محمد الشبعاني: الوردة الشامية منجم من المنتجات الطبيعية

12 05

اكتشفها ابن سينا مطلع القرن الحادي عشر ونقلها الصليبيون إلى أوروبا

عُرفت الوردة الشامية منذ آلاف السنين، انتشرت شجيراتها في بلاد الشام خصوصاً غوطة دمشق وريفها، وأول من اكتشف هذه الوردة العالم العربي الكبير ابن سينا في مطلع القرن الحادي عشر وهي أقدم من هذا التاريخ بكثير، نقلها فيما بعد الحُجاج من العرب والمسلمين إلى بلادهم كما نقلها الصليبيون إلى أوروبا خلال القرون الوسطى.
اشتُهرت الوردة الشامية بالدمشقية «لاروزا داما سكينا» وقد وصل صيتها إلى جميع أنحاء العالم تحت اسم الوردة الدمشقية، واليوم ترتبط الوردة الشامية على نحو وثيق بالتراث السوري، ورغم كل ذلك وخلال السنوات الماضية كانت الوردة الدمشقية تعتبر من الشجيرات المهددة بالانقراض بسبب قلة الاهتمام بها وتراجع زراعتها بعد دخول أصناف عديدة من الورود الحديثة، ما دعا غرفة زراعة دمشق إلى تشكيل لجنة خاصة من مهامها إعادة تشجيع زراعتها وتطوير صناعتها.
حول الوردة الشامية أقام المركز الثقافي بالمزة محاضرة بعنوان «الوردة الشامية الواقع وآفاق التطور» ألقاها الباحث المهندس محمد الشبعاني رئيس منتجي نباتات الزينة للأزهار والمشاتل وعضو اللجنة الدائمة لمعرض الزهور الدولي، في الثاني عشر من أيار2008.
السيدة الأولى أسماء الأسد  لدى زيارتها لبساتين المرح
تناولت المحاضرة تاريخ وجود هذه النبتة في بلاد الشام وانتشارها عالمياً، وواقعها الحالي وأماكن زراعتها حالياً، وميز المحاضر الفرق في زراعتها بعلاً أو مروية، والاهتمام الواقع عليها في السنوات الأربع الأخيرة ومشاركة منتجي الوردة الشامية في معرض الزهور لأعوام 2005 و2006 و2007، كما تحدت عن اللفتة الكريمة وزيارة السيدة الأولى لبساتين المرح (بساتين زراعة الوردة) ومن بعدها اهتمام الجهات المعنية بإنعاش هذه الزراعة.
يقول المهندس الشبعاني «الوردة الدمشقية هي الوردة الوطنية للجمهورية العربية السورية، وعملياً هي وردة متأصلة في سورية منذ آلاف السنين ومنها انتقلت في العصور الوسطى إلى أوروبا وأصبحت مستوطنة في تركيا وإيران وبلغاريا والهند وفرنسا حيث أجريت عليها بعض عمليات التحسين وأعطيت أسماء محلية، وانتقلت إلى العالم العربي والإسلامي من خلال الحُجاج وبدأت بالاندثار والاضمحلال في دمشق حت السنتين الماضيتين إذ عاد للوردة الدمشقية ألقها وبريقها من خلال معارض الظهور والندوات والمحاضرات، بعد أن تأكدت أهميتها الاقتصادية في مجالات طبية وعطرية وتزينية عدة ولاحتوائها على عطر الورد والحصول على زيوتها العطرية ويبلغ ثمن الكيلوغرام الواحد من زيتها العطري حوالي مليوني ليرة سورية، وإضافة إلى استخدام هذا الزيت في صناعة العطور يمكن استخدامه طبياً في إيقاف النزف ومعالجة أمراض الكلى والحصى والجهاز البولي والتناسلي وكمواد قابضة وله استخدامات غذائية متعددة، وهي بذلك عبارة عن منجم من المنتجات الطبيعية لا ينضب».
محاضرة الوردة الشامية للمهندس محمد الشبعاني
يتابع المهندس الشبعاني «كل ما تقدم دعى الجهات المعنية وفي مقدمتها وزارة السياحة بالتعاون مع المنتجين إلى إقامة ندوات عن الوردة الشامية ومعارض لها، ما دفع العديد من الجهات لأن تحذو حذوها والتوجيه بدعم الوردة الشامية واستصلاح الأراضي وزراعتها رياً وبعلاً ويوجد في منطقة القلمون في ريف دمشق ستمائة ألف شتلة موزعة على ألف وخمسمائة دونم، لكن لا تزال هناك حلقة مفقودة بين عمليات الإنتاج والتسويق والتصنيع».
يذكر أنه سيقام في الخامس والعشرين من أيار 2008 مهرجان ومعرض للزهور في التكية السليمانية، وهو معرض متخصص بالنباتات والزهور الدمشقية.


رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

سناء:

لله يرعاك شو هل نشاط

أبواديب:

زادك الله توفيقا ورفعة ياورد ياجوري 0

سوريا