذه الصناعة الفنية في قطرنا منذ أقدم العصور... وهناك الأسواق الصغيرة في مباني الحمامات (مثل سوق حمام القيشاني) أو الخانات القديمة (مثل سوق خان الجمرك...) وهناك سوق الحرير، وسوق المهن اليدوية في مبنى التكية السليمية، وهناك الأسواق الموسمية أو أسواق الجمعة (مثل سوق حي الشيخ محي الدين) وغيرها من الأسواق التي تبدو بمثابة معارض دائمة وجميلة يعرض فيها أجمل وأحدث ما ابتكره وصنعه الإنسان المعاصر من روائع صناعات النسيج والحلي الذهبية والفضية والفخار والخزف والمعادن والصور والأيقونات والمؤلفات... الخ. وكل ما يذكر الزائرين من مواطنين وسائحين بشهرة سورية الفنية والصناعية وتحفها ونفائسها التي يحرص الجميع على اقتنائها وتشكيل مجموعات منها لما لها من أهمية فنية وجمالية وقيمة نفعية ومادية وتخلد ذكريات زيارة سورية بحيث لا يمحوها مرور الأيام.
ـ ويجد عشاق الطبيعة ومصادر مياه العيون والينابيع ومجاري الأنهار في دمشق وريفها كل ما يحلمون به من جمال المناظر الطبيعية في الغوطتين، وعذوبة المياه من نبع بردى، وعين بقين وعين أبو زاد وعين الفيجة وعين الصاحب وعين فاخوخ.. الخ. وإذا اشتهرت مدينة (دلف DELPHES) المقدسة في بلاد اليونان بنبع (كاستالي CASTALI) فإن حوض دمشق مشهور بينابيعه الكثيرة ومياهها العذبة وأنهارها الجارية التي تغنّى بها الشعراء، وخلد الفنانون مناظرها الطبيعية ومنتزهاتها الجميلة التي تهفو إليها نفوس الجميع، وتترك لديهم ذكريات خالدة لا تمحوها الأيام.. مما تطلّب تأسيس المقاهي العديدة قرب تلك الينابيع والعيون وعلى امتداد مجاري الأنهار، في بلودان وبقين والزبداني والتكية والفيجة وبسيمة وعين الخضراء والأشرفية والجديدة والهامة ودمر والربوة والتل ومنين وصيدنايا ومعلولا والنبك ويبرود... وغيرها.
13 ـ من الأماكن الأثرية الهامة في حوض دمشق:
يعتبر حوض دمشق من المناطق الغنية بالآثار المنقولة والمواقع الأثرية المتميزة، فهناك دمشق أقدم مدينة عامرة في التاريخ، ويبدو أديم أرضها بمثابة موسوعة حضارية أبدعتها الأجيال العربية المتعاقبة عبر العصور، وتتحدث عنها بصوت الصمت ولغة الفن الخالد مبانيها التاريخية وروائعها الفنية.
ومازال في غوطتها الغربية (الربوة ـ دمر ـ الهامة ـ قدسيا ـ أشرفية الوادي ـ بسيمة ـ عين الخضراء، سوق وادي بردى، التكية، الزبداني، بقين، مضايا، بلودان...) بقايا أطلال عدد من المباني الأثرية (معابد، قصور، حمامات، جسور حجرية،... الخ) كما اكتشف فيها كثير من الآثار المنقولة نذكر منها تمثال (جاموس) من البرونز، عليه كتابة من محارب إلى رب الصيد وهناك (المذبح) الحجري المكتشف في سوق وادي بردى في الأثرية الهامة ومنحوتات بازلتية تمثل إحداها جذع (السادن الطبيب)... وهناك التوابيت الحجرية التي استخدمت كأحواض مياه العيون والينابيع، أضف إلى ذلك النقود الأثرية المختلفة.
ويوجد أيضاً في غوطة دمشق الشرقية (القابون، برزة، جرمانا، سقبا، كفر بطنا، جسرين، عين ترما، بيت سوى، المليحة.. بقايا أطلال معابد ومساجد وأقنية... الخ) فهناك مسجد إبراهيم في برزة، وهناك أيضاً من المناطق المختلفة بقايا أطلال مبان أثرية مختلفة وذكريات تاريخية عديدة.
ويوجد في القلمون مواقع غنية بآثارها ومبانيها الأثرية في صيدنايا ومعلولا والنبك ويبرود وقارة وحلبون... الخ. ونجد على طريق دمشق-حمص مباني (الخانات) العديدة التيت كانت تقدم كل الخدمات للحجاج والمسافرين وذلك قبل تنفيذ مشاريع السكك الحديدية، نخص بالذكر منها: خان العروس بناه السلطان صلاح الدين الأيوبي، وذلك على الطريق العام قبل مفرق طريق معلولا. نجد أقدم المعابد الوثنية في يبرود ومعلولا... وقد تحولت إلى كنائس. ويعتبر (معبد يبرود) من أهم تلك المعابد.. ويعتبر في الجبل الشرقي للنبك -على مسافة نحو 8كم منها- من أهم وأقدم الأديرة المتميزة بأهمية موقعها الحصين، وجمال رسومها الجدارية، وكتاباتها الأثرية. كما نجد في على بعد 2كم من قارة أجمل المباني الدينية العربية السورية المسيحية، وأجمل الرسوم الجدارية التي تمثل القديسين بأسلوب فنّي جميل متميز بالدقة والمهارة وقوة التعبير الفني. ونجد في كنيسة مار سركيس في قارة بقايا رسوم جدارية جميلة متميزة بالجمال الفني، عليها كتابات سريانية وعلى غيرها كتابة لاتينية.. مما جعل هذه الرسوم الدينية ذات أهمية روحية وقيمة فنية وجمالية ووثائقية هامة.... وهناك أضرحة ومقامات عدد من الصالحين (الشيخ يوسف، الشيخ العجمي، الشيخ العمري..). وتتمتع مدينة (صيدنايا) وديرها وأيقونته العجائبية بشهرة عالمية. وقد تحدث عنها الرحالة منذ القرون الوسطى بكثير من الاهتمام.. وإن كهوف معلولا ويبرود تدل على قدم نشوء الحضارة في القطر العربي السوري منذ نحو مليون سنة قبل الميلاد، كما أن تل الرماد قرب قطنا كافأ المنقبين بآثار تعود إلى نحو سبعة آلاف سنة قبل الميلاد .. وإذا كانت الغزوات العديدة من الشرق والغرب قضت على كثير من مراكز الحضارة، فإن المكتشفات الأثرية وكتب التاريخ تؤكد أهميتها الحضارية والتاريخية. وهكذا نجد مكتشفات في (سوق وادي بردى) قد أعادت إلى الأذهان أهمية واسم مدينة (برهليا) في حوض بردى، كما أن بعض النقود الدمشقية القديمة قد أعادت إلى الذاكرة قصة وأهمية مدينة (أبيلا ABILA) المشهورة في العصر الهلنستي.. كل ذلك ذلك يجعل (حوض دمشق) من أغنى المناطق بالآثار التي تجسد الحضارات المتعاقبة عبر العصور. تتطلب منا المحافظة عليها والتعريف بها لتلبية متطلبات أجيالنا الصاعدة، ورغبات الزائرين من مواطنين وسائحين وتأكيد ضمان المستقبل السياحي لقطرنا، في عصرنا الذي يشهد ازدهار السياحة، وتعتبر فيه المحافظة على التراث الحضاري من معايير رقي الأمم وتقدمها.
14 ـ من المنجزات المتعلقة بالآثار في حوض دمشق:
يميل الإنسان إلى المعرفة، والرغبة في الكشف عن الآثار واستنطاقها عن كل ما يتعلق بالماضي، ويتميز الإنسان بطبعه ـ على بقية الكائنات ـ بحسه الحضاري الذي يدفعه إلى المحافظة على الآثار التي تبدو له بمثابة كائنات حضارية لها لغتها الخاصة بها، ولديها ما تقوله لمن يفهمها، وقد أحسن القاضي أبو العلاء المعري في قوله:
                           منازل قوم حدثتنا حديثهم      ولم أر أحلى من حديث المنازل
مما جعل المفكرين والمصلحين يطالبون بوجوب المحافظة على الآثار كشواهد حضارية للأجيال الصاعدة. ومنذ تأسيس مديرية الآثار حتى الآن، تحقق الشيء الكثير من الطموحات الحضارية والمفيدة في الميادين السياحية وغيرها. ومن تلك الطموحات أذكر:
1 ـ المحافظة على الآثار الفنية والتحف والنفائس والطرائف في المتاحف (مثل: المتحف الوطني بدمشق، ومتحف التقاليد الشعبية والصناعات اليدوية، ومتحف الخط العربي، ومتحف دمشق التاريخي، ومتحف دمشق الحربي، ومتحف دمشق الزراعي، ومتحف الجامع الأموي بدمشق.. ).
2 ـ ترميم المباني الأثرية والتاريخية ترميماً فنياً وفق المبادئ الأساسية المعترف بها عالمياً. مما جعل قطرنا أحد الأقطار التي تزهو بمنجزاتها الحضارية المتمثلة في حسن المحافظة على تراثها الحضاري وآثارها ومبانيها ودقة ترميمها وتوظيف مبانيها التاريخية والأثرية في الحياة المعاصرة.
3 ـ التنقيب عن الآثار حيث أمكن ذلك (في تل الرماد قرب قطنا، والحجر الأسود، والصالحية، ويبرود) فزودتنا هذه الحفريات الأثرية بآثار هامة أسهمت في إغناء متاحفنا وتقديم معلومات حضارية مفيدة للمؤرخين والباحثين في مختلف الميادين الحضارية.
4 ـ الاهتمام بالوثائق التاريخية في عصر أصبح فيه (علم التاريخ) علم تحقيق وتوثيق وتدقيق، ويعتمد فيه الباحثون على الوثائق في الحديث وتدوين الحقائق. فزودتنا هذه الوثائق بمعلومات مفيدة متعلقة بالمياه والأقنية والنواعير والجسور والطواحين المائية... وغيرها من المعلومات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها.
5 ـ التعريف بالتراث الحضاري والممتلكات الثقافية بمختلف وسائل الإعلام، ونشر مجلة (الحوليات الأثرية العربية السورية) منذ عام 1951 حتى الآن... فغدت من أهم المراجع العلمية المتعلقة بتاريخ وطننا وحضارته وآثاره وممتلكاته الثقافية.
6 ـ تنظيم ندوات علمية يسهم فيها الباحثون من مختلف الجنسيات في سبيل حسن إعداد أحدث وأعمق الدراسات الاختصاصية، وكان من هذه الندوات (ندوة دمشق في القرن التاسع عشر).
7 ـ زيادة الاهتمام بنظافة الأحياء القديمة وجمالية واجهاتها والمحافظة على الطابع المحلي لعمارتها.
8 ـ إعداد صور الآثار والمتاحف والمباني الأثرية والتاريخية والمنتزهات والفنادق والمنجزات السياحية المختلفة.
9 ـ إعداد أفلام وثائقية تسهم في التعريف بتراث قطرنا الحضاري وثروته الأثرية وممتلكاته الثقافية ومنجزاته السياحية.
15 ـ حسن توظيف المواقع الأثرية في الخطط السياحية:
يتميز حوض دمشق بمواقعه الأثرية ومبانيه الأثرية والتاريخية التي تسهم في تلبية المتطلبات السياحية وتتطلب منا حسن المحافظة عليها بتوظيفها. فهناك التلال والمواقع الأثرية (تل الرماد قرب قطنا، ويبرود... الخ) وهناك المباني الأثرية في دمشق وريف دمشق (في معلولا وصيدنايا ويبرود والنبك..) وهناك (الخانات) على طريق دمشق حمص، من أهمها خان العروس أو خان السلطان... وغيره من المباني الأثرية والتاريخية في حوض دمشق يمكن توظيفها في الخطط السياحية. وإن نجاح توظيف كثير من المباني الأثرية والتاريخية في دمشق في مختلف ميادين الحياة المعاصرة (لتكون أماكن متاحف وأسواق مهن يدوية مختلفة) مما يشجع على توظيف كثير من المباني المماثلة في الخطط السياحية، وذلك للمحافظة عليها وتلبية المتطلبات السياحية المختلفة في حوض دمشق وغيره. وتجدر الإشارة إلى أن كثيراً من المواقع الأثرية والمباني الأثرية والتاريخية المتميزة بأهميتها المعمارية وذكرياتها التاريخية والحضارية تبدو مدرجة بشكل عفوي في الخطط السياحية وبرامج زيارات السائحين الراغبين في زيارة المعابد (كمعبد جوبيتر الدمشقي، ومعبد جوبيتر في يبرود..) والكنائس والأديرة (مثل كنيسة حنانيا، وكنائس معلولا) والمساجد والجوامع (مثل الجامع الأموي بدمشق، وجامع السيدة زينب..) والأديرة (مثل أديرة صيدنايا ومعلولا، ودير مار يعقوب في ضاحية قارة، ودير مار موسى الحبشي قرب النبك..) والأسوار والأبواب والقلاع والبيمارستانات والقصور والخانات والجسور والحمامات.
16 ـ من المواقع المميزة للسياحة والاصطياف:
يتميز حوض دمشق بالمواقع العديدة المتميزة للسياحة والاصطياف، والتي من شأنها أن تلبي طلبات السائحين والمصطافين مهما تباينت أذواقهم وميولهم ورغباتهم وهواياتهم واهتماماتهم. ففي دمشق وريف دمشق يختار السائحون والمصطافون المواقع التي تلبي رغبتهم في زيارة المتاحف المختلفة، والمباني الأثرية والتاريخية المتميزة بجمالها المعماري وذكرياتها التاريخية المختلفة، والأسواق الاختصاصية بمختلف الصناعات المحلية والمشهورة، والمقاهي والمنتزهات في الغوطتين والقلمون. وحيثما اتجهوا يجدون كل ما كانوا يحلمون به من رؤية تراث حضاري من مختلف العصور، ومناظر طبيعية جميلة وجذابة، ومجتمع كريم مضياف... مما يجعل زيارتهم سورية من أجمل الذكريات، يتحدثون عنها في كل مكان في مختلف المناسبات مدى الحياة. وكثيراً ما يتحدثون عن ذكرياتهم في صيدنايا ومعلولا، وبقين وبلودان، وجبل قاسيون المطل على دمشق، والجسر الأثري على نهر بردى في قرية أشرفية الوادي، ومنتزهات الفيجة وعين الخضراء ودمر والربوة التي قد يفضل بعضهم مطاعمها على أفخم مطاعم الفنادق الحديثة... لطابعها المحلي وقربها من مصادر المياه.. أضف إلى ذلك سوق الحميدية وقصر العظم والجامع الأموي وكنيسة حنانيا والقداس في الكاتدرائية المريمية وجمال مبنى الجامع الكويتي، وجامع السيدة زينب.. كل ذلك يدلّ على غنى حوض دمشق بالمواقع المختلفة المميزة للسياحة والاصطياف.
17 ـ من المشاريع الموضوعة لاستغلال المواقع المميزة للسياحة والاصطياف:
تهتم وزارة السياحة ووزارة الثقافة ووزارة الإدارة المحلية وكل من محافظتي دمشق وريف دمشق بكلّ ما من شأنه حسن الإفادة من المواقع المميزة للسياحة والاصطياف مما حقق:
1 ـ تزايد عدد المتاحف عشرة أضعاف عما كان عليه عند جلاء القوات الأجنبية عن بلادنا.
2 ـ ترميم المباني الأثرية والتاريخية المختلفة، واستئناف وظيفتها (مثل حمام نور الدين في سوق البزورية) وجعل بعضها مقر متاحف (مثل: المدرسة الجقمقية، قصر العظم، بيت خالد العظم، البيمارستان النوري) أو أسواق مهن يدوية (مثل مبنى التكية السليمية الصغرى) أو متجراً سياحياً (مثل: باب توما).
3 ـ تزايد عدد المنتزهات العامة والحدائق العامة والمسابح والملاعب الرياضية المختلفة.
4 ـ تزايد الاهتمام بالفنادق والمطاعم ونظافتها وخدماتها وتحديد أسعارها.
.
5 ـ تزايد الاهتمام بوسائل المواصلات، وحسن تنظيم الرحلات السياحية الجماعية وغيرها في مواعيدها المحددة وبأجور محددة.
6 ـ حسن تأهيل العاملين في ميادين الآثار والمتاحف والسياحة.
7 ـ حسن إعداد الذكريات السياحية التي يحرص السائحون على اقتنائها والعودة بها إلى بلادهم وتشكيل مجموعات منها.
8 ـ تشجيع إحياء الصناعات اليدوية التقليدية بمختلف الوسائل الممكنة، وإقامة معارض لها ولصورها في قصر الثقافة تسهم في التعريف بها، وحسن تذوقها، والإقبال على اقتنائها وتشجيع صناعها الفنانين.
9 ـ طبع مصورات ونشرات سياحية لمختلف المواقع الأثرية والمنتزهات الجميلة والمنجزات السياحية المتميزة.
10 ـ طبع صور المتاحف والآثار والمباني الأثرية والتاريخية والمنتزهات والمنجزات السياحية.
11 ـ إعداد أفلام وثائقية تسهم بالتعريف بخصائص القطر العربي السوري الحضارية والسياحية في حوض دمشق وغيره.
18 ـ مستقبل الاستثمار السياحي والأثري:
يعتبر عصرنا بمثابة العصر الذهبي للسياحة والآثار والمتاحف، وإن خصائص قطرنا في ميادين الآثار والمتاحف والمناظر الطبيعية المختلفة يجعل قطرنا ذا مستقبل سياحي مشرق ومتميز، مما يتطلب متابعة إعداد الخطط المناسبة للاستثمار السياحي والأثري ولاسيما في الميادين الآتية:
1 ـ زيادة عدد المتاحف المختلفة في دمشق وريف دمشق، وتوظيف المباني الأثرية والتاريخية في الخطط السياحية.
2 ـ متابعة التنقيب في التلال والمواقع الأثرية وحسن التعريف بنتائج التنقيب التي تلبي رغبات المختصين والمواطنين والسائحين.
3 ـ متابعة أعمال الترميم وفق المبادئ الأساسية المتفق عليها عالمياً. وحسن التعريف بها لتلبية المتطلبات السياحية.
4 ـ زيادة عدد الفنادق والمطاعم والمنتزهات والمسابح والملاعب والمعارض المختلفة لتلبية المتطلبات السياحية... وتحسين خدماتها.
5 ـ حسن تأهيل العاملين في ميادين الآثار والمتاحف والسياحة لتلبية المتطلبات السياحية.
6 ـ حسن تنظيم الرحلات السياحية الجماعية إلى مختلف المواقع الأثرية.
7 ـ حسن التعريف بخصائص القطر العربي السوري الحضارية والسياحية بمختلف الوسائل الإعلامية ومكاتب السفر المحلية والعالمية.
8 ـ تحسين الإفادة من مختلف وسائل الإعلام في سبيل تنشيط الرحلات السياحية إلى مختلف المواقع الأثرية.
9 ـ متابعة إعداد الخطط السياحية، والخطط المستقبلية للاستثمار السياحي والأثري.
10 ـ زيادة الاهتمام بالتوعية السياحية بمختلف وسائل الإعلام وذلك ليسهم كل مواطن في ازدهار السياحة في قطرنا والمحافظة على التراث الحضاري والممتلكات الثقافية.
11 ـ متابعة طبع صور المواقع الأثرية والمباني التاريخية والمتاحف والمنتزهات والمنجزات السياحية المتميزة.
12 ـ متابعة إعداد أفلام وثائقية تسهم في التعريف بتراثنا الحضاري ومنجزاتنا السياحية.
والخلاصة:
مما تقدم تبدو أهمية موضوع «الواقع الأثري والسياحي في القطر العربي السوري» في عصر أصبح فيه (الأمن المائي) أساس «الأمن الغذائي» وعاملاً أساسياً في تطور الأمن البيئي والاجتماعي والصحي.. وإن موقع القطر العربي السوري في منطقة نصف جافة في هذا العالم دفع الإنسان فيه إلى القيام بمنجزات مختلفة أسهمت في جعل حوض دمشق يبدو كأجمل واحة تشبه (الزمردة الخضراء وسط رمال الصحراء)، وتعتبر من مواضيع تفاخر الأجيال المتتابعة، لأنها تتميز بالملاحظة الذكية والتنفيذ الفني الدقيق.
وإذا كان أجدادنا قد حققوا تلك المنجزات الذكية (الأقنية، النواعير، الجسور،.. الخ) فإن عصرنا حقق مشاريع مائية ضخمة (مثل: السدود..) من حقنا أن نفخر بهذه المنجزات ونعمل على صيانتها والتفكير من جديد بمنجزات ذكية جديدة. وإن تواجد (أكبر تجمع سكاني في حوض مياه دمشق) يتطلب منا تبادل الآراء وحسن إعداد الخطط العملية المفيدة والجديدة لجعل مجتمعنا من المجتمعات السعيدة في العالم في عصر أصبح فيه الاهتمام بسعادة الإنسان من معايير رقي الأمم وتقدمها، وأحد مواضيع تفاخرها بين الأمم.
وشكراً...


بشير زهدي

دمشق أقدم مدينة في التاريخ|ندوة آذار الفكرية في مكتبة الأسد|دمشق-سوريا-1991

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

    صور الخبر

    بقية الصور..

    اسمك

    الدولة

    التعليق

    marwa:

    شكرا على الموضوع


    بارك الله فيك

    marooc

    marooc

    salah:

    exellent

    france

    Kinda:

    شكرا على الموضوعات لكن ارجو الإهتمام أكثر بمواضيع فرع الأثار

    syria