أوركسترا الموسيقى العربية لمعهد صلحي الوادي في قصر العظم

09 أيار 2010

تطرب الحضور بمعزوفاتها وأغانيها

برعاية المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء، وبمناسبة انعقاد المؤتمرالعربي الحادي عشر لأمراض وزراعة الكلى بدمشق، أحيت أوركسترا الموسيقى العربية لمعهد صلحي الوادي بقيادة الموسيقي عدنان فتح الله حفلة شرقية في قصر العظم الأثري بدمشق القديمة مساء الخميس 6 أيار 2010 قدمت فيها باقة من المقطوعات الموسيقية وبعض الأغاني بأصوات جميلة.

وابتدأت الأوركسترا حفلتها بمقطوعة «ذكريات» لمحمد القصبجي ومن ثم «لونغا فرح فزا» لرياض السنباطي، كما قدمت أغنية «اشتقنا كتير» لزكي ناصيف، أدّاها الطفل فادي الذيب بصوته الذي أدهش الحضور، وبعد هذه الأغنية الجميلة عزفت الفرقة عملاً لزياد الرحباني بعنوان «وقمح» من توزيع أندريه مقدسي، ومن ثم مقدمة «ألف ليلة وليلة» لبليغ حمدي، وقدمت الفرقة أيضاً مقطوعة «شهناز سياغي» والتي عزف فيها قانون صولو ببراعة الطفل حكم خالد، وانتقلت الفرقة إلى عمل جميل من إعداد وتوزيع الموسيقي جوان قره جولي من مقام الحجاز أدت فيه عود صولو العازفة السورية هديل ميرخان، وكانت مفاجأة الحفل عازفة الفلوت ليال النمر التي لم تتعدَ الثامنة من عمرها حيث عزفت مع الفرقة مقطوعة «ربيع الأول»، فصفق لها الحضور طويلاً لإمكانياتها المدهشة وهي في هذا العمر، وأيضاً تضمن البرنامج موهبة خارقة أخرى وهو جوليان الخوري الذي لعب على الإيقاع الشرقي كما الكبار في عمل من تأليف وتوزيع الأستاذ عامر دهبر بعنوان «قصة شرقية»، واختتم الحفلة الثنائي الغنائي رنا سليمان وعماد رمال، حيث قدما أغنية «يا شام» من ألحان الموسيقار السوري سمير كويفاتي بحرفية كبيرة وتفاعل معهما الحضور، وقد جاءت هذه الأغنية في مكانها وزمانها الصحيحين، مع احتفالات شعبنا بعيد الشهداء، عيد من سالت دماءهم من أجل الشام.

مع الفنانين:

في نهاية الحفل التقى «اكتشف سورية» بعض الفنانين الذين أسهموا في إحياء هذا الحفل، فعن مشاركته قال المغني عماد رمال: «هذه مشاركتي الثانية مع هذه الفرقة بعد مهرجان الأغنية الملتزمة الذي أقيم قبل فترة وجيزة في مسرح الحمراء بدمشق، وهذه المشاركات تغنينا، لأن أوركسترا الموسيقا العربية لمعهد صلحي الوادي تعزف كما الكبار، ولم ينتبني أبداً إحساس بأن من يعزف خلفي هم أطفال أو يافعون، فهم موسيقيون جيدون، والفضل يعود للأستاذين جوان قره جولي وعدنان فتح الله، لأن هذا المستوى الموسيقي لهؤلاء الصغار احتاج إلى جهد وتعب ووقت، وأنا سعيد بمشاركاتي معهم».

أما المغنية رنا سليمان فقالت عن مشاركتها: «جميل أن يكون في سورية فرقة بهذا المستوى والتي تتطور بشكل مستمر، فهذا يثلج الصدر ويعطينا أملاً كبيراً في مستقبل الموسيقى السورية، شاركت مع هذه الفرقة خلال مهرجان الأغنية الملتزمة وغنينا للشام وفلسطين وكل سورية، وكما رأيت قدمت في هذه الحفلة أغنية "يا شام" كديو مع زميلي عماد رمال وما ألاحظه أنها تجربة ناجحة وسنستمر بها».

وتحدث لـ «اكتشف سورية» الأستاذ عدنان فتح الله فعلق على هذه الحفلة قائلاً: «أنا سعيد بمشاركتنا في المؤتمر العربي الحادي عشر لأمراض وزراعة الكلى، وكان جديد برنامجنا هذا اليوم هو أغنية "يا شام" التي قدمها الثنائي رنا وعماد».

وعن البرنامج الجديد للفرقة قال: «سنبدأ تدريبات على برنامج جديد مع انتهاء العام الدراسي لطلابنا، أي في بداية الشهر السادس القادم، وأتمنى أن نوفق فيه وغالباً سيكون أقوى مما نقدمه الآن لأنه سيواكب التطور الذي حصل في الأوركسترا، وسيحتوي بالإضافة إلى المغنين الفرديين تشكيلات أوركسترالية أخرى كالنحاسيات، وباعتقادي أنها ستكون تجربة ناجحة كما عودنا متابعينا».

وعن تأثير هذه الحفلات المكثفة على دراسة الأطفال تابع حديثه: «برأيي الموسيقى لم تكن أبداً ذات تأثير سلبي على دراسة الطلاب، فهؤلاء العازفون يتعلمون الموسيقى منذ السادسة من عمرهم وأصبحت جزءاً من حياتهم وترتيبهم اليومي وتعودوا على تنظيم أوقاتهم بين الدراسة والموسيقى، لقد أصبحت الموسيقى عند الكثير من العائلات والطلاب حافزاً للدراسة».

وأنهى حديثه بالقول: «من شدة تعلق الطالب بالأوركسترا، أصبح عدم عزفه فيها أكبر عقوبة ولذلك يعاقب من قبل أهله عندما يهمل دراسته، ويقولون له إن لم تدرس لن تذهب إلى الأوركسترا».

أما الأستاذ جوان قره جولي فيقول لنا في هذه المسألة: «بصراحة طلابنا مميزون في الدراسة والموسيقى على حد سواء، والامتحانات تبدأ في 20 أيار وسنوقف كل الأنشطة في الأسبوع القادم لهذه الغاية ليستعدوا لدراستهم».

وتابع حديثه: «في كل الأحوال معلوماتي التي أسمعها من الأهالي أنهم كلهم متفوقون في دراستهم، ومن لديه مشكلة في الدراسة نعلمه بحلها أولاً ومن ثم الالتحاق بأنشطة المعهد».

وعن البرنامج الجديد للفرقة أنهى قره جولي حديثه بالقول: «سنبدأ بعد نهاية الامتحانات المدرسية، وسنستغل العطلة الصيفية لنقدم برنامجنا الجديد في الشتاء، ولذلك قلت بأنه لا يوجد تعارض بين التدريبات والدراسة، وسيكون برنامجنا القادم مفاجأة مدهشة».

من الملاحظ بأن أوركسترا الموسيقى العربية لمعهد صلحي الوادي نشيطة جداً هذه الأيام بحفلاتها حيث قدمت أكثر من أمسية في الآونة الأخيرة، وتضم الفرقة سبعين عازفاً وعازفة من الأطفال المميزين في دراسة الموسيقى من شتى الاختصاصات، بالإضافة إلى عدد من الأساتذة، ويقودها الموسيقي السوري عدنان فتح الله، ويشهد لها الكثير من الموسيقيين بمستقبل مثمر في المشهد الموسيقي السوري. وتنتمي أوركسترا الموسيقا العربية إلى مجموعة صلحي الوادي للفنون التي تضم خمس فرق أخرى ويشرف على المجموعة الموسيقي السوري جوان قره جولي.

إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

أوركسترا الموسيقى العربية لمعهد صلحي الوادي بقيادة الموسيقي عدنان فتح الله تحيي أمسية موسيقية بقصر العظم	الموسيقية السورية هديل ميرخان تشارك بالعزف على العود	عازف السكسفون محمد دياب

بقية الصور..