ندوة المشروع النهضوي العربي في اللاذقية تتناول جوانب ومشكلات النهضة العربية الراهنة
31 03
«المشروع النهضوي العربي"اللغة مرتكزاً"» عنوان الندوة التي أقامتها لجنة تمكين اللغة العربية بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب في دار الثقافة بمدينة اللاذقية، مساء يوم الاثنين المنصرم 29 آذار 2010، في إطار احتفالية تمكين اللغة العربية وعيد الشعر العالمي.
هذا وقد اعتبر الباحث والمفكر الطيب التيزيني، وفقاً لما نقلت وكالة الأنباء سانا، أنّ قيام المشروع النهضوي العربي اليوم يتطلب إعادة إنتاج اللغة العربية كلغة لهذا المشروع، وفق خصوصيات الوضع الراهن، ومعطيات المرحلة العالمية التي نمرُّ بها، ما يستلزم بالضرورة صياغة جديدة لآليات التفكير المرتبطة بهذه اللغة كشرط أساسي لتطوير العربية.
وقد بيّن التيزيني أنّ السؤال الأساسي الذي يطرح نفسه في هذا الجانب، يتمثل في كيفية البدء بعملية تحديث الفكر العربي؟ لافتاً إلى أنّ الإجابة عن السؤال تكمن في تفكيك البنى الكبرى التي تصوغ هذا المشروع النهضوي وإعادة بنائها من جديد وفق المعطيات الحديثة للعصر. كما ورأى التيزيني أنّ النظام العولمي حوّل اللغات الوطنية كلغات ثقافية إلى مجرد لهجات تلبي الاحتياجات المحلية لمجتمعاتها، حيث أشار أنّ هذا النظام بدأ ينفي الحاجة إلى اللغة المكتوبة مستعيضاً عنها بالصورة كلغة حقيقية تنشأ وتتكون في السوق الكونية السلعية. واختتم التيزيني بالتأكيد على ضرورة التدقيق في النظام العولمي المعاصر، وإعادة التفكير لتدارك المتغيرات السريعة، قبل الانطلاق مرة أخرى في ركب العولمة من خلال الإجابة عن أسئلة الراهن.
الدكتور حسين جمعة -رئيس اتحاد الكتاب العرب- أشار إلى أنّ الحداثة بمفهومها المعرفي والفلسفي والثقافي لم تطل اللغة العربية حتّى الآن، بسبب عدم إعادة إنتاج هذه اللغة بما يتلاءم مع معطيات عصر العولمة. وقد أشار جمعة إلى أنّ العولمة قضت حتّى الآن على 400 لغة حول العالم ومعها العدد ذاته من الثقافات المرتبطة بها. وحول جوهر المشكلة فقد بيّن جمعة أنها تكمن في عزل مفهوم الحداثة عن معناه الشامل، والذي يستدعي التجديد على مستوى الكلمة والصورة والعبارة، والحرص على العمق الفني والمعرفي لها، دون مقاطعة التراث الذي يعتبر ركيزة لأيّ امتدادٍ حداثيٍّ حقيقي.
وقال جمعة: «إنّ أدباء العربية باتوا اليوم يحشدون اللغة في نصوصهم الأدبية بصورة متناهية البراعة، بحيث يتحول كلّ نصٍّ في نهاية المطاف إلى مجرد رصف جميل للكلمات والمفردات، وبالتالي بات لدينا الكثير من النصوص الجميلة، والتي يمكن اعتبارها حداثية من الناحية الشكلانية إنّما دون غايات دلالية أو إنتاج فكري حقيقي». واختتم بالتأكيد على ضرورة الاستناد إلى اللغة العربية وتحديثها، كحامل للتفكير ووعاء للمعرفة لتكون قادرة على حمل المشروع النهضوي العربي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
اكتشف سورية